شهدت كأس أمم أوروبا التي أقيمت في إنجلترا سنة 1996 في الفترة الممتدة بين الثامن جوان و الثامن والعشرين من ذات الشهر، التي توج المنتخب الألماني ببطولتها العديد من التغييرات و التي كانت أبرزها زيادة عدد المنتخبات المشاركة في التصفيات والمتأهلة للنهائيات، لتعرف قفزة نوعية في تاريخها، ويصبح هذا النظام معتمدا في جميع البطولات التي تبعتها. تفكك الاتحاد السوفياتي رفع عدد الدول المشاركة في التصفيات ل48 بعد تصدع المعسكر الشيوعي الذي كان يضم العديد من الدول، ارتفع عدد المنتخبات المشاركة في التصفيات ليصبح 48 منتخبا، على عكس الدورة السابقة التي شهدت مشاركة 38 دولة، لتقسم على مجموعات يضمن صاحب المركز الأول والثاني التأهل للدور القادم، فيما لم تخضر إنجلترا هاته التصفيات كونها البلد المنظم. تأهل 16 فريقا للبطولة قسموا على أربع مجموعات لأول مرة مع زيادة المنتخبات المشاركة في التصفيات كان لزاما رفع عدد الدول في البطولة لتعرف تأهل 16 فريقا لأول مرة، عكس الدورات السابقة التي كانت تشهد تأهل أربعة منتخبات فقط، حيث تم تقسيم هاته المنتخبات على أربع مجموعات، على أن يتأهل صاحب المركز الأول والثاني من كل مجموعة للدور ربع النهائي. إنجلترا تسيدت المجموعة الأولى وتأهلت رفقة هولندا التي حلت ثانية ضمت المجموعة الأولى كلا من منتخب إنجلترا مضيف الدورة إلى جانب كل من هولندا، إضافة لأسكوتلندا وسويسرا، ولم تحمل هاته المجموعة أي مفاجآت بخصوص المتأهلين للدور ربع النهائي، بعدما حسمت الأمور بمرور صاحب الأرض الذي تصدر المجموعة بسبع نقاط بفوزين وتعادل، بينما حل منتخب هولندا ثانيا بأربع نقاط بفوز وتعادل، يذكر أن هذا الأخير تساوى في عدد النقاط مع أسكتلندا لكن أفضلية الأهداف كانت لصالحه. مرور سهل لفرنساوإسبانيا للدور ربع النهائي في المجموعة الثانية لم يجد المنتخب الفرنسي أية صعوبة للتأهل للدور ربع النهائي من هذه البطولة بعدما حلّ في المركز الأول بسبع نقاط بفوزين وتعادل، بينما حل المنتخب الإسباني ثانيا بخمس نقاط بتعادلين وفوز واحد، يذكر أن هذه المجموعة ضمت بالإضافة لهذين البلدين كلا من بلغاريا التي احتلت المركز الثالث بأربع نقاط، إلى جانب رومانيا التي أنهت هذا الدور بخروج مذل من دون الحصول على أية نقطة. ألمانيا تتأهل والتشيك حققت المفاجأة بإقصائها إيطاليا في المجموعة الثالثة لم يمر دور المجموعات من دون حصول بعض المفاجآت المدوية في هذه البطولة، لتخلف المجموعة الثالثة كل التوقعات بإقصاء المنتخب الروسي الذي حل في المركز الأخير بنقطة واحدة، أما أكبر المفاجآت فهي خروج إيطاليا من السباق مبكرا بعدما حلت ثالثة بأربع نقاط رفقة التشيك مع أفضلية الأهداف لهذه الأخيرة، بينما حسم المنتخب الألماني تأهله لربع النهائي متصدرا للفرق برصيد سبع نقاط. البرتغال وكرواتيا ضربا بقوة وإقصاء حامل اللقب صنع الحدث لم يجد المنتخب البرتغالي العائد للمشاركة في بطولة أمم أوروبا بعد غيابه عن النسخة السابقة أي عناء للتأهل للدور ربع النهائي، بعدما أنهى الدور الأول في المركز الأول بسبع نقاط بفوزين وتعادل، لتحل كرواتيا ثانية بست نقاط، لكن المفاجأة الكبيرة كانت إقصاء حامل لقب النسخة الماضية منتخب الدنمارك الذي اكتفى بالحلول ثالثا بأربع نقاط، بينما كان خروج تركيا بالمتوقع نظرا لمشاركتها الأولى في هذه البطولة. ضربات الجزاء أهلت فرنساوإنجلترا لنصف النهائي على حساب إسبانياوهولندا شاءت الصدف في المباراتين الأوليين للدور ربع النهائي أن يكون الحسم فيهما بضربات الجزاء، فصاحب الأرض والجمهور المنتخب الإنجليزي حسم تأهله على حساب إسبانيا بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي بين الفريقين، شأنه في ذلك شأن فرنسا على حساب هولندا التي كانت تمني النفس بالظفر بتاجها الثاني في هذه البطولة الكبرى. ألمانيا هزمت كرواتيا والهدف القاتل أطاح بأحلام البرتغال أمام التشيك واصلت ألمانيا عروضها القوية في هذه البطولة وأطاحت بكرواتيا التي أدت مشوارا مشرفا فيها، لتخرج من الباب الواسع بعد خسارتها المنطقية أمام الماكنات الألمانية بهدفين لهدف، بينما حقق منتخب التشيك ما لم يكن متوقعا بإقصائه للبرتغال بالهدف القاتل بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي، خاصة وأن هذا الأخير كان يملك العديد من النجوم في صفوفه على غرار فيغو وبينتو. ضربات الجزاء قست على إنجلتراوفرنسا وابتسمت لألمانيا والتشيك في نصف النهائي مرة أخرى لم يكن الوقت الأصلي للمباراة كافيا لحسم تأهل الفرق، لتكون ضربات الجزاء البديل لذلك، لتبتسم للماكنات الألمانية على حساب صاحب الأرض والجمهور المنتخب الإنجليزي بعد انتهاء الوقت الرسمي للمباراة بالتعادل الإيجابي بين المنتخبين، وسار المنتخب التشيكي على نهجه وأطاح بالفرنسي بالطريقة ذاتها ليتقابلا في المباراة النهائية. بيرهوف يقود ألمانيا للثأر من التشيك بالتتويج للمرة الثالثة بكأس أمم أوروبا في إعادة لنهائي 1976 يوم كانت تشيكيا لا تزال مع سلوفاكيا افتتحت هاته الأخيرة باب التسجيل عن طريق بارغر من ركلة جزاء ليبعث الأمل في نفوس جماهير بلاده بتحقيق لقب ثان على حساب الألمان بالذات، لكن المهاجم البديل بيرهوف عدّل النتيجة «للمانشافت» في الوقت الأصلي وأتبع ذلك بهدف ذهبي في الوقت الإضافي مهديا بلاده لقبها الثالث من خمس نهائيات خاضتها، تجدر الإشارة أن هذه المباراة أقيمت بملعب ويمبلي بحضور جماهير غفيرة جدا من البلدين. البطولة كانت الأنجح من بين الدورات السابقة لعدة اعتبارات اعتبرت تلك البطولة التي استضافتها إنجلترا سنة 1996 الأنجح من بين الدورات التي سبقتها، والأكبر والأجمل بكل المقاييس حسب آراء النقاد والخبراء المتخصصين في هذا المجال، لعدة اعتبارات كالتنظيم المحكم في الملاعب الأربعة التي أقيمت فيها المباريات، إضافة للجماهير الغفيرة التي كانت حاضرة بقوة في جميع المباريات التي أضفت حماسة قل نظيرها في البلدان التي سبقت تنظيم هذه التظاهرة الكروية الكبرى. الإنجليزي شيرر كان هدافها وبيرهوف دخل التاريخ من بوابتها كان نصيب هداف هذه الدورة من نصيب الإنجليزي آلان شيرر الذي سجل خمسة أهداف في خمسة لقاءات خاضها رفقة منتخب بلاده، وإضافة لهذا فقد كان صاحب أسرع أهداف الدورة عندما سجل هدف منتخبه أمام ألمانيا في الدور نصف النهائي في الدقيقة الثالثة، بينما انضم النجم الألماني بيرهوف لقائمة اللاعبين الذين أمضوا هدفين في المباراة النهائية.