جددت إيران أمس، تمسكها بموقفها الرافض لوقف أنشطتها النووية ضمن تداعيات قبضة لا تكاد تنتهي بينها وبين الدول الغربية التي تصر من جانبها على ارغامها على توقيف برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وقال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في تصريح أمس، أن بلاده لن تتراجع قيد أنملة امام القوى التي وصفها بالظالمة في اشارة الى الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي وألمانيا بخصوص ملفها النووي. واضاف الرئيس نجاد "ان مشكلة القوى الكبرى لا تتمثل في حيازة إيران للسلاح النووي او تخصيب اليورانيوم ولكنها تريد القيام بعملية نفسية لتقول للشعوب الاخرى انها نجحت بتهديداتها وضغوطاتها في ارغام الشعب الايراني على التراجع" . واكد "ان الشعب الايراني لن يعير اي اهمية للتهديدات الغربية" . وقال باتجاه الدول الكبرى "اذا تخيلتم أن بعض التهديدات والعقوبات والضغوط يمكنها ان ترغم الامة الايرانية على التراجع فأنتم ترتكبون خطأ". وتأتي تصريحات الرئيس الإيراني التي تزيد من احتمال رفض طهران للعرض الغربي بعد أيام قليلة من المباحثات التي جمعت ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وكبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي بمدينة جنيف السويسرية والتي لم تنته الى أي نتيجة تذكر بعد رفض طهران تعليق عملية تخصيب اليورانيوم. وامهلت الدول الكبرى ايران اسبوعين لاعطاء رد واضح على مجموعة المحفزات المالية والتكنولوجية التي عرضتها عليها مقابل تعليق انشطتها النووية الحساسة. ولدى عودته إلى طهران أكد سعيد جليلي ان تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم التي قال بأنها مسألة قد تستخدم لاغراض سلمية او عسكرية لم يتم التطرق اليها في هذا الاجتماع. وهددت الولاياتالمتحدةالأمريكية بفرض سلسلة عقوبات جديدة على ايران ان هي أصرت على مواصلة برنامجها النووي إلى غاية نهايته. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ان طهران وفي حالة رفضها للمقترحات الغربية ستعرض نفسها الى إجراءات عقابية اخرى. وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض قبل يومين ان الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا تعتبر "انه يجب على ايران تعليق تخصيب اليورانيوم". واضافت لقد "قدمنا مجموعة من الحوافز السخية جدا يبدو انهم سيفوتونها". وتأمل الدول الغربية أن تستجيب إيران لمقترح "التجميد مقابل التجميد" والذي بمقتضاه تجمد طهران عملية تخصيب اليورانيوم عند مستواها الحالي مقابل تعهد الغرب بعدم تشديد العقوبات عليها وفتح مجالات واسعة للتعاون بهدف تسوية ازمة الملف النووي الايراني بالطرق السلمية.