بعد أشهر من التوقف شبه الكلي، استأنفت الشركة المكلفة بانجاز الطريق الوطني رقم 24 في جزئه الرابط بين برج البحري والمحمدية، حيث كثفت المؤسسة من حضورها في الطريق من خلال إزالة الطبقة الصخرية من محور الطريق المزمع توسيعه، وتعويضها بطبقة من الأتربة المخلوطة بالرمال ودكها بآليات تعمل منذ أيام، وهو ما استحسنه سكان البلديات التي يمر بها المشروع، وكذا مستعملو الطريق خاصة القاطنون بشرق العاصمة ومنهم سكان عين طاية والمرسى· وحسب بعض العمال فإن تسريع وتيرة الأشغال ونفض غبار التماطل جاء على خلفية تعليمات صارمة من طرف وزارة الأشغال العمومية التي توعدت المقاولين المتأخرين عن إنجاز المشاريع في آجالها المحددة بغرامات أو توقيف مفاجئ، وكذلك فإن المقاولين صاروا لا يجدون مبررات لإقناع الوصاية وتعليل التأخرات الحاصلة، وذكر مصدر مطلع من شركة الإنجاز بالطريق الوطني رقم 24 أن المقاول صار الآن لا يبرح المكان، وهو حريص على اتمام المشروع من منطلق أن فصل الشتاء على الأبواب، وقد يكون سببا في تأخر المشروع، ولذلك فإن الآليات التي تقوم هذه الأيام بالحفر وتسوية محور الطريق إنما هي بهدف التخلص من الأشغال الأساسية أما عملية التفريش بالحصى والتزفيت فإنها لا تستغرق وقتا إضافيا· جدير بالذكر أن مشروع إنجاز طريق مزدوج (رواق كل اتجاه) يتوسطه طريق الترامواي هو مشروع واعد تم البدء في أشغاله العام الماضي، وقد تأخر عن آجاله المحددة نظرا لعدة أسباب منها صعوبة تسوية وضعية السكان القاطنين في محور الطريق، وعدم تعويضهم في الوقت المناسب· ويعد مشروع إعادة تهيئة الطريق الوطني رقم 24 من الأهمية بمكان، نظرا لحيويته وضرورته من منظور أنه المنفد الوحيد نحو شرق العاصمة الساحلي مرورا بالمحمدية، برج الكيفان، برج البحري ومنه إلى عين طاية ودخولا الى إقليم ولاية بومرداس، ولذلك تحرص وزارة الأشغال العمومية على تجسيده في أقرب وقت ممكن لفك الزحام الذي أصبح لا يطاق بالمحور المذكور، فالمتنقل من برج البحري مثلا لا يصل الى محطة تافورة بوسط العاصمة إلا بعد مضي أزيد من ساعتين ونصف حسب شهادات المواطنين الذين أنهكهم الوضع، ولا يزالون يطالبون بتحرير المكان وتسريع وتيرة الأشغال حتى لا يطول عمر معاناتهم· للإشارة فإن ارتفاع عدد الأحياء السكنية المتزايدة بالجهة الساحلية بشرق العاصمة زاد من عدد السكان، وصار المسلك القديم المحاذي للطريق الوطني رقم 24 لا يستوعب العدد الهائل من السيارات والتدفق الكبير للمسافرين وطلبهم المتزايد لوسائل النقل، التي صارت لا تكفي خاصة في أوقات الذروة·