أعلن نادي برشلونة متصدر الدوري الإسباني لكرة القدم أن مدرب فريقه تيتو فيلانوفا الذي خضع قبل عام لعملية جراحية من أجل استئصال ورم في الغدة اللعابية، سيخضع غداً الخميس لعملية جديدة بعد أن انتكس مجدداً. وأوضح برشلونة في بيان أن الفحوص الطبية “أظهرت تمدداً للمرض يستوجب عملية جراحية جديدة"، مشيراً إلى أن فيلانوفا (44 عاماً) سيبقى في المستشفى “3 أو 4 أيام" قبل أن يخضع لعلاج كيميائي وبالأشعة. وكانت وسائل إعلام إسبانية ذكرت اليوم الأربعاء أن فيلانوفا انتكس من جديد ما دفع النادي الكاتالوني إلى إلغاء حفل الميلاد السنوي والمؤتمر الصحفي لرئيسه ساندرو روسيل. وكتبت صحيفة “موندو ديبورتيفو": “فيلانوفا ينتكس مجدداً. مدرب برشلونة يعاني من عودة ظهور السرطان الذي عانى منه عام 2011′′، فيما كتبت صحيفة “سبورت" في موقعها على شبكة الإنترنت: “تيتو ينتكس مجدداً". واكتفى برشلونة في وقت سابق بالإعلان عن إلغاء المؤتمر الصحفي لرئيسه روسيل الذي كان مقرراً اليوم الأربعاء وعن إلغاء الحفلة الميلادية مع رجال الإعلام، وارتفعت الشائعات والتساؤلات بخصوص خليفته في النادي الكاتالوني. وبحسب الصحيفة، تم تشخيص المرض أمس الثلاثاء خلال فحص عادي. وكتبت صحيفة “سبور" على موقعها على شبكة الإنترنت “تيتو يصاب بمرض السرطان مجدداً". من جهتها أكدت صحيفة “آيكونوميستا" استناداً إلى مصادر مقربة من النادي الكاتالوني أن فيلانوفا سيخضع لعملية جراحية قريباً جداً وسيخلفه مؤقتاً مساعده خوردي رورا. كما قرر النادي الكاتالوني عدم حضور وسائل الإعلام في الحصة التدريبية للاعبين مثلما كان مقرراً اليوم الأربعاء. وكان فيلانوفا الذي عمل في ظل صديقه جوزيب غوارديولا سنوات عدة قبل أن يخلفه على رأس الإدارة الفنية للفريق الكاتالوني الضيف الماضي، خضع لعملية جراحية من أجل استئصال ورم في الغدة اللعابية في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 وعاد بسرعة إلى التدريبات في 7 كانون الأول/ديسمبر. وفيلانوفا ليس الشخص الوحيد الذي يعاني في برشلونة من هذا المرض الخبيث إذ هناك أيضاً المدافع الفرنسي إيريك أبيدال الذي عاود مؤخراً التمارين المنفردة للمرة الأولى منذ خضوعه لعملية زرع في الكبد في نيسان/أبريل الماضي وذلك بعد أقل من سنة على خضوعه لجراحة لإزالة ورم سرطاني لم تحرمه من العودة إلى أعلى مستوياته في وقت قياسي. ولمس أبيدال الكرة للمرة الأولى منذ أكثر من 6 أشهر واعتبر بأنه سيأخذ فترة التعافي “خطوة خطوة" بعد أن حقق هدفه الأول بمعاودة التمارين قبل نهاية العام الحالي. وكان أبيدال، لاعب موناكو وليل وليون سابقاً، خضع لجراحة لإزالة ورم سرطاني في 17 آذار/مارس 2011 لكنه عاد وساهم في قيادة فريقه إلى إحراز اللقب المحلي ودوري أبطال أوروبا على حساب مانشستر يونايتد الإنكليزي (3-1)، ليحمل الكأس أولاً في لفتة مؤثرة من قبل رفاقه. يذكر أن فيلانوفا أشرف على تدريب العديد من الأندية الإسبانية الصغيرة قبل أن يعين صيف 2007 للمرة الأولى مساعداً لغوارديولا عندما كان الأخير مدرباً للفريق الرديف قبل أن يشرفا معاً على تدريب الفريق الأول في العام التالي. وارتبط فيلانوفا فترة طويلة بغوارديولا الذي تعرف عليه عام 1984 في “لاماسيا" مركز التكوين التابع لبرشلونة. وبدأ فيلانوفا مسيرته كلاعب في صفوف الفريق الأولمبي لبرشلونة كلاعب وسط دون أن ينجح في حجز مكان له في صفوف الفريق الأول. واختار برشلونة فيلانوفا لخلافة غوارديولا على رأس الإدارة الفنية للفريق الأول الضيف الماضي مبرراً اختياره بضمان “مواصلة أسلوب لعب النادي المعروف في العالم بأسره على اعتبار أن فيلانوفا كان مساعداً لبرشلونة خلال السنوات الأكثر تتويجاً في تاريخ النادي دون شك" بحسب بيان للفريق الكاتالوني. وساهم الثنائي غوارديولا-فيلانوفا في قيادة النادي إلى القمة بإحرازه 14 لقباً: دوري أبطال أوروبا (2009 و2011) وبطولة العالم للأندية (2009 و2011) والدوري المحلي (2009 و2010 و2011) والكأس المحلية (2009 و2012) والكأس السوبر الأوروبية (2009 و2011) والكأس السوبر المحلية (2009 و2010 و2011). وبعد هذه الإنجازات الاستثنائية التي اختتمت بموسم مخيب 2011-2012 اكتفى فيه برشلونة بلقب واحد (الكأس المحلية)، وجد فيلانوفا نفسه أمام تحدي إبقاء الفريق الكاتالوني في القمة وهو نجح حتى الآن في رهانه بما أن الفريق يتصدر الدوري بفارق 9 نقاط أمام مطارده المباشر أتلتيكو مدريد وبفارق 13 نقطة عن غريمه التقليدي ريال مدريد حامل اللقب، وذلك في سعيه إلى تحقيق رقم قياسي جديد في عدد المباريات دون خسارة في الليغا والموجود حالياً باسم ريال سوسييداد منذ موسم 1979-1980 (32 مباراة بينها 18 فوزاً و14 تعادلاً). ولا يحظى فيلانوفا المتواضع والخجول بطبعه بالاهتمام، لكنه نجح في نيل تقدير اللاعبين. وقال عنه غوارديولا خلال إعلان تعيين خليفة له" “في النهاية، إنه (فيلانوفا) من كان يقدم للاعبين ما أشعر به، وما لم يكن بإمكاني تقديمه".