قللت السلطات الإيرانية أمس من أهمية العقوبات التي هددت الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة بفرضها عليها في إطار القبضة القائمة بينهما على خلفية اصرار طهران على مواصلة برنامجها النووي. وقال غلام حسين الهام الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام أن العقوبات الجديدة من جانب الاتحاد الأوروبي ضد بلاده ستفشل ولن تاتي بالنتائج المنتظرة منها. وقال المسؤول الايراني بعد الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء امس "إن هناك بعض الدول التى ترغب فى استخدام عقوبات جديدة..لكن هذه الجهود السياسية والحرب النفسية لن تثمر فى نهاية المطاف" . وجاء رد الفعل الإيراني مباشرة بعد قرار دول الإتحاد الأوروبي بالشروع في تنفيذ سلسلة العقوبات التي صادق عليها مجلس الأمن الدولي شهر مارس الماضى على إيران على خلفية رفضها وقف برنامجها النووي. وينتظر على أساس قرار الاتحاد الأوروبي ان تمنتع دوله السبع والعشرين عن تقديم مساعدات مالية أو قروض للحكومة الإيرانية بالاضافة الى تشديد مراقبتها لتعاملات مصارفها الخاصة مع المؤسسات الإيرانية وخاصة بنك "صادرات" احد اهم البنوك الايرانية المتعاملة مع ايران. كما ستقوم الدول الاوروبية وفق مضمون سلسلة عقوبات مجلس الأمن الدولي بتفتيش كل الشحنات التي تنقلها شركات الشحن الجوى الإيرانية لمنع اية محاولة لتزويد إيران بمعدات نووية. ولكن الناطق باسم الحكومة الإيرانية قلل من أهمية هذه العقوبات على بلاده وقال "إن لإيران الآن بنية أساسية وخطط استراتيجية لمواجهة العقوبات لكن فى واقع الأمر الموقف الايراني الصارم والشفاف في الخلاف النووي لن يتغير مع العقوبات والتهديدات. وكانت دول الاتحاد الأوروبي أرجأت تطبيق سلسلة العقوبات الثانية التي صادق عليها مجلس الأمن الدولي شهر مارس الماضي ضد ايران وفضلت إبقاء باب المفاوضات الدبلوماسية مفتوحا مع طهران وأوكلت مهمة الاتصالات معها إلى المسؤول السامي للسياسة الخارجية في الاتحاد الاسباني خافيير سولانا. ولكن مفاوضات هذا الأخير مع رئيس المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي الاخيرة في جنيف لم تنته إلى اية نتيجة ملموسة، كما ان الرد الايراني على مجموعة التحفيزات التي قدمتها الدول الغربية الى طهران مقابل تخليها عن برنامجها النووي لم ترق إلى ما كانت تنتظره. ورفضت السلطات الايرانية صفقة "التجميد مقابل التجميد" تلتزم بمقتضاها طهران بتجميد برنامجها لتخصيب اليورانيوم على ان تلتزم الدول الغربية على تجميد عقوباتها عليها ضمن ما يعرف بالسلسلة الثالثة من العقوبات. وتضغط الولاياتالمتحدةالأمريكية هذه الأيام بكل ثقلها الدبلوماسي من اجل إقناع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي المصادقة على هذه العقوبات في اطار سياسة العصا التي تنتهجها تجاه ايران، في نفس الوقت الذي تلوح فيه باحتمال اللجوء إلى خيار القوة العسكرية ضدها والانتهاء من هذه الازمة بصفة نهائية.