استعاد المنتخب الكوستاريكي رونقه المفقود في بطولة كوبا أميركا 2016 بعد الفوز المذهل الذي حققه على نظيره الكولومبي بثلاثة أهداف لهدفين فجر اليوم الأحد على ملعب NRG في تيكساس، في واحدة من أجمل مباريات البطولة المقامة حاليًا على الأراضي الأميركية، إن لم تكن أجملها على الإطلاق من حيث الندية والمتعة والإثارة منذ الدقيقة الأولى حتى الدقيقة الأخيرة منها. كولومبيا عانت الأمرين في غياب جميع عناصرها الأساسية، فقد قرر مدرب الفريق «خوسيه بيكرمان» منح الحارس زاباتا فرصته على حساب حارس آرسنال أوسبينا، وقام باللعب بالرباعي فابرا ومينا وآجويلار وميدينا بدلاً من الرباعي الأساسي دياز وموريلو وزاباتا وآرياس في الخط الخلفي، واعتمد على لاعب وحيد من تشكيلته الأساسية في خط الوسط هو «سيباستيان بيريز» لإراحة كاردونا وكوادرادو وتوريس بهدف تجربة سانشيز وسيليس. ولم يكتف بكل ذلك وقام بوضع مارتينيز ودايرو مورينو ومورينو دوران في الخط الأمامي على حساب خاميس رودريجيز وكارلوس باكا. وكان رفاق بريان رويز السباقين بتسجيل الهدف الأول في الدقيقة الثانية بتصويبة مُدهشة من فينيخاس بعد تلقيه تمريرة على حافة منطقة الجزاء من بورخيس ذهبت في زاوية مُستحيلة على بديل أوسبينا «زاباتا». لكن كوستاريكا لم تهنأ بتقدمها لأكثر من أربع دقائق، إذ تمكن الظهير الأيسر الكولومبي «فابرا» من تسجيل هدف التعديل في الدقيقة السادسة، فبعد عملية ثنائية بينه وبين مهاجم راسينج كلوب الأرجنتيني «روجر مارتينيز» داخل منطقة الجزاء أنهى الكرة بتسديدة أرضية بالقدم اليمنى على يمين الحارس «بيمبيرتون». الهدف ضاعف من حماس لاعبي كولومبيا الذين هاجموا وسيطروا على اللقاء بفضل التقدم المستمر للظهيرين فابرا وميدينا. ودفعت كولومبيا ثمن اندفاعها الهجومي الكبير باستقبال هدف من نيران صديقة في الدقيقة 34 حمل توقيع صاحب هدف التعادل «فابرا». فرانك فابرا الذي يلعب لنادي بوكا جونيورز منذ بداية هذا العام قادمًا من نادي ميديلين الكولومبي، فشل في التعامل مع العرضية النموذجية التي أرسلها «فينيخاس» من على الجهة اليسرى بعد مراوغة عبقرية للمدافع «آجويلار». وفي بداية الشوط الثاني أجرى المدير الفني لكوستاريكا «أوسكار راميريز» تغييره الأول بسحب سالفاتيرا للدفع بأوفيديو، ورد عليه خوسيه بيكرمان بإجراء تغييرين متتاليين حين سحب سيباستيان بيريز ومورينو لإشراك الثنائي «خاميس رودريجيز وكاردونا». وتابع المنتخب الكولومبي اندفاعه نحو الأمام لتعديل النتيجة، لكنه دفع الثمن للمرة الثالثة من مرتدة قادها البديل «أوفيديو» من على الرواق الأيمن انتهت بتمريرة عرضية متقنة منه نحو بورخيس الذي سددها من لمسة واحدة على أقصى يمين الحارس زاباتا. واستعان بيكرمان بنجم يوفنتوس الموسم الماضي «خوان كوادرادو» في الدقيقة 66 بدلاً من المدافع آجويلار، لينتقل الظهير الأيمن ميدينا للعب في قلب الدفاع جوار مينا. وأسفر التغيير الثالث لكولومبيا عن هدف ثان في الدقيقة 73 من صناعة كوادرادو سجله مارلوس مورينو – لاعب نادي نسيونال الكولومبي – من تصويبة قوية في الزاوية اليسرى الضيقة للمرمى الكوستاريكي. واستشعرت كوستاريكا الخطر فانكمشت أكثر وأكثر في الخطوط الخلفية بسبعة أو ثمانية لاعبين على الأقل خلال الدقائق العشر الأخيرة، ومع ذلك لاحت بعض الفرص لكاردونا وخاميس ومورينو لإضافة هدف التعديل إلا أن تسرعهم أمام المرمى حال بينهم وبين الهدف الثالث!. وقاد هذا الفوز المنتخب الكوستاريكي لاحتلال المركز الثالث برصيد 4 نقاط من فوز وتعادل وخسارة، لتدخل ضمن أفضل المنتخبات أصحاب المركز الثالث، لكن هذا لن يؤهلها بطبيعة الحال إلى المباراة القادمة (ربع النهائي) لوجود مجموعة إضافية على العكس من النسخ الماضية التي كانت تضم ثلاث مجموعات فقط ب12 فريق. وبهذه النتيجة تتصدر الولاياتالمتحدة الأميركية المجموعة الأولى برصيد ست نقاط بفارق الأهداف عن كولومبيا الثانية.