ما الذي قاله حاليلوزيتش في نفسه لية أول أمس قبل أن ينام بماركوسي؟ دون شك المدرب البوسني تساءل، وهو غاضب من كثرة الغيابات الغامضة لبودبوز وفابر ومسلوب وبوعزة وغيرهم، عن حقيقة المنتخب الذي شرع في تدريبه هذه الصائفة. من الممكن جدا أن يكون "حاليلو" قد سأل نفسه قائلا : "مالذي دفعني لقبول تدريب هذا المنتخب في هذا الظرف بالذات؟ لاعبون يعتذرون عن حضور التربص بواسطة حوارات صحفية، آخرون لم يستلموا الإستدعاءات والبعض لم توضع التأشيرات على جوازات سفرهم و..و...و....". فقد كان حاليو يظن بأنه سيدرب منتخب بلغ مستويات عالية في التنظيم والتحكم في الأمور اللوجيستيكية أكثر مما بلغه منتخب كوت ديفوار بالرغم من أن الفيلة يملكون نجوم عالميين. لا شك أن البوسني لم ينم جيدا رغم هدوء المكان بضواحي باريس وبقي يسأل نفسه ويبحث عن الاسباب التي تقف وراء تدهور الوضع العام في المنتخب الجزائري وبشكل سريع وليست تطمينات رئيس الفاف هي التي ستهدأ من غضبه وقلقه لأن الواقع الذي شاهده "الكوتش وحيد" لا يساير الخطاب الذي دار مع رئيس الفاف ونائبه قبل إبرام العقد في جويلية المنصرم. بداية عمل حاليلوزيتش مع الخضر ذكرتنا ببداية عمل البلجيكي ليكنس ومواطنه واسايج وكلاهما بحث عن مخرج لفسخ عقده مع الفاف بعدما واجها مشاكل تنظيمية كبيرة عرقلت حسن سير المنتخب، فنتذكر جيدا ما عاشه واسايج في تربصات عنابة أين يحرم اللاعبون من النوم بسبب حفالت زفاف تنظم في نفس فندق المنتخب ونتذكر جيدا كيف تعب واياسج في الحصول على شاشة عملاقة لجمع لاعبيه حول شريط معاينة الخصوم لتحضير المباريات ولا يمكن أن ننسى ما وقع لليكنس الذي وجد فوضى في تسيير التربصات وإرسال تذاكر السفر والرحلات الجوية وغياب أماكن للتدرب وغيرها من وسائل العمل الى درجة أنه تحجج بمرض زوجته كي يغادر الجزائر. وحتى إن كان المتتبعين لمسيرة الخضر استبشروا خيرا في عهد سعدان بإرتقاء العمل اللوجيستيكي الى القمة بفضل السيولة الملية التي جلبها روراوة وحسن التدبير لزفزاف وصادي والعمل الممتاز الذي يقوم به شنيوني فإن إنهيار القلعة الإدارية للخضر في تربص ماركوسي سيحسب على الفاف والبوسني سيسجل ذلك جيدا في أجندته الخاصة لطرحها يوم يريد حزم أمتعته .