حقّقت جمعية الشلف سهرة أول أمس السبت ثاني فوز لها في البطولة الوطنية كان ضد رائد الترتيب وفاق سطيف في مواجهة سمحت للجمعية إلى التصالح مع الأنصار الغاضبين على الفريق بسبب النتائج السلبية المحققة في بداية هذا الموسم وقبل الحديث عن اللقاء، فإن إدارة جمعية الشلف بقيادة نور الدين صبايحية وضعت فريقها هذه المرة في ظروف أحسن مقارنة بالجولات الماضية بعدما سوت مستحقات اللاعبين قبيل مواجهة الوفاق، وهو ما جعل لاعبي الونشريس يجدون أنفسهم في رواق أفضل للفوز، عكس ما كان يحصل في المقابلات الأولى مما جعلها تدفع الثمن غاليا و النتيجة كانت الخروج المبكر من منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا و كذا عجز الفريق حتى الخروج بنتيجة التعادل على أرضية ملعب محمد بومزراق في أكثر من مقابلة. الجمعية استحقت الفوز و تواجد بن زكري شحن معنوي وبالنظر إلى مجريات اللقاء، فقد استحقت جمعية الشلف الفوز ضد وفاق سطيف، بالنظر إلى الفرص العديدة التي خلقها، وحتى إن كان الشلفاوة قد تقدموا في الدقيقة العاشرة عن طريق لاعب وفاق سطيف سابقا يوسف غزالي إلا فرصة إضافة الهدف الثاني كانت أمامهم في أكثر من مناسبة على امتداد الشوط الأول من اللقاء وأتيحت للهجوم الشلفي خمسة فرص أخرى في الشوط الثاني لكن نقص التركيز والضغط الذي سبق اللقاء حال دون تجسيد الفرص إلى أهداف، كما كان لتواجد المدرب الجديد نور بن زكري في ملعب محمد بومزراق بمثابة الشحن المعنوي الأكبر لهم و كذا تواجد أعضاء مجلس إدارة شركة «أسود الشلف» بقيادة نور الدين صبايحية. المحافظة على التقدم لمدة 75 دقيقة يؤكد الاستحقاق وجاء سيناريو اللقاء ليكشف استحقاق أصحاب الأرض للفوز المسجل، لأن الوقت الذي سجل فيه الفريق الشلفي صعب على الفرق الزائرة، بما أن هدف السبق جاء في العشر دقائق الأولى عن طريق غزالي الذي فك عقدة التهديف ضد فريقه السابق ولكن الوفاق نجح في المحافظة على تقدمه في 35 دقيقة المتبقية من الشوط الأول ومعها خمسة دقائق إضافية، حتى الدقيقة ال 75 حين أعلن الحكم ميال عن ضربة جزاء وقع عن طريقها المهاجم عودية هدف التعادل لكن إرادة الشلفاوة وبوقوف الأنصار على جانبهم كانت الفرحة غالية في الدقيقة ال 80 عندما أضاف المدافع المحوري فريد ملولي الهدف الثاني لفريقه، أي أن جمعية الشلف حافظت على تقدمها لمدة 75 دقيقة لولا ضربة الجزاء ولكن النهاية كانت سعيدة للأحمر و الأبيض. غزالي يوقع الهدف الأول له ويؤكد نجاح الصفقة إضافة إلى تسجيله للهدف الرائع في الدقائق الأولى من المواجهة، كان يوسف غزالي اللاعب الشلفي من بين أحسن اللاعبين في المواجهة حيث كان مثل السم القاتل في دفاع الضيوف وأكد مرة أخرى أنه الصفقة الأحسن التي أبرمها الرئيس عبد الكريم مدوار في بداية هذا الموسم، خاصة بالنظر إلى الحرارة التي لعب بها والتي تضاف إلى مستواه الخارق، كما وقع أول هدف له مع الشلف هذا الموسم وبعد تسجيله الهدف الأول في اللقاء كانت وجهة ابن مدينة تلمسان هي مقعد بدلاء الجمعية، حيث أهدى الهدف للمدرب محمد بن شوية وبطريقة تكشف الثقة الكبيرة للعمل الذي يقوم به المدرب الشلفي، كما لم ينس أنصار جمعية الشلف عند منطقة تنفيذ الركنية علي الجهة اليمنى للحارس السطايفي خذايرية وقام بإهداء الأنصار الهدف برفع يد التحية لهم من جهة وتقبيله لشعار الجمعية على القميص. عودة موفقة لزاوي، عوامري، نساخ غربي وملولي دون خطأ الشيء الذي أبطل مفعول جميع هجمات الفريق الزائر وفاق سطيف هي الخطة التي دخل بها المدرب محمد بن شوية بعدما أقحم خمسة لاعبين في الدفاع و لأول مرة هذا الموسم حيث كان غربي في الجهة اليمنى مكان بوحافر المصاب وكذا نساخ في الجهة اليسرى في مكان زميله زازو الذي لم يتلق الضوء الأخضر من طرف طبيب الفريق في المشاركة وكان محور الدفاع متكونا من ثلاثة لاعبين وهم زاوي، عوامري و ملولي، حيث كانت عودة القائد سمير زاوي إلى التشكيلة الأساسية موفقة، حيث لعب مواجهة في القمّة، كما أثبت غربي أنه رجل اللقاءات من هذا النوع وهو الذي أدى المواجهة أمام سطيف دون خطأ تقريبا. كما لم يخرج نساخ عن الاستثناء الخاص بدوره الرائع في كل المواجهات التي يلعبها الشلفاوة في الدفاع إلى درجة أن أنصار جمعية الشلف عندما يتحدثون فيما بينهم ينسون الإشادة بدور عوامري و ملولي، لأنهما دوما «يلعبان مليح» إلى درجة جعلت مردودهما الرائع بالعادي لدى الأنصار، خاصة من جانب محرر الآلاف من الجوارح عشرة دقائق قبل نهاية اللقاء. زاوش ميزان الوسط وسلامة الأسد كما يبقى محمد زاوش في تحسن خلال المواجهات الأخيرة، وكان ميزان استقرار اللعب في مواجهة أول أمس ضد سطيف، وهو الدور الذي كان قد أداه في جميع المقابلات التي لعبها أيضا، كما نجح الشاب خير الدين سلامة في لقاء أول أمس في تسيير اللقاء بذكاء وعرف رغم الاحتكاكات البدنية القوية بين اللاعبين كيف يتصرف بحنكة ولا يترك فريقه منقوص عدديا بعدما كان الحكم ميال ينذره شفويا في أكثر من مرة و يستحق لقب «قلب الأسد»، من جانب آخر أدى عماري بن طوشة مواجهة في القمة وكان بمثابة «اللغم» في التشكيلة الشلفية، وهو الدور الذي فهمه المعني جيدا خاصة عندما كان يغادر الميدان في (د70) تاركا مكانه لزميله علي حاجي كريم وقام بتحية خاصة لأنصار جمعية الشلف الذين صفقوا عليه كثيرا.