ولد روبيرتو سولدادو في ال27 من ماي 1985، وهو ابن مدينة فالنسيا الإسبانية التي تحتوي على أشهر المدارس الكروية المعروفة في المنطقة، لم ينخرط ضمن صفوفها لأنه تلقى أبجديات وفنون كرة القدم بمدرسة نادي ريال مدريد الذي كان يعشقه منذ الصغر رغم أن بدايته كانت بنادي “دون بوسكو” المغمور بفالنسيا، يملك سجلا وافرا في التهديف ب182 هدفا سجلها في مختلف النوادي الإسبانية التي لعب لها منذ عام 2005 إلى غاية اليوم. انضمّ لمدرسة ريال مدريد في سن الثالثة عشرة غادر سولدادو فالنسيا متجها نحو ريال مدريد عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، لينضم للفريق الثاني للنادي الملكي ويتألق فيه بشكل ملفت للانتباه، بعدما استطاع تسجيل 42 هدفا خلال 56 مباراة في الفئات الشبانية للفريق وهو رقم كبير للاعب ما زال في أول المشوار، وهو ما نال به إعجاب الملاحظين والنقاد الذين تنبؤوا بمستقبل زاهر”للماتادور” الإسباني. برهن على علوّ كعبه في أولى مشاركاته معه بداية مسيرته مع كبار الريال كانت يوم 23 أكتوبر من سنة 2005 ضد فريق مسقط رأسه فالنسيا وذلك بعدما لعب لمدة 18 دقيقة، وإثر هذه المباراة بات سولدادو أحد الأوراق الهجومية المهمة للريال خاصة وأنه لعب دورا مؤثرا في قيادة فريقه لتحقيق العديد من الانتصارات سواء بالدوري الإسباني أو في رابطة الأبطال، كان إحداها أمام أولمبياكوس اليوناني والذي بفضله خرج الريال فائزا بهدفين لهدف واحد قبل نحو أربع دقائق من انتهاء زمن المباراة، كما ما زال هدفه في مرمى أوساسونا عالقا في الأذهان، لأنه منح التعادل لفريقه في آخر أنفاس اللقاء. نادي “كاستيلا” استعاره من الريال والنّجم يواصل التألق رغم نجاحه في إقناع جماهير النادي الملكي كمهاجم وهداف بارع وسط كوكبة النجوم الكبار، إلا أن إدارة ريال مدريد وجدت نفسها مضطرة للاستغناء عن مهاجمها الشاب ولو من باب الإعارة وذلك بسبب كثرة النجوم في الفريق، فكانت المحطة الأولى بنادي “كاستيلا” بدوري الدرجة الثانية وبعيدا عن “الليغا” إذ واصل سولدادو استعراض مهاراته التهديفية بعدما سجل 19 هدفا وبات ثاني أفضل هداف بدوري الدرجة الثانية في موسم 2005/ 2006. كان ضحيّة لخيارات رئيس ومدرب الريال الجديدين مع انتهاء موسم 2005/ 2006 عاد الهداف الشاب منجديد إلى العاصمة مدريد، ولكنه لم يحظ بثقة المدرب الإيطالي فابيو كابيلو الذي دخل باب الإدارة الفنية للفريق بناء على شروط، ومنها أن يقدم قائمة للاعبين من أجل استقدامهم، وهو ما حصل ومنه طلب المدرب الإيطالي من رئيس النادي في نفس الوقت رامون كالديرون تسريح عدد من اللاعبين الحاليين من الفريق والذين كان سولدادو واحدا منهم، فاختارت الإدارة قرار إعارته لأحد أندية الدوري الإسباني مرة أخرى. أوساسونا كانت وجهتة الجديدة استسلم الشاب الصاعد لقرار إدارة النادي الملكي ووافق على انتقاله إلى فريق أوساسونا في شكل إعارة، ولكنها كانت بداية موفقة مع نادي مغمور محليا، والذي قرر المهاجم الإسباني الظهور فيه بقوة واللعب على لقب الهداف، حيث صرح في ذلك الوقت :”سأكون في أوساسونا من أجل تسجيل الأهداف وتحقيق لقب هداف الدوري وأظهر للإسبانيين من هو سولدادو”، وهو الأمر الذي رأت فيه وسائل الإعلام الإسبانية أنه رسالة تحد لإدارة النادي الملكي. …والنّجم يُدخل ناديه التاريخ لقد ساهم ابن ال21 ربيعا في ذلك الوقت في تألق نادي أوساسونا في الدوري الإسباني، حيث سجل معه 11 هدفا من 30 مباراة لعبها، واعترف مسيرو النادي بأنه كان صفقة موفقة لهم، واستطاع الفريق من خلال تألقه أن يحتل مركزا مشرفا للنادي مع انتهاء الموسم، حيث ضمن فريق أوساسونا المشاركة لأول مرة في تاريخه في أكبر المنافسات القارية في أوروبا وهي رابطة الأبطال لاحتلاله المركز الرابع في الدوري المحلي. نال الثناء من الجماهير والخبراء تنبّؤوا له بمستقبل مشرق مع انتهاء أول موسم كامل خاضه سولدادو مع فريق أوساسونا، أشادت وسائل الإعلام الإسبانية به كثيرا، ورأت فيه المهاجم الصاعد الجديد للكرة الإسبانية، وأشادت برفعه للتحدي رغم عدم مقدرته في مقارعة هدافي الدوري كمهاجم نادي برشلونة إيتو صامويل، والأروغواياني دييغو فورلان، وأكد النقاد بأن سولدادو في الطريق الصحيح نحو المجد والتألق، وبأنه يحتاج إلى فريق كبير كالريال من أجل الظهور بشكل كبير في المنافسات القارية. عاد للرّيال من الباب الواسع في 11 جويلية 2007 عاد النجم المدريدي إلى النادي الملكي وجدد تعاقده معه لغاية شهر جوان 2012 وذلك بعدما منحته إدارة النادي شرف ارتداء القميص رقم تسعة الذي كان بحوزة البرازيلي الفذ رونالدو، الذي قال بخصوصه :”لقد كنت أتخيل دائما كيف يجب أن يكون العمل من أجل حمل الرقم تسعة داخل أرضية ملعب البيرنابيو إنه كان وسيبقى حلمي الوحيد”. الخلافات تعجّل برحيله النهائي عن العملاق الإسباني شارك المهاجم الإسباني الجديد القديم في صفوف النادي الملكي موسم 2007/ 2008 خمس مرات فقط، وهذا راجع لتواجد كل من راؤول غونزاليس والهولندي نستلروي، وكذا البرازيلي روبينيو في الهجوم وهو ما قلل من حظوظه في المشاركة الدائمة رغم أن مدرب الفريق آنذاك الألماني “بيرند شوستر” صرح بخصوصه أنه مهاجم جيد وبإمكانه تقديم الإضافة للفريق وبأنه يدخل ضمن خياراته ولكن “كجوكير”، وبعد انتهاء الموسم قرر سولدادو الرحيل نهائيا بسبب خلافاته مع رئيس النادي رامون كالديرون. عشقه للرّيال أجبره على الانضمام لخيتافي لم يشأ سولدادو هذه المرة الابتعاد عن العاصمة الإسبانية مدريد، ولذلك فقد قبل العرض المقدم من نادي خيتافي رغم تلقيه عروضا مغرية ومهمة من أندية كبيرة، ففي أواخر شهر جويلية من العام 2008 وقع سولدادو عقدا مع نادي خيتافي بقيمة ستة ملايين أورو يمتد لأربعة مواسم، وكانت بدايته مشجعة جدا مع الفريق المدريدي الصغير بعدما أحرز ثلاثة أهداف في أول مباراتين يخوضهما مع فريقه الجديد، فيما كانت مباراة ناديه ضد سبورتينغ خيخون بمثابة نقطة الانطلاق لحصد المزيد من علامات التألق. فالنسيا يفتح له أبواب النّجومية جاء انتقال سولدادو إلى فالنسيا في ظل بيع فالنسيا لنجومها على غرار الهداف التاريخي للمنتخب الإسباني دافيد فيا لبرشلونة وسيلفا إلى مانشستر سيتي من أجل تعويض هذين اللاعبين الكبيرين، إلا أن سولدادو في موسمه الأول أثبت أنه لاعب من طينة الكبار وتألق وسجل مجموعة كبيرة من الأهداف وقاد بها فالنسيا لاحتلال المرتبة الثالثة في البطولة إذ بلغت 17 هدفا في أول موسم له مع فريق “الخفافيش” وهذا ما جعله أحد أنجح الصفقات في البطولة الإسبانية. …ويقوده لحمل ألوان المنتخب الإسباني كان الموسم الثاني بالنسبة للمهاجم الدولي الإسباني 2011-2012 رائعا بكل المقاييس، حيث استطاع تسجيل 30 هدفا لفريقه في النصف الأول فقط من الموسم في جميع البطولات، وهو ما فتح المجال أمامه وبشكل كبير للمشاركة مع المنتخب الإسباني، وكتابة اسمه من خلال المنافسات التي خاضها منتخب “لاروخا” بعد أن تم استدعاؤه من قبل المدرب الإسباني للمنتخب فيسانتي ديل بوسكي. دخل تاريخ فالنسيا من أوسع الأبواب نادي فالنسيا الذي دخل موسم 2011 – 2012 وفي نيته مزاحمة قطبي إسبانيا برشلونة وريال مدريد، أبان عن إمكانية كبيرة من خلال أرماده اللاعبين الذين امتلكهم النادي في ذلك الموسم، حيث كان سولدادو يساهم بشكل كبير في اللعب الهجومي مع كل من ألبا وإيفان بانغارا، الذين أنسوا وبشكل سريع ذهاب كل من خوان ماتا، سيلفا ودافيد فيا، سولدادو ومن خلال مواجهة نادي “جينك” البلجيكي في ملعب “الميستايا” برسم لقاء في رابطة أبطال أوروبا، وقع أربعة أهداف لصالح ناديه الذي أنهى المواجهة بواقع سبعة أهداف دون مقابل، ما ساهم في تعزيز رصيده التهديفي في ناديه الذي صار 11 هدفا ويصبح بذلك أفضل هداف في تاريخ نادي فالنسيا في رابطة أبطال أوروبا. عاش خيبة أمل لعدم مشاركته في الأورو كانت كل الظروف مواتية للنجم سولدادو الذي سبق وأن حمل قميص المنتخب مرتين من قبل، من أجل أن يكون ضمن القائمة الرسمية المشاركة في كأس أمم أوروبا الماضية التي أقيمت في كل من أوكرانيا وبولونيا بسبب إصابة دافيد فيا ونقص الجاهزية البدنية لفيرنالدو توريس، لكن مدرب “لاروخا” ديل بوسكي لم يستدع مهاجم فالنسيا وفضل عنه مهاجم نادي إشبيلية ألفارو نيغريدو، وهو الخبر الذي نزل كالصاعقة على سولدادو. أنصار الخفافيش هاجمت ديل بوسكي لاستبعاد نجمها صبت أنصار فالنسيا جام غضبها على مدرب المنتخب الإسباني ديل بوسكي لعدم استدعاء نجم فريقها الأول لتشكيلة المنتخب التي خاضت نهائيات كأس أمم أوروبا، منتقدة قراره بشدة خاصة بعد الموسم الكبير الذي قدمه مع الفريق، حيث تمكن من تسجيل العديد من الأهداف وكان صاحب الكثير من التمريرات الحاسمة. سولدادو :”لا أزال مصدوما من قرار المدرّب” شعر روبيرتو سولدادو مهاجم فالنسيا بصدمة كبيرة من قرار استبعاده عن قائمة المنتخب الإسباني المشاركة في كأس أمم أوروبا والتي توج فيها منتخبه أمام إيطاليا بأربعة أهداف لهدف وحيد، من قبل المدرب فيسينتي دل بوسكي، وقال الإسباني حينها مخاطبا جماهير فالنسيا :”مازلت مصدوما من قرار استبعادي من المنتخب، لم أتفهم بعد قرار المدرب ديل بوسكي، صرت لا أعرف حتى ما هي معايير المهاجم الجيد”. أنصار الخفافيش تلقّبه بالمقاتل يلقب قائد الخفافيش الحالي روبيرتو سولدادو من قبل محبيه وعشاق أدائه الرجولي ب “المقاتل” هذا بسبب اندفاعه البدني الذي يعتقد أنه يصب في مصلحة الفريق الذي يدافع على ألوانه، وكان قد تعرض للعديد من المواقف التي لا تخلو من الطرافة والتي كان أبرزها قيامه بنطح لاعب فالنسيا كارلوس مارشينا في المباراة التي خسرها فريقه خيتافي على ملعبه بثلاثة أهداف نظيفة، ولكن بعيدا عن الملاعب يعتبر سولدادو إنسانا خلوقا وأنيقا في مظهره وتصرفاته مع كل من يحيطون به سواء مع زملائه اللاعبين أو أصدقائه وأفراد عائلته. زامورانو والبرازيلي رونالدو لاعباه المفضلان يقول الدولي الاسباني سولدادو أن المهاجمين السابقين التشيلي إيفان زامورانو والبرازيلي رونالدو يعدان مثالا يحتذى به بالنسبة إليه، وأنه معجب بالمهاجم واين روني وقال سولدادو في هذا الخصوص :”لقد أحببت روني دائما من خلال لمساته الأخيرة وأهدافه الكبيرة، أنا أحب زامورانو عندما كان في ريال مدريد وأيضا رونالدو عندما كان في برشلونة”. حلمه التّتويج برابطة الأبطال يرى روبيرتو سولدادو أن مسابقة رابطة أبطال أوروبا هي المنافسة الأكثر جاذبية والأكثر قوة من حيث المنافسة وهو الأمر الذي جعله يعتبر التتويج بلقبها حلما بالنسبة له، حيث قال في هذا الخصوص لوسائل الأعلام الإسبانية :”إنها أفضل منافسة وأجمل مسابقة يمكن أن نلعب بها، حيث نشعر بأهميتها دائما لأننا ندافع عن ألوان قميص فريقنا ضد جميع الفرق في أوروبا وهي مهمة للغاية بالنسبة لأي فريق، حلم التتويج بهذه المسابقة حلم لي ولكل لاعب يمارس كرة القدم”.
