لم تمر تصريحات الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش خلال الندوة الصحفية التي تم عقدها الثلاثاء الماضي بالعاصمة والتي أعلن فيها صراحة عن نيته في استمالة 3 لاعبين من المنتخب الفرنسي وضمهم إلى تعداد الخضر تحسبا لتصفيات كأس العالم مرور الكرام وسط الشارع الرياضي الفرنسي الذي أجمع على رأي واحد وهو أن المدرب السابق لناديي ليل وباريس سان جرمان أصبح بعد تحوله للعمل على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني الجزائري خطرا حقيقيا على المنتخبات الوطنية الفرنسية بحكم سعيه في سبيل تحقيق الأهداف التي رسمها مع رئيس الفاف محمد روراوة بالوصول إلى كان 2013 ومونديال البرازيل 2014 إلى الاستعانة بما تجود به مدارس فرنسا الكروية. حاليلوزيتش مغضوب عليه في الإعلام الفرنسي بعد أن اختار كما تم التسويق له منذ يومين في الإعلام الفرنسي "التبضع" من الملاعب الفرنسية ومحاولة خطف عناصر مزدوجة الجنسية ممن تستوفي شروط قانون الباهاماس وتأهيلها في صفوف المنتخب الجزائري، على حساب حق فرنسا في الاستفادة من العناصر الشابة مزدوجة الجنسية المكونة داخل مدارسها بأموال وخبرات فرنسية، تصدرت صورة المدرب الوطني "الكوتش وحيد" صفحات الجرائد الفرنسية المختصة مصحوبة بعدة نعوت قاسية وهذا بعد أن تم وصف التقني البوسني بالرجل الذي يريد نهب الكرة الفرنسية، والمدرب الذي يتبضع على حواف الملاعب الفرنسية، إضافة إلى اتهامه بالنبش في قوائم المنتخبات الشبانية الفرنسية، والبحث عن عناصر ذات أصول جزائرية من أجل العمل على إقناعها بالتحول إلى الدفاع على قميص بلد الأجداد بما يخدم مصالحه في تكوين فريق قوي بنيته الأساسية عناصر تكونت في أوروبا. سيناريو قضية الحصص طفا من جديد وعودة الحديث عن حق فرنسا المسلوب جاء تناول الإعلام الفرنسي لموضوع حديث التقني البوسني وحيد حاليلوزيتش مشابها للطريقة التي تم معالجة بها الفضيحة التي أثارها قبل شهور موقع "ميديا بارت" والمتعلقة بقضية الحصص العنصرية ومحاولة تصوير الكرة الفرنسية على أنها ضحية نتائج قانون جائر تم المصادقة عليه شهر جوان 2009 بالباهاماس، وتم معاودة تصوير الكرة الفرنسية وكذلك المنتخب الفرنسي كضحية يريد الناخب الوطني الجزائري حاليلوزيتش سلبه ونهبه واستمالة خيرة لاعبيه على غرار مهاجم أولمبيك ليون يانيس طافر وصانع ألعاب نادي ران ياسين براهيمي الذي كان يتمنى روراوة تحويله للمنتخب الوطني قبل نهائيات كأس العالم، ويرى الإعلام الفرنسي أن محاولات حاليلوزيتش ستفتح الباب لحالات "هروب" أخرى على غرار ما حدث السنة الماضية عندما تخلى رياض بودبوز عن قميص الديكة رفقة زميله الآخر بلهندة واختارا الدفاع عن ألوان منتخبي بلديهما الجزائر والمغرب. محاولات إقناع براهيمي وطافر أرعبت الفرنسيين رغم أن الجميع سواء بالجزائر أو فرنسا يتفقون على أن قانون الباهاماس لم يسلب حقوق الدول الأوروبية وخاصة فرنسا بحكم استفادة منتحب الديكة من خيرة خريجي مدارسها التكوينية من اللاعبين مزدوجي الجنسية حيث ورغم دخول قانون الباهاماس حيز التنفيذ منذ أكثر من سنتين، غير أن الطواقم الفنية لمنتخب الديكة دائما ما تجد أمامها خيرة العناصر مزدوجة الجنسية وحتى اللاعبين الذين تم تأهيلهم للعب سواء ضمن المنتخب الجزائري، المغربي أو حتى السنغالي يبقوا عناصرا مصنفة ضمن خانة لاعبي الدرجة الثانية والثالثة والتي لا تدخل في حسابات بلان، لكن توجيه روراوة وحاليلوزيتش الأنظار إلى الثنائي براهيمي وطافر جاء ليحدث هلعا كبيرا وسط المسئولين الفرنسيين الذين لم يتجرعوا لحد الآن فقدانهم لبودبوز، كما يرون في إصرار التقني البوسني أكبر عامل مخيف، وهو المعروف بالمثابرة في تحقيق أهدافه وإرادته الكبيرة حيث وصفه الصحفي الفرنسي المعروف ديدي روستان المعلق السابق بقناة أولمبيك مارسيليا بالرجل الذي إذا أراد أمرا لن يثنيه أي عائق في سبيل تحقيقه. أزمة رياضية بين البلدين تلوح في الأفق استمرار اختلاف وجهات النظر بين المسئولين الرياضيين الفرنسيين ونظرائهم بالجزائر من شأنه أن يعطي إشارة انطلاق أزمة كروية بين اتحاديتا البلدين بسبب تقاطع الأمنيات ورغبة كل طرف في خدمه مصالحه ومصالح منتخبه، فبين سعي روراوة ومدربه حاليلوزيتش في إنعاش مستوى المنتخب الجزائري وتحقيق الأهداف المسطرة بالوصول إلى مونديال البرازيل بالاعتماد على عناصر جاهزة مكونة في مدارس فرنسا، وبين رفض الاتحادية الفرنسية لما يسمى بسلب حقوق فرنسا ومحاولتها مجابهة قانون الباهاماس فان كل الأمور تؤكد أن أزمة كروية بين البلدان تلوح في الأفق قد يكون عنوانها براهيمي، طافر، سعدي وبن زية.