أكدت وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السيدة فاطمة الزهراء دردوري، أن تحسين التسيير والخدمات يشكل أحد الدعامات الخمسة لمخطط العمل الحكومي، الذي تم تبنّيه سنة 2012، والمنبثق عن البرنامج الخماسي للتنمية، مشيرة إلى أن الجزائر انخرطت في ديناميكية واسعة لتطوير مجتمع معلوماتي ببعد إنساني وتضامني وتشاركي، للوصول إلى نموذج في التنظيم.. وسيكون لتكنولوجيا الإعلام والاتصال دور كبير وفعال في تحديث الخدمات الحكومية والإدارية ضمن مشروع الجزائر الإلكترونية، وهي المهمة التي أوكلها رئيس الجمهورية للوزارة. وخلال ورشة عمل جهوية لشمال إفريقيا نُظمت أمس بفندق الشيراطون وخُصصت لمناقشة موضوع الحكومة الإلكترونية، أكدت السيدة دردوري أن الجزائر تبذل جهودا كبيرة من أجل إنجاح مشروع الجزائر الإلكترونية، الذي سيعمل على تحسين الإطار المعيشي والتنظيمي للمواطن، من خلال الاستعانة بالحلول التي توفرها المنظومة التكنولوجية عبر خدمات الإعلام والاتصال، والتي شُرع في تجسيدها من خلال العديد من المشاريع، منها توسيع شبكة الألياف البصرية التي سيتم تعميمها بكل البلديات التي يزيد عدد سكانها عن الألف مواطن. وبحضور ممثلة البنك الإفريقي للتنمية والوكالة الوطنية للمعلوماتية لكوريا الجنوبية، وهما طرف في تنظيم الورشة، أشارت الوزيرة إلى أن الجزائر منكبّة على تجسيد مشروع الجزائر الإلكترونية؛ لما له من تأثير على الجانب الاقتصادي والاجتماعي، ولهذا الغرض تم رصد ما يزيد عن 140 مليار دج لدعم قدرات قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال في آفاق 2015، حسب الوزيرة، التي أكدت أن جميع المؤسسات التربوية سيتم ربطها بالألياف البصرية قبل نهاية 2015. من جهتها، حيّت ممثلة البنك الإفريقي للتنمية السيدة آسيتان ديارا ثيون، جهود الجزائر في سبيل التسريع في تجسيد وتعميم مشروع الحكومة الإلكترونية وتحديث خدماتها الإدارية بالاستعانة بالوسائل التكنولوجية المتطورة، معتبرة أن هذه الوتيرة ستحفّز العديد من دول القارة خاصة دول شمال إفريقيا، على انتهاج نفس الطريق والإسراع فيه، مضيفة أن تعاون الجزائر مع البنك كان دوما ولايزال، مثمرا وغنيّا بالمعلومات. للعلم، تهدف هذه الورشة التي ستدوم ثلاثة أيام والتي ينظمها البنك الإفريقي للتنمية بالتعاون مع وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال والوكالة الوطنية للإعلام الآلي لكوريا الجنوبية، إلى التنفيذ العملي لمختلف جوانب الحكومة الإلكترونية، مع التركيز على عرض وشرح التجربة والنموذج الكوري في تطبيق الحكومة الإلكترونية؛ على اعتبار أن كوريا رائدة عالميا في هذا المجال، كما أن تعاونها واهتمامها بالقارة السمراء حفّز العديد من الهيئات المالية والحكومية، على المضيّ قدما في مشروع الحكومة الإلكترونية بإفريقيا في إطار التعاون جنوب جنوب. كما تهدف الورشة إلى توفير مجال للتحاور وتبادل الخبرات؛ حيث سيلتقي صنّاع القرار والهيئات التنظيمية المعنية بسياسات تكنولوجيات الإعلام والاتصال، في منطقة شمال إفريقيا، ومتخصصين من كوريا الجنوبية ونظراءهم من البنك الإفريقي للتنمية. وسيتم تحديد مجالات التعاون بين بلدان منطقة شمال إفريقيا والشركاء الخارجيين، مع العمل على بلورة نموذج رائد عن الإدارة الإلكترونية خاص بإفريقيا.