كثف المسؤولون الإيرانيون في الآونة الأخيرة من تصريحاتهم الرافضة لتحديد أي مهلة زمنية لتقديم الرد الإيراني على مقترحات الدول الغربية الكبرى، ولكنهم اكدوا رغبة طهران في مواصلة الحوار حول برنامجها النووي. واعتبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، أن الحديث عن موعد نهائي للرد على العرض الغربي لا معنى له بالنسبة لسلطات بلاده، وقال إن إيران قدمت ردها في مهلة الشهر كما سبق وأن طلب منها وهي تنظر الآن الرد الغربي على مقترحاتها. وقال رئيس الدبلوماسية الإيرانية أنه كان يجب على بلاده أن تعطي الرد على إجراءات بدء الحوار التي وضعتها مجموعة الخمسة زائد واحد وهذا ما فعلناه. وأضاف أنه يتعين على الطرفين أن يستنتجا من محادثاتهما المقبلة المحاور المشتركة في الاقتراحين للتوصل إلى أرضية مشتركة حول تسوية أزمة الملف النووي الإيراني في إشارة واضحة إلى رغبة طهران لمواصلة التفاوض مع الغرب بخصوص هذا الملف. وكانت الدول الغربية أمهلت إيران مدة أسبوعين لإعطاء رد واضح حول عرضها الأخير الذي تضمن مجموعة من التحفيزات مقابل تعليق طهران لأنشطة تخصيب اليورانيوم. ولكن الولاياتالمتحدة هددت بفرض المزيد من العقوبات ضد إيران إن لم تقدم ردها في المهلة المحددة والتي تنتهي اليوم، تغيّر موقفها عشية انتهاء هذه المهلة وأصبحت أقل إلحاحا بعد أن قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية سان ماك كورماك إن المهم ليس في الأيام لاكن الأهم يبقى أن الرد إلايراني سيكون قريبا. وتنتظر الدول الغربية ردا واضحا من السلطات الايرانية على المقترح الذي عرضته مجموعة الخمسة زائد واحد التي تضم الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وألمانيا بعد أسبوعين على اجتماع جنيف في ال19 جويلية الماضي الذي عقده كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وممثلي الدول الست. وحذرت واشنطن وباريس إيران من أنها في حال لم تحقق ذلك سيتقرر تشديد العقوبات الدولية التي اصدرها مجلس الأمن الدولي ضمن ثلاث لوائح تطالب طهران بتعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم. والواضح من خلال تصريحات المسؤوليين الإيرانيين الذين أكّدوا تمسك طهران ببرنامجها النووي إلى غاية نهايته، أن الردّ الذي تنتظره الدول الغربية من إيران لن يكون كما ترغب هذه الدول وهو ما يعني استمرار القبضة بين الجانبين لمزيد من الوقت.