حركت الأحداث الأخيرة التي تشهدها الغابون التي ستحتضن النسخة 31 من كأس أمم الإفريقية عقب الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس عمر بونغو ودخول البلاد في حالة فوضى وعنف قبل أربعة أشهر من انطلاق العرس الإفريقي والتي تبقى مهددة بالتصعيد في الأيام القادمة رئيس الكاف الكاميروني عيسى حياتو الذي استشعر الخطر وشرع في إعداد المخطط الاضطراري أو ما يعرف بالمخطط "ب"، وبحسب ما كشفت عنه وكالة الأنباء الفرنسية فإن الدب الكاميروني ربط اتصاله بالسلطات في المغرب وجنوب إفريقيا لتعويض الغابون في حال قررت الانسحاب. قبولهم العرض يعني تأخير "الكان" لأيام حسب وكالة الأنباء الفرنسية التي تملك مصادر جد موثوقة من داخل الكاف على اعتبار أن المكلف بالإعلام لدى حياتو هو فرنسي الجنسية، فإن الدب الكاميروني اقترح على المغرب وجنوب إفريقيا تعويض الغابون في حال قررت الانسحاب من التنظيم العديد من الامتيازات المالية والرياضية ومنحهم حتى الوقت الكافي لإعادة ترتيب أمورهم لاحتضان الكان، حيث اقترح عليهم تأخير الموعد الإفريقي لأسبوعين أو أكثر لدواعي تنظيمية وهو في انتظار رد السلطات في البلدين. حياتو يريد إعادة العلاقة مع المغرب بعد قضية "إيبولا 2015" رغم أن الأحداث التي تشهدها الغابون تقلق كثيرا رئيس الكاف، إلا أنه وبالموازاة مع ذلك قد يستغل الفرصة لإعادة بعث العلاقة مع المغاربة وإذابة الجليد معهم بعد انقطاعها قبل كأس إفريقيا 2015 التي كانت مبرمجة في المغرب، إلا أن رغبته وقتها في التأخير بسبب فيروس إيبولا الذي كان يهدد المملكة وتعنت حياتو الذي أصر على لعبها في وقتها المحدد وما ترتب عنها من معاقبة المغرب بحرمانها من التنظيم ومن المشاركة والفرصة مواتية الآن أمام الكاميروني والمغرب سواء للتصالح ولو قصريا بما أن كل طرف له مصلحة من تنظيم المغرب لكان 2017. فرنسا تدعم المغرب وشركاء الكاف يضغطون لمنحها التنظيم اتصال حياتو بالسلطات المغربية لتنظيم كان 2017 عوضا من الغابون في حال لم تستطع احتضانها لقي ترحابا من فرنسا التي تعتبر الشريك الأول للمغرب في الجانب الاقتصادي ومن مصلحتها أن تنظم الدورة في المغرب لعدة اعتبارات دون نسيان شركاء الكاف والممولين الذين أغلبهم من فرنسا، فشركة توتال وأورنج وشركة سبور فايف المالكة لحقوق البث كلها من فرنسا وستضغط لمنح التنظيم للمغرب الذي سيزيد من هامش ربحها وتقليص نفقاتها مقارنة بتنظيمها بالغابون. الجزائر ستكون المستفيد الأكبر في حال منحها للمغرب بعيدا عن مصلحة حياتو ومعه المغرب في حال تم تنظيم النسخة الواحدة والثلاثين من الكان في الجارة الغربية، فإن الخضر سيكونون المستفيدين الأكبر في حال تم ذلك، فالخضر سيجدون نفس الأجواء المناخية الموجودة في الجزائر وملاعب بمقاييس عالمية في انتظارهم ودعم جماهيري كبير وهو ما يصب في مصلحتهم لمعانقة التاج الإفريقي للمرة الثانية في تاريخها، خاصة وأن رئيس الفاف قال قبل يومين أن التتويج بالكأس صعب جدا على اللاعبين بسبب تغير الظروف.