توج المنتخب الوطني بلقب كأس أمم إفريقيا للمرة السابعة في مشواره، بفوزه أمس في اللقاء النهائي أمام المنتخب التونسي بقاعة حرشة حسان بنتيجة (25 مقابل 21 )، في مباراة لم تكن سهلة بالنسبة للفريقين، حيث سادها التنافس الشديد طيلة ساعة من الزمن، لتعود الكلمة الأخيرة للمنتخب الوطني ، الذي أهدى الجزائر وجمهوره الوفي اللقب الإفريقي السابع. وجاء هذا التتويج بعد مشوار جيد في هذه الدورة ، أين فاز بكل المباريات التي لعبها، وكان الفوز في اللقاء النهائي بمثابة المفاجأة التي لم تكن متوقعة، خاصة وأن المنتخب التونسي كان أكبر المرشحين لنيل هذا اللقب . رفقاء بركوس كانوا الأقوى سهرة الأمس ، ليعيدوا كرة اليد الجزائرية إلى مجدها الأول ، وإلى التتويجات بعد سنوات عجاف عرفت فيها هذه الرياضة السبات ،منذ سنة 1996 ، آخر تتويج للمنتخب الوطني. إرادة أبناء زقيلي المدعمين بالأنصار طيلة الطبعة ال21 من كأس أمم إفريقيا، صنعت الفارق ومكنت الخضر من رفع الكأس الإفريقية ،بعد أن تسلموها من يدي الوزير الأول عبد المالك سلال، لتعود اليد الجزائرية من جديد للسيطرة على القارة الإفريقية في هذه اللعبة. المنتخب الوطني بدأ المنافسة دون أن يكشف عن كامل أوراقه، رغم أنه فاز بكل مبارياته الثمانية، إلا أن تصريحات مدربه زقيلي في كل مرة ، كانت توحي بأنه من غير الممكن تحقيق الفوز بالبطولة الإفريقية، حيث كان في كل مرة يؤكد بأن هدف الجزائر هو التأهل لمونديال قطر 2015 ، وقد تحقق ذلك وتأهل الخضر إلى كأس العالم بشرف كبير، بعد أن تغلبوا على حامل لقب الدورة الماضية الفريق التونسي الأقوى إفريقيا، ليستحق بذلك السباعي الجزائري لقب أحسن فريق في إفريقيا ، بعد أن انتزع التاج من على رؤوس نسور قرطاج. المقابلة النهائية لم تكن سهلة للفريقين، حيث عرفت اندفاعا بدنيا كبيرا خاصة من قبل التونسيين، وتنافسا شديدا بين التشكيلتين ، فقد لعب الفريقان بضغط شديد إلا أن الخضر عرفوا كيف يسيطرون على أعصابهم ، بعد المساندة الكلية من الجمهور الحاضر، الذي انقلب على المنتخب التونسي الذي سانده طيلة الطبعة 21 من كأس إفريقيا. هذا ما أخلط أوراق رفاق تاج عصام ، الذين لم يستطيعوا الصمود أمام إرادة الجزائريين، سيما في الشوط الثاني، أين حافظ الخضر على فارق الأهداف إلى غاية نهاية المباراة، بمساهمة الحارس الكبير سلاحجي الذي تصدى لمعظم هجمات التونسيين، وساهم بقسط كبير في تتويج الفريق الوطني باللقب القاري. وبهذا يحدث الخضر "الرجعة" في هذه الرياضية ،في انتظار المزيد من التتويجات وعودة كرة اليد الجزائرية إلى سابق عهدها، بعد الأزمات التي عاشتها وأثرت عليها في الماضي .