حقبة جوارديولا مع برشلونة كانت بدون أدنى شك الأفضل في تاريخ النادي الكاتالوني فقد فاز خلالها البارسا ب-14 بطولة من أصل 19 ، منها 3 بطولات دوري إسباني و بطولتي دوري ابطال أوروبا. هذه الحقبة الذهبية التي شهدت إنفجار موهبة ليونيل ميسي وصلت إلى نهايتها مع رحيل المعلم بيب ... لكن حصل ما لم يكن أحد ليتوقعه ، فلويس انريكي صديق بيب و زميله السابق في برشلونة أعاد النادي الكاتالوني إلى السكة الصحيحة بعد عامين للنسيان ... حتى أن انريكي تفوق على بيب و سأعرض أسباب هذا التفوق في ما يلي : أولاً ، أرقام لويس انريكي أفضل من أرقام غوارديولا في أول موسم له على دكة بدلاء برشلونة ، فنسبة انتصارات انريكي 84 بالمئة مقابل 70 بالمئة لبيب . ثانياً ، لأنه يملك أفضل ثلاثي هجومي في التاريخ (ميسي- سواريز-نيمار) فقد سجلوا معاً 117 هدفاً في جميع البطولات منها 25 في دوري الأبطال (رقم قياسي ) كذلك ، برشلونة في عهد انريكي لا يتأثر باللعب خارج أرضه ونتائجه بعيداً عن الكامب نو في الدور الثاني لدوري الأبطال خير دليل على كلامي ، إذ حقق البارسا فوزين بغاية الأهمية حسم من خلالهما بطاقة التأهل من ملعب الإتحاد في مواجهة السيتي و من ملعب حديقة الأمراء في لقاء باريس سان جرمان على عكس برشلونة بيب الذي كان يعاني الأمرين خارج أرضه في الأدوار الاقصائية في دوري الأبطال. كما اننا ننوه إلى التطور الهائل للكتلان من الناحية الدفاعية و قد تجلى هذا بالعدد القليل من الأهداف التي دخلت مرمى البلوغرانا (19 هدفا في الدوري فقط)، دون أن ننسى الدور الكبير لحارسيه التشيلي كلاوديو برافو و الألماني تير شتيغن اللذين ابدعا في الزود عن مرمى برشلونة هذا الموسم . أيضاً ، نجد أن اللحمة و الالفة و روح المجموعة أفضل في هذا الموسم من أيام جوارديولا الذي واجه مشاكل عديدة في غرف الملابس ابرزها مع ايتو و ابرا، بينما لويس انريكي يتمتع في الوقت الراهن بعلاقة ممتازة مع جميع لاعبيه و قد تخطى بسرعة قياسية بعض الخلافات في بداية الموسم مع الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي. أخيراً ، أصبح البارسا مع انريكي أكثر واقعية ، فقد أصبح لاعبو النادي الكاتالوني ينتهزون أنصاف الفرص ليسجلوا منها أهدافاً، بينما كانوا في عهد جوارديولا يتفننون في اهدار الفرص السهلة ، بالإضافة إلى تمتع الفريق بخبرة أكبر من الماضي.