خص رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وكالة الأنباء الصينية بحديث صحفي هذا نصه: -السؤال: ما هو تقويمكم للعلاقات بين الصين والجزائر؟ *الجواب: إن العلاقات بين الجزائر والصين علاقات مثالية من حيث إنها تقوم على صداقة وتضامن لا ينفصمان يعودان إلى زمن كانت الجزائر تكافح من أجل استقلالها. هذا السياق التاريخي هو بالذات الذي ساهم في إضفاء اللحمة على علاقاتنا وهيكلتها على المدى الطويل. نحن سنحتفل هذه السنة بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بيننا. أنتم تعلمون أن الجزائر ساندت بفعالية سنة 1971 عملية استعادة جمهورية الصين الشعبية حقوقها المشروعة في منظمة الأممالمتحدة، لاسيما منها صفة العضو الدائم بمجلس أمنها. ويتجلى التزام الجزائر المتضامن مع الصين كذلك في ثبات موقفها المساند للحكومة الصينية حول مسألة تايوان الموقف الذي تم تأكيده مرارا وتكرارا بأقصى حزم وصرامة دعما لمبدأ وحدة جمهورية الصين الشعبية وسلامتها الترابية بصفتها الممثل الوحيد للشعب الصيني. لقد سعينا خلال السنوات الأخيرة بدعم ثمين من الرئيس هو جنتاو إلى تعزيز وتكثيف العلاقات الثنائية وتطوير التشاور السياسي على ضوء الزيارات والاتصالات العديدة التي تم القيام بها على أعلى مستوى. وأذكر بهذا الشأن أنني قمت بزيارتي دولة للصين سنة 2000 و2006 وأن صديقي الرئيس هو جنتاو قام بزيارة دولة إلى الجزائر سنة 2004 سبقتها زيارة الرئيس جيان زمين سنة 1999 . وقد أبرمنا في نوفمبر 2006 إعلانا حول تعميق علاقات التعاون الاستراتيجي بين بلدينا يمهد السبيل أمام ازدهار علاقات التعاون في قاطبة المجالات ذات الاهتمام المشترك. والتواجد الهام والذي يلقى كبير الاستحسان للعاملين الاقتصاديين الصينيين بالجزائر في شتى المجالات ومشاركتهم في إنجاز العديد من المشاريع التنموية والارتفاع المعتبر لحجم المبادلات التجارية الذي بلغ 82ر3 ملايير دولار سنة 2007 تقيم كلها الدليل والبرهان على الطابع الهام والاستراتيجي للتعاون الجزائري الصيني. وسيزيد فتح الخط الجوي بين الجزائر وبكين بالتأكيد الأواصر بين بلدينا وثوقا ومتانة بما سيحفز حتما علاقات التعاون الثنائية. -السؤال: هل تعتقدون انه بإمكان الصين أن تنجح في تنظيم الألعاب الأولمبية وما الذي تقولونه للمتفرجين الصينيين؟ *الجواب: لا يخامرني أدنى شك في قدرة الصين على تنظيم الألعاب الأولمبية هذه. بل إنني أكثر من ذلك متيقن من أن هذه الألعاب ستكون بمثابة الحدث الأبرز في هذه العشرية وأنها ستجري وفقا لما تقتضيه أعراف الروح الأولمبية المرادفة للتنافس النزيه وللتبادلات الثقافية والبشرية. لقد حازت بعد الإنجازات التقنية والهياكل القاعدية وتهيئة المواقع لاستقبال مختلف الوفود وأفواج السياح إعجاب العالم وشكلت في حد ذاتها نجاحا لافتا للألعاب الأولمبية ولجمهورية الصين الشعبية. إن المتفرجين الصينيين والزوار الأجانب سيتمتعون بحظوة حضور تظاهرة رياضية كبرى تنظمها الصين لأول مرة، تظاهرة ستتميز بالتأكيد بمشاركة قياسية للرياضيين الصينيين والأجانب بما يضفي مزيدا من التألق على هذه الألعاب ويزيدها صيتا وذيوعا. ولو كانت لي أن أتوجه للمتفرجين الصينيين بالذات لاقتصرت على الإعراب عن إعجابي بالنجاح المحالف لتنظيم بلدهم الألعاب الأولمبية والذي يحق لهم بكل مشروعية أن يفتخروا ويعتزوا به. والحال أنني متيقن من أنهم وفاء منهم لتقاليدهم الثقافية العريقة لن يدخروا جهدا كل من موقع عمله ليعطوا من حيث أنهم سفراء أفضل صورة عن وطنهم العظيم والجميل وعن خصال الأمانة والسخاء والشجاعة التي يتحلى بها شعبهم الجدير بالتبجيل" .