أكد عملاق الأغنية السوفية، الفنان عبد الله المناعي، أن شهرته الفنية بعد 41 سنة من العطاء الفني والإبداع في الأغنية الجزائرية وإيصال الأغنية السوفية المحلية إلى العالمية، جاء من نقاء إحساسه وتواضعه مع الجمهور، إلى جانب استقامته في الأغاني المهذبة والنظيفة، فكل هذه العوامل تصنع نجاح أي فنان وتساعده على اقتحام باب العالمية والشهرة النظيفة بعيدا عن الغرور. وحسب أيقونة الأغنية السوفية المناعي، فإن إبداعه الفني أخذه عن المرأة، الكائن الرائع الذي يمثل أمه وزوجته وأخته وكل امرأة لها فضل في صناعة الإبداع الداخلي له، باعتبارها مهد الحضارات والتواصل الروحي، فغناؤه للاضطهاد والظلم والحقرة والحنان والجمال والحب، كل هذه المضادات صنعت أغنياته في الساحة الفنية. قال مناعي بأنه لعب دورا فريدا من نوعه في أداء الأغنية السوفية المحلية على مراحل عديدة، رغم بعض المعوقات التي صادفها خلال مشواره، لكن إيمانه بالنجاح سمح له بتمرير ورقة التراث الصحراوي الجزائري بطريقته الخاصة بعيدا عن التقليد أو استعمال الكلمات الهابطة أو موسيقى لا تليق بمقام الغناء السوفي. واعتبر نفس المتحدث أن مدرسة غنائه صعبة لأن استعراض مثل هذه الألوان يتطلب نفسا طويلا وعملا جادا، مذكرا بأن الأغنية السوفية في وقت مضى كانت تقدم على شكل موال طويل ونظيف وهو سر نجاحها في العالم العربي وفي الخارج، رغم أدائها بواسطة أجهزة بسيطة، منها الزرنة التي لطالما اصطحبت الفنان الكبير خلال كل المهرجانات، السهرات والأفراح. وأضاف المناعي قائلا بأنه رغم بلوغه 70 سنة من العمر، إلا أنه مازال يغني بقوة و بأداء مميز، نظرا لعشقه الكبير للأغنية السوفية المحلية. مؤكدا أنه يشعر بالفرحة عندما يقدم قطعا غنائية تدخل البهجة على المتفرج وعشاقه. وعن خفته في الرقص الذي يعطي لحفلاته ميزة رائعة، قال المناعي بأن ذلك من تراثه وتقاليده، مشيرا إلى أن الفنان الحقيقي هو الذي يحب لباسه ورقصاته وأغانيه وفنه بقلبه، وهذا يحافظ على تواجده على الركح أمام جمهوره، مضيفا أن ليس له خلفيات ولا يعرف لغة الماديات للتظاهر أمام الناس.