عدلان حميدشي لم يفهم الكثير من المتتبعين خرجات رئيس الفاف محمد روراوة منذ انتخابه في الهيئة الدولية، حيث غير الرجل الأول في قصر دالي ابراهيم من تصرفاته، وأصبح يفضل الطرق الدبلوماسية في التعامل مع أهم خصومه. وإذا كانت مبادرة رئيس الفاف بتكريم نحو أربعين شخصية ساهمت في تطوير الكرة الجزائرية من لاعبين ومدربين ومسيرين، مبادرة تستحق التشجيع، فإن تعمد رابح ماجر الإعلان عن تصالحه مع روراوة وتحركاته المتكررة مع المدرب بن شيخة، يوحي بأن أشياء ما ترتب في الكواليس على نار هادئة. كما قرار رفع العقوبات التي سلطتها لجان الإنضباط، ووضع العداد في نقطة الصفر، والصفح عن حناشي بعد الذي حدث بين الرجلين طوال سبعة أشهر، يطرح هو الآخر ألف علامة استفهام، سيما وأن الذي حدث بين روراوة وحناشي، فشل الكثير من الوسطاء في إحداث صلح بينهما ونقلت القضايا إلى العدالة. كما أن تعمد رئيس الفاف برمجة الجمعية العامة العادية قبيل مباراة مصيرية بالنسبة للمنتخب الوطني، يوحي بأن "الحاج" وفي حالة تسجيل أي عثرة من قبل بن شيخة وأشباله، قد يجد مبررا لحزم أمتعته ويرمي المنشفة دون أي عائق، سيما وأن المسؤول الأول لم يكلف نفسه عناء التعاقد مع مدرب أجنبي بالحجم الذي كان يراه مناسبا لمنتخب "مونديالي" عقب كأس العالم، وترك 200 مليار سنتيم في خزينة الفاف، بمعنى أن روراوة ليس له ما يخسره وسيترك الفاف في أحسن حال ماليا. وكان رئيس الفاف قد عبر مرارا عن رغبته في الرحيل، غير أن المتتبع للأحداث وتسلسلها منذ بداية السنة الجارية، خاصة عقب إنتخابه في الهيئة التنفيذية للفيفا، جعل أطروحات عديدة محل جدل ونقاش بالمقاهي الكروية، سيما حول إمكانية ترشح رابح ماجر لرئاسة الفاف أو توليه منصبا فنيا في الفدرالية، إذ تشير مصادر متطابقة، بأن صاحب الكعب الذهبي أضحى يقترب من شخصيات مهمة في الدولة لكسب ودها، وتواجد بن شيخة بجانبه مؤشر واضح على أن الثنائي مقبل على العمل سويا في المستقبل القريب. من جهته، رئيس الاتحادية، الذي أصبح يفضل عدم الظهور إعلاميا بشكل كبير، يريد تسوية خلافاته، التي جلبتها له كرة القدم كي يخرج من الباب الواسع.