كما كان متوقعا لم تشأ السلطات الإيرانية الرد بالإيجاب أو السلب على مجموعة التحفيزات التي عرضتها عليها الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بما يفتح الباب واسعا أمام احتمالات متزايدة لتعريضها لعقوبات دولية جديدة. وسلمت طهران امس، ردها الى المسؤول السامي للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ولكنها لم تضمنه ردا واضحا بخصوص طلب ما يسمى بمجموعة الخمسة زائد واحد والتي قدمت لها مجموعة تحفيزات مقابل وقف عملية تخصيب اليورانيوم . وكانت الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن انتظرت رد ايران بداية الاسبوع بعد انتهاء مهلة الاسبوعين التي منحتها إياها بعد لقاء سولانا مع كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي يوم 19 جويلية الماضي بمدينة جنيف السويسرية، حيث تسلم مجموعة التحفيزات الغربية المعروضة على بلاده. وكان سولانا وجليلي اجريا اول امس، مكالمة هاتفية لم يتم الكشف عن فحواها وان كانت كل التوقعات ذهبت باتجاه ان تكون ايران قدمت ردها على المقترحات الغربية. وقال مقربون من سولانا بالعاصمة الاوروبية بروكسل ان المكالمة لم تحمل ردا ايجابيا . وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية ان الرد الايراني السلبي على العرض الدولي سيفتح الباب الآن امام مجلس الامن لاستصدار لائحة جديدة بسلسلة عقوبات اضافية والتي سبق للقوى الكبرى ان هددت بفرضها على ايران لإرغامها على قبول العرض الغربي مقابل وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وتكون السلطات الايرانية تنتظر مثل هذه العقوبات الامر الذي جعل الرئيس محمود احمدي نجاد يؤكد قبل يومين ان بلاده لن تتراجع قيد أنملة عما اسماه ب "البرنامج الوطني" الذي لا يمكن التراجع عنه ووصف ذلك ب"الخط الاحمر" الذي لا يمكن تخطيه مهما حصل. ويتأكد من يوم لآخر أن القبضة بين طهران وعواصم الدول الغربية تسير بخطى متسارعة باتجاه تصعيد قادم يحمل في طياته رائحة العمل العسكري الذي كثيرا ما هددت ادارة الرئيس جورج بوش باللجوء اليه كخيار في التعامل مع ايران وكبح طموحاتها الرامية الى اكتساب التكنولوجيا النووية. واذا كان الرئيس الامريكي لم يجد المبررات الكافية للقيام بمثل هذا العمل فإن خليفته في البيت الابيض شهر نوفمبر القادم سيجد الملف الايراني فوق مكتبه وحينها سيعرف مصير البرنامج النووي الايراني. والمؤكد في مقابل ذلك ان ايران ستستغل كل هذه الفترة للاستمرار في برنامجها وربح مزيد من الوقت على امل تحقيق هدفها.. ولكن هل ستنجح طهران في رهانها وتفادي مخاطر المغامرة وانهيار حلم طالما راودها؟.