في اتصال هاتفي أمس مع المدرب التونسي فوزي البنزرتي، تحدث هذا الأخير عن الناخب الوطني حاليلوزيتش وانتقد سياسة تعيين مدرب أجنبي في الجزائر، وعلى إنجازات سعدان مع الخضر، معرجا على حظوظ تونس في كان 2012، دون نسيان الحديث عن أسباب غياب أكبر البلدان الإفريقية عن دورة غينيا الإستوائية والغابون في حوار شيق جدا وصريح... أهلا سيد البنزرتي معك صحفي "الخبر الرياضي" الجزائرية؟ أهلا وسهلا بكم ومرحبا بكل الإخوة الجزائريين. سيد فوزي تونس واجهت المنتخب الجزائري في ملعب تشاكر بالبليدة وانهزمت بهدف يتيم، فما رأيك في أداء الخضر مع المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش؟ دعني أقول لك شيئا، فأنا شخصيا دائما ضد فكرة تعيين المدرب الأجنبي على رأس منتخبات شمال إفريقيا، فلم يسبق لأي أجنبي أن حقق نتائج جيدة على غرار المنتخب الجزائري، وحسب رأيي فإن المسؤولين على الكرة لا يفكرون بشكل منطقي وفي كل مرة يرتكبون نفس الأخطاء. على ماذا يبني البنزرتي هذه النظرية؟ صدقني إن القضية قضية مبدأ ووطنية وعروبة وحتى كرامة ، فالمدرب الذي لا يملك أصولا عربية ويأتي كي يدرب الجزائر أو تونس أو المغرب لا يقدم كل ما لديه، ويتحايل على اتحاديات كرة هذه البلدان من أجل الحصول على الأموال فقط من دون تقديم أي إضافة إلى المنتخب الذي يدربه. إذن ترى أن حاليلوزيتش ليس المدرب المناسب للجزائر؟ هل نسيتم أن هذا المدرب بالذات خسر بثلاثة أهداف مقابل هدفين في كأس إفريقيا الماضية بأنغولا أمام الجزائر، وبعد أيام ّأو أشهر يتم تعيين هذا المدرب على رأس المنتخب الجزائري، فهنا لم أفهم شيئا، فكيف تعينون مدربا أجنبيا أخفق أمام منتخبكم في أنغولا. البعض يقول أن اللقاء كان عبارة عن صدمة فقط في مشواره التدريبي؟ شاهدت تلك المواجهة بين الجزائر وكوت ديفوار، حيث ارتكب هذا المدرب البوسني أخطاء كبيرة من الناحية التكتيكية، ما سمح للمنتخب الجزائري من تحقيق نتيجة جيدة وتسجيل ثلاثة أهداف كاملة، كل هذا حصل رغم أنه كان يملك أحسن منتخب في إفريقيا وهو المنتخب الإيفواري بلاعبين كبار أمثال دروغبا، كالو، جيرفينيو، زوكورا ويايا توري وآخرين. إذن أنت كنت مع بقاء سعدان على رأس المنتخب الجزائري؟ الكل يعلم أن الجزائر لم تنجح من قبل مع مدربين أجانب، وكل النتائج الجيدة التي حققتها كانت مع المدرب الجزائري رابح سعدان، هذا المدرب الرائع الذي قدم الكثير للمنتخب الجزائري وللكرة الجزائرية بشكل عام، حيث أوصلكم إلى المونديال الأخير ولنصف نهائي الكان، وتمكن حتى من الفوز على المنتخب الإيفواري بقيادة المدرب الحالي، رابح سعدان الذي أعتبره مدربا قديرا وغيورا على بلده ووطنه. حدثنا عن المباراة الأخيرة التي خسرت فيها تونس مع الطرابلسي أمام حاليلوزيتش في الجزائر؟ الجزائر لا يمكن الحكم على مستواها في تلك المباراة لأنها ودية وتحضيرية، ففي المواجهات الودية أي مدرب في العالم يقوم فيها بتغييرات كثيرة ويجرب العديد من الخطط التكتيكية، لهذا يمكنني الحديث عن الجانب الفني أو التقني في لقاء ودي تحضيري ولكل منتخب أهدافه الخاصة فيه. لهذا الحد أنت ضد المدرب الأجنبي؟ سأعطيك مثالا حيا تعيشونه أنتم حاليا في المنتخب الجزائري، لو كان محليا لكان حاليا يعاين في البطولة الوطنية ويقف على مستوى اللاعبين وليس حاليا في فرنسا أو في بلده الأصلي، حيث يتنقل إلى الجزائر للبقاء أسبوعا واحدا، يلتقي باللاعبين القادمين من أوروبا، يلعب لقاء وديا أو رسميا ليعود من جديد إلى فرنسا، أما المدرب المحلي فيبقى دائما يبحث عن بدائل في البطولة المحلية، ولاعبين شبان يمكنه الاعتماد عليهم في حال وقع أي طارئ، سواء غياب أو إصابة أي لاعب أساسي في الفريق. لكن هناك مدربا جزائريا ومحليا لم ينجح على رأس الخضر وهو عبد الحق بن شيخة؟ حتى الأجانب لم ينجحوا ولم يسبق لأي أجنبي أن حقق نتائج جيدة في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، وعدم تحقيق بن شيخة نتائج مع المنتخب الجزائري لا يعد مقياسا، بالنظر لضيق الوقت والكثير من العوامل، لكن ما أريد قوله أن المحلي حتى إن لم ينجح لكنه قدم كل ما لديه بغيرة على وطنه. بن شيخة عيّن مؤخرا على رأس النادي الإفريقي خلفا لك، فلماذا غادرت أنت الفريق وكيف ترى مهمة بن شيخة الجديدة؟ أنا غادرت النادي رغم أنني أوصلته إلى نهائي كأس إفريقيا، وخسرت بركلات الترجيح، وكانت هناك مجموعة من الأنصار لم تتحمل بقائي على رأس الفريق لهذا قدمت استقالتي، رغم أنني كوّنت فريقا شابا ورائعا، لكنني في النهاية رفضت أن أعمل تحت الضغط، أما بن شيخة فأتمنى له كل النجاح في النادي الإفريقي، فهو أخ وصديق بالنسبة لي، وحسب رأيي أي مدرب جزائري أو تونسي مرحبا به لأنه عربي وشقيق وأحسب كأنه تونسي من بلدنا لأننا أصلا بلد واحد. ما رأيك في حظوظ المنتخب التونسي في دورة غينيا الإستوائية والغابون؟ المنتخب التونسي وقع في مجموعة قوية وصعبة، فالجميع يعلم أن المنتخب المغربي منتخب قوي ويملك إمكانيات كبيرة، وعاد بقوة مؤخرا ويعرف مرحلة انتعاش كبيرة، والدليل وصول الوداد البيضاوي إلى نهائي إفريقي وتتويج المغرب الفاسي بالكأس على حساب النادي الإفريقي، تألق هذه النوادي دليل أن المغرب يملك منتخبا قويا. إذن ترى أن المهمة لن تكون سهلة؟ المهمة ستكون صعبة للغاية لكنه في حال تمكنت تونس من المرور للدور الثاني من الكان فإنها ستجد الطريق معبدا إلى الأدوار المتقدمة، لكن الدور الأول سيكون صعبا للغاية على تونس والمدرب وعلى كل المنتخبات التي ستلعب في كأس أمم إفريقيا القادمة. ما رأيك في غياب منتخبات كبيرة عن التظاهرة الإفريقية، على غرار كل من الجزائر، مصر، نيجيريا، الكاميرون وجنوب إفريقيا؟ غياب الكبار عن كأس إفريقيا دليل واضح أن هذا الحدث أصبح لا يلقى أهمية كبيرة من طرف البلدان الكبيرة في كرة القدم، وحتى من اللاعبين الناشطين في أوروبا لا يلعبون بنفس الحرارة والرغبة لما يتعلق الأمر بتصفيات "الكان"، والعكس لما يتعلق الأمر بتصفيات المونديال، فكل الاهتمام الآن موجه إلى كأس العالم وكأس إفريقيا أصبحت بدون أهمية بالغة. هل من توضيح أكثر سيد البنزرتي؟ ما أريد قوله أن مشاكل كثيرة تحدث للاعبين الذين ينشطون في أوروبا بسبب كأس إفريقيا، فنواديهم لا ترغب في تسريحهم، وحتى هم لا يرغبون في ترك النوادي والأموال التي يتلقونها هناك نظير الفوز في المباريات من أجل المشاركة في "الكان"، هذا ما ساهم في عدم لعب هؤلاء اللاعبين بإرادة كبيرة لبلوغ نهائيات كأس إفريقيا. حسب رأيك ما هو الحل؟ الحل في تغيير تواريخ كأس إفريقيا، ولعبها مرة كل أربع سنوات، مثلما هو الحال مع كأس أوروبا للأمم والمونديال، ففي هذه الحالة الدورة ستكون لها أهمية كبيرة، والوصول إليها سيكون صعبا وحتى الإقصاء منها سيكون مرا، فمثلا بين 2012 و2013 هناك سنة ودورتين في الموعد، فهناك منتخبات لا ترغب في المشاركة هذه المرة وتترك الفرصة للسنة القادمة، وهذا ما لا يجب أن يحدث مستقبلا. شكرا لك سيد البنزرتي على كل هذه التوضيحات وحظا موفقا... شكرا لكم وأبلغوا تحياتي لكل الجزائريين.