في دردشة هاتفية مع المدرب السابق للمنتخب الوطني جون ميشال كافالي، تحدث فيها عن نكسة مراكش وهل المنتخب الوطني فعلا بحاجة إلى تجديد الدماء، كما علق على نوعية المدرب الجديد الذي يجب أن يتولى العارضة الفنية للخضر، وأمور أخرى يكشفها في هذا الحوار... سيّد كافالي هل تابعت المواجهة الأخيرة التي جمعت بين المنتخب الجزائري ونظيره المغربي؟ أجل تابعتها وشاهدت اللقاء إلى نهايته، وككل الذين تابعوا المواجهة، اندهشت من النتيجة التي انتهى عليها اللقاء، لأن الرباعية كانت جد قاسية بالنسيبة للمنتخب الجزائري الذي يملك فريقا جيدا. باعتبارك مدربا سابقا للمنتخب الوطني، كيف تفسر هذه الهزيمة النكراء؟ صعب تفسير هزيمة مثل هذه، لأن النتيجة في حد ذاتها ليست منطقية، فلمّا ننظر للتركيبة البشرية للمنتخب الجزائري نقول أنه لن ينهزم، وحتى في أسوأ الأحوال سيعود بنقطة التعادل، لكن في الأخير يخسر برباعية، هذا غير معقول، رغم أني أعتبر تلك المواجهة حادثة فقط ألمّت بالفريق الجزائري، لأنهم سيعودون بقوة. إذن لست مع الذين يقولون أن المنتخب الجزائري انتهى؟ انتهى...؟ الذي يقول أن المنتخب الجزائري انتهى فهو مجنون، فصدّقني أني متأكد من العودة القوية للمنتخب الجزائري إلى الواجهة، وسأقول لك شيئا سيدهشك، لأن الجزائر بالتشكيلة التي تمتلكها، وبعد الذي حصل لها هذه المرة، ستعود بقوة وستفوز حتى بكأس إفريقيا 2013، وتتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014 وتتألق فيها، أنا متأكد من الكلام الذي أقوله. لكن بعض الجزائريين يقولون أن بعض لاعبي المنتخب شاخوا ووصلوا إلى عتبة الثلاثين وحان الوقت لتشبيب التشكيلة؟ الحديث عن تشبيب المنتخب الجزائري خطأ جسيم، لأن التشكيلة التي يملكها الجزائريون معدّل عمرها على ما أظن 26 سنة، فبعض اللاعبين وصلوا إلى الثلاثين، لكن أغلب اللاعبين الآخرين سنّهم ما بين 21 و28 سنة، وهذا هو السن الأمثل للعطاء الكبير في كرة القدم، فمنتخبكم يملك لاعبين في المستوى ويجب الحفاظ عليهم. البعض يُحمّل المدرب السابق للمنتخب الوطني عبد الحق بن شيخة مسؤولية الإخفاق، رغم أن الجزائر عادت بقوة بعد عهدتك مع المدرب رابح سعدان؟ لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال، النتائج تؤكد أن المنتخب الجزائري تراجع مستواه بعد المونديال، لكن تحميل المدرب بن شيخة المسؤولية فهذا ليس من شأني ، فهو مدرب مثلي، ولا أعرفه بشكل جيد، ولا يمكنني الحكم على العمل الذي قام به مع المنتخب الجزائري فهذا أمر صعب بالنسبة لشخصي. ما هو المشكل إذن في تراجع مستوى الخضر رغم امتلاكهم لاعبين في المستوى؟ ربما المشكل ذهني ونقص في الثقة، فالمنتخب الجزائري لمّا يملك ثقة كبيرة في النفس يمكنه الفوز على أي فريق، فلاحظوا الثقة التي كانوا يملكونها في تصفيات المونديال، حين كانوا يقولون أننا سنفوز على زامبيا ومصر ورواندا، وليس هل سنفوز، هذه الثقة هي التي تنقص منتخبكم واسمح لي أن أضيف شيئا.. تفضّل... لمّا تمكنت من تحقيق نتيجة جيدة أمام الأرجنتين، رفعت كثيرا من معنويات فريقي، حينها تمكنا بعد أيام فقط من الوقوف الند للند أمام منتخب البرازيل، فتذكروا أن النتيجة كانت متعادلة بدون أهداف، ولولا إقحام كاكا ورونالدينيو، وحتى الحكم حينها حرمنا من ركلة جزاء، فصدّقني المنتخب الجزائري لمّا يكون بثقة كبيرة في النفس يمكنه خلق المعجزات. الفاف قررت أن تغيّر من سياستها، وستعيّن مدربا أجنبيا لقيادة المنتخب الوطني، ما رأيك؟ أظن أن المنتخب الجزائري فعلا بحاجة إلى مدرب أجنبي، لأن جلّ اللاعبين من خرّيجي المدارس الفرنسية والأوروبية، وأعتقد أن الاختيار سيكون صائبا، رغم أن أمور شتّى يجب أن تتوفر في المدرب القادم. ماذا تقصد؟ أوّلا المدرب الذي سيتولى تدريب المنتخب الجزائري، عليه أن يعرف جيدا العقلية في البلدان المغاربية، على غرار تونس، الجزائر وحتى المغرب، ويكون أيضا يعرف جيدا إفريقيا، فالعديد من الأمور يجب أن تتوفر في المدرب القادم كي يتمكن من تحقيق نتائج إيجابية مع الخضر. الحديث في الجزائر يدور كثيرا حول المدرب حاليلوزيتش، ما رأيك في الموضوع؟ أوّلا أرى أن روراوة يملك الخبرة اللازمة كي يعرف من هو المدرب الأمثل لتدريب المنتخب الجزائري، حيث يعرف جيدا كرة القدم ولديه معارف كثيرة في أوروبا، ولست أنا من يقول أن حاليلوزيتش يصلح لتدريب المنتخب الجزائري، فلا يمكنني الإجابة على هذا السؤال. يبدو أنك تريد إضافة شيء آخر... ؟ تدريب النوادي والمنتخبات الوطنية ليس متشابها، فتدريب منتخب يكون أصعب، لأن فترة العمل قصيرة جدا، والطاقم الفني يجب أن يعرف كيف يتعامل مع الوضعيات، ومع مختلف اللاعبين القادمين من نوادٍ مختلفة ومتعوّدين على خطط تكتيكية مغايرة أيضا، هذا ما أريد قوله، فضلا عن العقلية المغاربية التي يجب أن يعرفها جيدا المدرب القادم. هل اتصل بك روراوة في هذا الشأن؟ رئيس الفاف محمد روراوة على اتصال دائم بي، ففي كل مرة نتحدث عن كرة القدم بشكل عام، وليس عن تدريبي للمنتخب الجزائري بوجه الخصوص، وأؤكد لك أن علاقتي بروراوة لم تنقطع إطلاقا. وشخصيا هل تهمّك فكرة تدريب المنتخب الجزائري من جديد في حال عرض عليك روراوة المنصب ؟ لا أظن أن أي مدرب في فرنسا يرفض تدريب المنتخب الجزائري، إلا المتعاقدين مع نوادي ومنتخبات أخرى، فتدريب الجزائر يُسيل لعاب الجميع، لكن أؤكد لك أنه لا يوجد أي اتصال بيني وبين روراوة في هذا الموضوع، وكل الكلام الذي يدور بيننا حول كرة القدم أو بعض الاستفسارات التي يطلبها، هذا كل شيء. درّبت اللاعب مهدي مصطفى وتعرف إمكانياته جيدا، وكنت من بين المدربين الذين مدحوا هذا اللاعب لدى روراوة من أجل جلبه للمنتخب الوطني، لكنه لم يكن في المستوى خلال لقاء الإياب بالمغرب؟ بالنظر لتحليلي الجيد للمباراة، ليس مهدي مصطفى الوحيد الذي كان خارج الإطار، بل كل اللاعبين تقريبا، لهذا وصفت المباراة بالحادثة الأليمة التي يجب نسيانها، فحين ننهزم برباعية كاملة لا يمكن تحميل لاعب واحد المسؤولية، لأن المنتخب الجزائري كله كان خارج الإطار في مراكش. حادثة يصعب فهمها تحدث في إفريقيا حاليا، فمصر والجزائر والكاميرون مقصون من دورة 2012 بنسبة 99 في المائة، نيجيريا، مالي وأنغولا أيضا في الطريق، في الوقت الذي تشرف منتخبات مثل بوتسوانا، إفريقيا الوسطى إلى المرور للنهائيات، ما رأيك؟ خارطة كرة القدم في العالم ككل في إطار التغيير، وليس في إفريقيا فقط، فكل المنتخبات الكبيرة التي كانت تسيطر على الكرة العالمية سابقا، ظهرت منتخبات أخرى وقفت في وجهها، ففي المونديال مثلا تعوّدنا على رؤية الأرجنتين، البرازيل، إيطاليا وألمانيا، لكن الآن نرى أن إسبانيا من فازت بالمونديال، وحتى بكأس أمم أوروبا. نفس الشيء ينطبق على إفريقيا، بعد عهد سيطرة نيجيريا والكاميرون والجزائر على الكرة الإفريقية؛ فكرة القدم تطورت كثيرا وكل المنتخبات مُعجزة من جميع النواحي، وتملك الإمكانيات من أجل التطور، لهذا يجب أن تكون المنتخبات العريقة محضّرة جيدا من أجل الوقوف الند للند مع المنتخبات التي كنا نسمّيها صغيرة من قبل. شكرا لك سيّد كافالي ونتمنى لك حظا موفقا... شكرا لكم وحظا موفّقا لكم أيضا...