باستثناء حصول مفاجأة في آخر لحظة، فلقب الموسم القادم سيكون من نصيب اتحاد العاصمة. هذا ليس اكتشافا نوويا ولا تخمينا، لأن ما يحدث في سوق التحويلات يقر بذلك، إذ هو النادي الجزائري الوحيد الذي يملكه شخص فريد استقدم 14 لاعبا من خيرة لاعبي الدوري الجزائري ومنحهم أجورا تتراوح ما بين 100 مليون و450 مليون سنتيم وهي أجور لا يتقاضاها أغلبية لاعبينا المحترفين في أوروبا أين تفرض السلطات نظاما ضريبيا رهيبا وتكاليف العيش هناك تفوق مستوى معيشتنا بعشر مرات مما يعني أن الأجرة التي يتحصل عليها لاعب في الجزائر، قيمتها الميدانية هي ضعف أجرة المحترف في أوروبا. فمن حق اتحاد العاصمة استقدام أحسن اللاعبين، ومن حق أي رئيس أن يبني فريق الأحلام لحصد الألقاب، لكن السؤال الذي يطرحه الشارع الكروي الجزائري هو المبالغ المالية الضخمة التي جعلت بعض المحترفين بفرنسا وبلجيكا يفضلون فسخ عقودهم هناك والعودة إلى الجزائر لجمع الأموال مما قد يشكل خطرا على مستقبل الدوري الجزائري، لاسيما وأن النوادي لا زالت بعيدة عن الاحتراف، وحتى أغنى الأندية لا يمكنها أن تحقق التوازن المالي في نهاية الموسم، بالنظر إلى الارتفاع الفاحش في أجور اللاعبين مقابل مداخيل ضعيفة من حقوق البث التلفزيوني والسبونسور وتذاكر المباريات. وإذا كان مالك نادي "سوسطارة" يراوده حلم معانقة الألقاب لإعادة البسمة على وجه "المسامعية" بعد موسم أول كارثي فإن ما تقبل عليه البطولة الجزائرية بسبب قضية الأجور يجعل الكثير من المتتبعين يخشون أن يصبح الاحتراف في الجزائر شبيها بالاحتراف في اليونان أو في تركيا وروسيا أين فرض عدد قليل من رجال المال والإعمال منطقهم على عالم الكرة بطريقة مشبوهة أخفت من ورائها تلاعبات على أكثر من صعيد، سواء في تحويل المال أو في تحديد نتائج المباريات. ولم يشذ المقاول علي حداد على القاعدة التي سبقه فيها سعيد عليق أو حناشي، سرار ومنادي وغيرهم من الرؤساء الذين سيروا النوادي بالمال العام، وبميزانيات ضخمة تصل الخمسين مليارا، فاستحوذوا على كل لاعب موهوب يبرز هنا وهناك من أجل حصد الألقاب طوال العشرين سنة الأخيرة، غير أن تفجير سلم الأجور والمنح بالشكل الذي وصل إليه اتحاد العاصمة أصبح يخيف كل الرؤساء لأن المنطق التجاري هو السيد في مثل هذه الوضعيات واللاعب الجزائري الذي بقي مستواه في تراجع مستمر سيطالب من موسم لآخر بأجور خيالية لأن المنطق في الجزائر مقلوب. عدلان حميدشي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته