في شهر فيفري الماضي وخلال كأس إفريقيا للاعبين المحليين بالسودان، وفي حديث مع رئيس الجامعة التونسية السابق علي الحفصي قال لي أنّه يفكر في تعيين مدرب الفريق المحلي سامي الطرابلسي مدربا للفريق الأول كما فعل روراوة مع بن شيخة، وتمنى أن يفوز المنتخب التونسي باللقب الإفريقي حتى لا يكون أمامه أي عذر لتعيين الطرابلسي خليفة للفرنسي بارتران مارشان، وحقق الطرابلسي رغبة رئيس اتحاد بلاده وفاز باللقب الإفريقي بعد أن تجاوز الخضر في نصف النهائي وأنغولا في النهائي. بعد ذلك كانت الجامعة التونسية عند وعد رئيسها وعيّن الطرابلسي مدربا للفريق الأول اقتداء بالتجربة الجزائرية، رغم أنّ بن شيخة أشرف وقتها على مقابلة وحيدة لأكابر الخضر، وكانت الأسوأ للمنتخب الجزائري في السنوات الأخيرة عندما انهزم بهدفين في إفريقيا الوسطى، ولكن الأيام أكدت فشل التجربة الجزائرية ونجاح التونسيين رغم أنّهم تفاءلوا خيرا بما فعله روراوة مع بن شيخة، حيث حقق سامي الطرابلسي في ثلاث مقابلات 7 نقاط وهو ما حققه سابقوه في 5 مقابلات، وهذا ما سمح للمنتخب التونسي بتحقيق إحدى معجزات التصفيات، وذلك بالتأهل إلى النهائيات في آخر ثانية من المنافسة وذلك بمساعدة لاعب اتحاد البليدة السابق إزيشال الذي سجل هدفين في مرمى منتخب مالاوي وأهدى التأهل لنسور قرطاج، وفي مقابل نجاح سامي الطرابلسي الذي ما كان ليصل إلى تدريب المنتخب التونسي الأول لولا رغبة علي الحفصي في تقليد روراوة، فإنّ الأصل وهو بن شيخة فشل فشلا ذريعا، ففي الوقت الذي كان المنتخب التونسي يضاعف من حظوظه وينسي التونسيين مهازل بارتران مارشان كانت حظوظ المنتخب الجزائري تتضاءل من مقابلة لأخرى، قبل أن يدخلها بن شيخة الإنعاش في لقاء مراكش وتصبح حظوظ الإقصاء تتجاوز ال99 بالمائة، ورغم ما فعله خليفته حاليلوزيتش إلاّ أنّه لم يكن يملك عصا سحرية كما قال وأقصي الخضر من الذهاب إلى الكان رغم أنّهم كانوا أحد أطراف المربع الذهبي في الدورة الماضية. صحيح أنّ الجامعة التونسية أرادت تقليد الاتحاد الجزائري في تعيين مدرب المنتخب المحلي على رأس المنتخب الأول ولكن لو لم تجد الكفاءة اللازمة في الطرابلسي لما أقدمت على قرارها هذا، فالطرابلسي عمل مساعدا لفوزي البنزرتي ويعرف جيدا ظروف العمل مع المنتخب الأول، كما أنّه أكد على إمكاناته الكبيرة في كأس إفريقيا للمحليين رغم الظروف الصعبة التي كانت تمر بها بلاده، وهذا ما لم يتوفر في بن شيخة وقتها.