صرحت النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، بأن الإضراب الذي شل بعض المدارس كان ضرورة أمام الفشل في تحقيق المطالب التي رفعتها النقابات بلغة الحوار. حيث اعترفت النقابة بأن الأساتذة الذين شاركوا في الإضراب كانوا مكرهين وليس مخيرين، كونهم على دراية بأن التلميذ هو من سيتضرر من هذا الإضراب الذي سيؤدي إلى تأخير البرنامج أمام استحالة تعويض الدروس. وجدد الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين دعوته للوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، للتدخل لإيجاد حلول تستجيب لمطالب النقابات لتوقيف الإضرابات وإنقاذ قطاع التربية لإنجاح الموسم الدراسي، تفاديا لتسجل خسائر يتكبدها التلميذ بسبب انقطاع الدروس وتسجيل تأخر في البرنامج الدراسي مما سيؤدي إلى صعوبات في استدراك هذه الدروس. علما أن الإضراب الأخير الذي قامت به النقابات أدى إلى تسجيل تأخر كبير قدر بستة أسابيع في عدة مدارس عبر الوطن. وأكد بيان للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، أمس، أن الاتحاد يعلق أمله الوحيد على الوزارة الأولى للتعجيل بتحقيق مطالبه التي وصفها بالاستعجالية لتفادي إضراب قد يطول أمده، مما سيجعل من عملية تعويض الدروس الضائعة للتلاميذ مستحيلة نظرا لضيق الوقت، على حد قول الاتحاد، الذي عبر عن استياء الأساتذة وعمال القطاع من الوعود التي ظلت تقدمها وزارة التربية دون تجسيدها في أرض الواقع. وحملت النقابات وزارة التربية الوطنية والسلطات العمومية المسؤولية حيال النتائج التي سيسببها هذا الإضراب لالتزامها الصمت الذي وصفته "بغير المبرر" تجاه مطالبها، خاصة أنها كانت قد أمهلت وزارة التربية الوقت الكافي لتفادي الدخول في هذه الحركة الاحتجاجية، بعد الاجتماع الذي جمعها بوزير التربية السيد عبد اللطيف بابا أحمد، غير أنها لم تسجل أي نتائج ملموسة. من جهتها، عبرت جمعيات أولياء التلاميذ عن رفضها القاطع لهذا الإضراب، داعية الوزارة الأولى للتدخل من أجل حماية مصلحة التلميذ الذي يبقى مصيره مهددا لانقطاعه عن الدراسة في كل مرة وتأخر الدروس، خاصة وأن الفصل الثاني قصير من ناحية الزمن مقارنة بالفصل الأول والثالث، وبالتالي فإنه من غير الممكن تعويض الدروس الضائعة. وحتى في حال استدراكها تقول هذه الجمعيات لا يتمكن التلميذ من تحصيلها واستيعابها بسبب انتهاج السرعة في تقديمها وعدم التمكن من فهمها جيدا. وهو ما قد ينذر بفصل ثان كارثي يضاف للفصل الأول الذي سجل نتائج منخفضة يعود سببها الرئيسي للإضراب، يقول أولياء التلاميذ. وتباينت نسبة الاستجابة للإضراب في يومه الثاني من مدرسة إلى أخرى ومن ولاية إلى أخرى، حسبما أشارت إليه نقابتا أساتذة التعليم الثانوي والتقني والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، ففي العاصمة بلغت الاستجابة في الطور الابتدائي بالمؤسسات التربوية الواقعة بالجزائر وسط نسبة 3 بالمائة، في حين تم تسجيل نسبة استجابة بلغت 7 بالمائة بالطور المتوسط. وفي هذا السياق، أعلنت نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في بيان لها أمس عن استجابة الأساتذة وعمال القطاع للإضراب المفتوح في يومه الأول أمس بنسبة 64 بالمائة على المستوى الوطني، بحيث تفاوتت نسب الاستجابة من ولاية إلى أخرى ومن مؤسسة إلى أخرى احتجاجا على عدم التزام الوزارة بتعهداتها. وأضاف نفس البيان أن الاتحاد سجل في اليوم الأول من الإضراب استجابة واسعة لدى موظفي وعمال التربية بمختلف رتبهم وأسلاكهم خاصة في طوري الابتدائي والمتوسط نتيجة الإجحاف الذي طالهم. وقد تم تسجيل أعلى نسبة استجابة بولايات، بسكرة، الأغواط، باتنة، تيزي وزو، عنابة ومعسكر، بحيث تراوحت النسبة بين 60 و71 بالمائة، فيما تم تسجيل أدنى نسبة إستجابة بولايات الجزائر، الشلف وسعيدة. وقد زاولت أمس معظم المؤسسات التربوية لمختلف الأطوار التعليمية بالعاصمة نشاطها التربوي. في حين واصل بعض الأساتذة بنسبة ضئيلة احتجاجهم بعد أن رفض العديد من زملائهم مواصلة الإضراب حفاظا على مصلحة التلاميذ.