بعد النجاح الكبير التي حققته النسخة السابقة استمرت عجلت كأس أمم أوروبا بالدوران لتحط الرحال هذه المرة في دولتين قامتا باستضافتها لأول مرة، حيث تشرفت هولنداوبلجيكا باستضافتها سنة 2000 في الفترة مابين 10 جوان لغاية الثاني من جويلية، لتعرف تتويج منتخب فرنسا بالبطولة لثاني مرة بعد إطاحته بالمنتخب الإيطالي في المباراة النهائية. المجموعة الأولى ضمت كبار المنتخبات والمتبقية كانت متكافئة شهدت المجموعة الأولى لكأس أمم أوروبا صراعا كبيرا حول هوية المتأهل للدور ربع النهائي، كونها ضمت كبار منتخبات القارة العجوز فجاءت مشكلة من البرتغال ورومانيا، إضافة للعملاقين إنجلترا، وألمانيا بطل الدورة السابقة، أما المجموعة الثانية فضمت كلا من بلجيكا المستضيفة وإيطاليا، تركيا، السويد، ليحل المنتخب الإسباني و اليوغسلافي، السويدي، النرويجي في الثالثة، بينما جاءت المجموعة الأخيرة مكونة من هولندا، فرنسا، التشيك، الدنمارك. الإقصاء المبكر لألمانياوإنجلترا صنع الحدث وإشادة كبيرة بالبرتغال ورومانيافي المجموعة الأولى خالفت المجموعة الأولى كل التوقعات بعدما خطف المنتخب البرتغالي الأنظار بتصدره للمجموعة الأولى وإحرازه العلامة الكاملة بثلاثة انتصارات، متأهلا للدور ربع النهائي رفقة رومانيا التي احتلت المركز الثاني بأربع نقاط، بينما شكل إقصاء ألمانياوإنجلترا الحدث الأبرز في هذه البطولة، لقوتهما وحيازتهما على نجوم كبيرة تنشط في كبار الأندية الأوروبية في ذلك الوقت. بلجيكا تعجز عن مقارعة إيطاليا وتركيا المتأهلتين للدور ربع النهائي تأهل المنتخب الإيطالي للدور الثاني من دون صعوبة تذكر وأنهى هذا الدور متصدرا لمجموعته الثانية من دون أي تعثر، لتحجز تركيا البطاقة الثانية بإحرازها أربع نقاط متفوقة على صاحب الأرض والجمهور المنتخب البلجيكي الذي اكتفى بالحلول ثالثا، مخيبا آمال جماهيره التي كانت تمني النفس بتأهل منتخبها للدور القادم، ليتذيل السويديون جدول الترتيب بنقطة واحدة. تأهل سهل لإسبانيا وفارق الأهداف يؤهل يوغسلافيا على حساب النرويج حجز المنتخب الإسباني بطاقة التأهل للدور ربع النهائي في المركز الأول بست نقاط، بينما لم يكن تأهل يوغسلافيا بالسهل بتساويه في عدد النقاط أمام النرويج لأربع لكل منهما ليكون الحسم بفارق الأهداف الذي كان لصالحه، بينما كان إقصاء سلوفينيا لعدم تمكنها من الفوز في أي لقاء واكتفت بتعادلين ضمنت لها نقطتان وأخرجتها من سباق هذه البطولة. مرور آمن لفرنساوهولندا وخروج مشرف للتشيك وإقصاء مذل للدنمارك تمكن صاحب الأرض المنتخب الهولندي من حسم تأهله دون عناء بعد إطاحته بكل منتخبات مجموعته الرابعة، ما مكنه من تصدرها بتسع نقاط، بينما حل المنتخب الفرنسي ثانيا بست، وجاء منتخب التشيك ثالثا بفوز وحيد حفظ به ماء وجهه أمام الدنمارك، هذا الأخير الذي غادر البطولة من بابها الضيق بعجزه عن تحقيق أي نقطة. البرتغال أطاحت بتركيا وإيطاليا أجهضت حلم رومانيا وتأهلتا لنصف النهائي بعد تأهله للدور ربع النهائي واصل المنتخب البرتغالي عروضه القوية ولم يجد عناء في هزم تركيا بهدفين نظيفين من إمضاء نجمه نونو غوميز، معلنا تأهل بلاده للدور نصف النهائي، شأنه في ذلك شأن إيطاليا المتأهلة على حساب رومانيا مفاجأة الدور الأول بهدفين لصفر من إمضاء توتي وإنزاغي، ليحسما هوية المتأهلين الأولين للدور نصف النهائي، مع انتظار ما ستسفر عليه المباراتين الأخريين. هولندا تذل يوغسلافيا وزيدان يقود فرنسا للمربع الذهبي على حساب إسبانيا ضرب صاحب الأرض المنتخب الهولندي بقوة في لقاء ربع النهائي الذي جمعه باليوغسلافي، حيث أمطر شباكه بسداسية كاملة مقابل هدف واحد، كان نصيب كلايفرت ثلاثة منها، بينما في المباراة الأخرى تلقت إسبانيا ضربة موجعة من فرنسا وبددت حلمها للتأهل للمربع الذهبي بخسارتها بهدفين لهدف واحد، في لقاء شهد تألقا كبيرا للنجم زيدان الذي افتتح باب التسجيل للديوك قبل أن يعزز جوركاييف النتيجة، بينما سجل للإسبان موندييتا. فرنسا تذيق البرتغال مرارة الإقصاء وضربات الجزاء تنصف إيطاليا على حساب هولندا في الدور نصف النهائي الأول الذي احتضنه ملعب «يان بريدل» في العاصمة البلجيكية، تذوق المنتخب البرتغالي مرارة الهزيمة لأول مرة في هذه البطولة أمام فرنسا بقيادة نجم البطولة زيدان الذي سجل هدفا قاتلا وفي اللحظات الأخيرة من المباراة، بعدما كانت النتيجة متعادلة بين المنتخبين بهدف لمثله، وفي المباراة الثانية التي كان عنوانها الإثارة والندية في كل أطوارها خطفت إيطاليا تأشيرة المرور للنهائي بعدما ابتسمت لها ضربات الجزاء على حساب المنتخب الهولندي، يذكر أن اللقاء انتهى بنتيجة التعادل السلبي. تريزيغي يغتال حلم الإيطاليين في الوقت القاتل ويتوج فرنسا لثاني مرة كانت المباراة النهائية الأولى لإيطاليا منذ عام 1968، التي وضعهم هدف ماركو ديلفيكيو في المقدمة حتى الثواني الأخيرة من المباراة، التي شهدت هدف التعادل من جانب الفرنسيين عندما نجح سيلفان ويلتورد باستغلال هفوة دفاعية ليسجل هدف التعادل في مرمى الحارس فرانشيسكو تولدو وسط ذهول الإيطاليين الذين كانوا يتأهبون للاحتفال، ثم أتت الضربة القاضية بعد 13 دقيقة من الوقت الإضافي بهدف تريزيغي الذهبي لتحرز فرنسا ثاني ألقابها الأوروبية. كلايفرت وميلوفيتتش كانا هدافي البطولة توج كل من النجم الهولندي باتريك كلايفرت واليوغسلافي ميلوفيتتش بلقب هداف بطولة أمم أوروبا لسنة 2000 التي أقيمت في كل من بلجيكاوهولندا، برصيد خمسة أهداف لكل منهما، وبالإضافة لهذا دخل كلايفرت تاريخ بطولة هذه المسابقة وضم اسمه لقائمة اللاعبين الذين أمضوا ثلاثة أهداف في مباراة واحدة في كأس أمم أوروبا، يذكر أن ثلاثيته كانت في مرمى يوغسلافيا في مباراة ربع النهائي.