أثناء تواجدنا في مدينة فيتوريا الإسبانية رفقة المدرب الوطني الأسبق رابح سعدان، التقينا بأحد المواهب الجزائرية يدعى عبد الرحمان رباش، هذا الشاب الذي يبلغ من العمر 13 سنة فقط، تألق هذا الموسم بشكل لافت للانتباه مع نادي ريال سوسيداد الإسباني، فرغم أنه الموسم الأول له مع ذات الفريق، إلا أنه حلق عاليا في بلد بطل العالم، مسجلا العديد من الأهداف، ومسيلا بذلك لعاب نواد كبيرة في إسبانيا للتعاقد معه ما دام صغيرا. خاله رياض نقله إلى إسبانيا والبداية بالانضمام لنادي إيروبات قصة عبد الرحمان، بدأت لما قرر خاله عبد الرحمان الذي يدعى رياض دايدي، نقله إلى إسبانيا من أجل الانضمام إلى أحد النوادي الإسبانية الناشطة في الأقسام السفلى، والذي يدعى فريق إيروبات التابع لمدرسة سوسيداد، حيث يقوم مسيروه بتكوين اللاعبين وانتقاء المواهب الصغيرة من أجل نقلها إلى كبار أندية «الليغا». وجد صعوبة في التأقلم لكن سرعان ما تعود بعد تعلمه الإسبانية واجه عبد الرحمان عند وصوله إلى اسبانيا العديد من الصعوبات ، فهو شاب صغير لا يتقن الإسبانية، لكنه تعلمها في ظرف قصير بالنظر للذكاء الكبير الذي يتميز به، حيث تمكن هذا الموسم من الصعود إلى السنة الثامنة، وواكب نجاحه الكروي نجاحا أكثر أهمية وهو النجاح الدراسي الذي أسعد كثيرا خاله الذي يقف على كل صغيرة وكبيرة كي يضمن راحة ابن اخته في إسبانيا. خطف الأنظار في شهرين وأسال لعاب سوسيداد وأتليتيكو بيلباو بعد شهرين فقط مع النادي الصغير إيروبات، تمكن عبد الرحمان من لفت انتباه أكبر نوادي منطقة «الباسك» وهي ريال سوسيداد وأتليتيكو بيلباو، وبعد نزاع بينهما، قرر خال اللاعب بالتشاور مع مدرب حراس وفاق سطيف حكيم سبع أن يتنقل عبد الرحمان إلى ريال سوسيداد. رياض يختار ريال سوسيداد وينضم لتشكيلة مواهب الفريق بعد انضمام عبد الرحمان إلى ريال سوسيداد، أبهر هذا الأخير مسيري هذا الفريق بفنياته الكبيرة والأهداف الكثيرة التي سجلها، حيث ضمه المدرب إلى تشكيلة مواهب الفريق الشابة، وأصبح الموهبة الجزائرية يتنقل كل أسبوع إلى سان سيباستيان المدينة الساحلية الجميلة من أجل لعب دورات هناك والتدرب مع التشكيلة المثالية للفريق من أجل التعلم أكثر. مهاجم كبير سجل 38 هدفا في موسم واحد موهبة عبد الرحمان الجزائرية الخالصة جعلته يتألق أكثر في أول موسم له في إسبانيا، حيث تمكن من تسجيل 38 هدفا هذا الموسم، في الوقت الذي لم يتمكن المهاجم الثاني في فريقه من تسجيل سوى 5 أهداف فقط، ما يدل على الفرق الشاسع بين إمكانات عبد الرحمان وزملائه المهاجمين في تشكيلة فريقه. سعدان التقاه في فيتوريا وشجعه على التحمل للنجاح أثناء قضاء سعدان عطلته في إسبانيا، التقى البرعم عبد الرحمان وتحدث معه مطالبا إياه بضرورة التحلي بالشجاعة من أجل النجاح في كرة القدم، وقال له بالحرف الواحد «اللاعب يجب أن يتحلى بشخصية قوية وقوة التحمل من أجل النجاح، أنت شاب ولديك فرصة لا يملكها شبان آخرون في الجزائر، وهي التكوين في إحدى أعرق النوادي الأوروبية، فعليك أن تستغل الفرصة وتصبح لاعبا كبيرا في أقرب وقت بحول الله». حلمه اللعب في ريال مدريد والانضمام للمنتخب الجزائري يبقى اللاعب الواعد عبد الرحمان يحلم بأمرين، أولهما اللعب في ريال مدريد أكبر النوادي العالمية ، ثم اللعب للمنتخب الجزائري والمشاركة معه في كأس العالم، ولهذا يعمل كثيرا عبد الرحمان كي يصل إلى القمة في السنوات القادمة.