أصدرت الفدرالية الجزائرية لكرة القدم بيانا على موقعها الإلكتروني تدعو فيه مناصرو الخضر الى التعقل والتحلي بالسلوك الحضاري و تفادي أحداث الشغب، محذرة أنصار "الخضرة" من رشق الميدان بالألعاب النارية والقارورات وغيرها من المقذوفات ، مضيفة بأن مثل هذه التصرفات قد تتسبب في معاقبة الجزائر من قبل الفيفا والكاف. بيان الإتحادية، وإن جاء متأخرا عقب أحداث الشغب التي ميزت عملية بيع تذاكر مباراة الأحد هو مؤشر على أن مباراة الخضر وأسود الأطلس لم تعد من إهتمامات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم فقط، بل حتى الفيفا بإمكانها التدخل في منافسة لا تشرف عليها، وما قرار رئيس الفيفا جوزيف بلاتير القاضي بإرسال خبيره الأمني السويسري والتير غاغ الى عنابة إلا دليل على أن مباراة الأحد أخدت أبعاد سياسية ودبلوماسية وكل فتيل يشتعل سيلهب الأمور لا محالة. وسبق أن حذر العارفون بمثل هذه الداربيات من سوء التنظيم أو التهاون في مسألة البرمجة وهيكلة المناصرين سيما في عملية بيع التذاكر، لكن المشرفين على هذا الملف راحوا يعززون في وحدات قمع الشغب ويستنجدون بالدرك وغيرها من الأجهزة الأمنية دون أن يضبطوا أمورهم التنظيمية كما ينبغي، فمباراة محلية بحجم مباراة الجزائر والمغرب لا تنظم في أسبوعين ولا تتخد فيها القرارات بالهاتف على الطائر والتعامل مع الشباب والمراهقين سواء العاشقين لرؤية منتخبهم أو الطامحين للبزنسة بتذاكر المباراة لا يعني بالضرورة أن يتعرضوا للضرب والإهانة ويعاملوا وكأنهم خريجوا سجون أو مخربون. دون شك قرار الفيفا القاضي بتعيين خبير أمني في مباراة الأحد هو صفعة للمنظمين الجزائريين والمسؤولية يتقاسمها الجميع، من الفاف الى الوزارة مروروا بالهيئات المحلية، فالجزائر ليست في حرب حتى يتدرب منتخبها بحضور وحدات الدرك، والمغرب الشقيق ليست له سوابق معنا في مجال كرة القدم حتى تستنفر الأمور بهذا الشكل، فقد خسر الخضر في الجزائر ولم يحدث أي شيء وفازت الجزائر في المغرب ولم تسجل مفرقعة واحدة، فما الذي تغير حتى تقلب الدنيا رأسها على العقب؟ فالتأشيرة التي نتنافس عليها نحن والمغاربة لن تتعدى حددوها غينيا الإستوائية ولن تؤهل أحد منا الى مونديال البرازيل مثلما وقع بين الجزائر ومصر بسبب تذكرة كأس العالم 2010.