أدى المنتخب الوطني مشوارا طيبا في الطبعة ال21 من البطولة الإفريقية لكرة اليد، التي احتضنتها الجزائر من 16 جانفي إلى غاية يوم السبت الماضي 25 من نفس الشهر، حيث فاز بكل لقاءاته الثمانية التي لعبها طيلة هذه الدورة، وتألق بتتويجه بكأس أمم إفريقيا للمرة السابعة في مشواره، بعد أن تغلّب على المنتخب التونسي بنتيجة 25 مقابل 21. السباعي الجزائري دخل المنافسة بقوة عندما سحق المنتخب النايجيري بنتيجة 34 مقابل 16، غير أنه وجد صعوبات في المباراة الثانية التي لعبها ضد منتخب الكونغو الديمقراطية، إلا أنه فاز عليه ب26 مقابل 23. وفي المباراة الثالثة، واجه الخضر منتخب أنغولا الذي كان عنيدا، غير أن رغبة الجزائريين كانت أقوى وعادت إليهم الكلمة الأخيرة بفوزهم عليه بنتيجة 23 مقابل 19. المنتخب الوطني المدعَّم بأنصاره الذين حضروا كل المباريات بقوة، تمكن من أن يفوز على منتخب الكونغو في الجولة الرابعة بنتيجة 35 مقابل 16، ليواجه في الجولة الخامسة منتخب المغرب، الذي صعّب من مهمة رفقاء بركوس، حيث وقف الند للند أمام المنتخب الوطني في الشوط الأول من المباراة، الذي انتهى بنتيجة التعادل 11 مقابل 11، غير أن الخضر انتفضوا في المرحلة الثانية بعد التدعيم والمساندة القوية من قبل أنصارهم، لينهوا اللقاء لصالحهم بنتيجة 26 ل19، هذا ما سمح لأبناء المدرب زقيلي من المرور إلى الدور ربع النهائي من هذه الكأس الإفريقية. وكان الخصم هذه المرة المنتخب السنغالي، الذي لم يصمد كثيرا أمام قوة هجوم الفريق الوطني، حيث سحقه بنتيجة 44 مقابل 29، هذا الفوز والتأهل إلى الدور نصف النهائي زاد من حماس اللاعبين الجزائريين وحتى الأنصار، الذين زادوا من دعمهم القوي، حيث ساعدوهم على الفوز في مباراة أنغولا بنتيجة 27 مقابل 23، بعد أن أسال الأنغوليون العرق البارد للخضر.الفريق الوطني وبعد سنوات عديدة من الغياب على الساحة الدولية، أسمع صوته هذه المرة بتنشيطه للنهائي والفوز بالكأس القارية السابعة في تاريخه، بتشكيلة شابة تفتقر إلى الخبرة، ولم يسبق لها أن لعبت أمام جمع غفير من أنصار الخضر في قاعة حرشة حسان، حيث تحملت عبء الضغط الكبير الذي فُرض عليها، إلا أنها استطاعت أن تفوز بجميع لقاءاتها في هذه الدورة التي احتضنتها الجزائر، وتمكنت من ضمان المشاركة في كأس العالم لكرة اليد التي تستضيفها قطر في 2015، فرغم أن المدرب زقيلي كان متخوفا في البداية من ألا يؤدي عناصره دورة في المستوى، إلا أن جمهور كرة اليد الجزائرية دفع باللاعبين إلى الأمام، وكان بحق اللاعب الثامن في الفريق الوطني، والذي كانت يده من ذهب عندما أوصل السباعي الجزائري إلى المباراة النهائية. وقد أعادت كأس إفريقيا للأمم لكرة اليد في الجزائر، صورا جميلة لكل متتبعي هذه الرياضة التي استعادت بريقها من خلال تألق المنتخب الوطني الجزائري، بعد 17 سنة من الابتعاد عن منصة التتويج. فعلى مدار 10 أيام عاشت الجزائر حدثا كبيرا، وبغضّ النظر عن بعض المشاكل العابرة التي تخلّلت الدورة ال21 من كأس أمم إفريقيا لكرة اليد، خاصة ما يتعلق بالتنظيم، إلا أن العلامة الكاملة تعود للمناصرين، الذين كانوا السند الكبير للفريق الوطني.