عادة ما يكون الصيف الإطار الزماني للأفراح والولائم، التي تأتي في مقدمتها حفلات الزفاف التي تتوزع بين كوكتال من الطقوس تختلف من مجتمع لآخر، لتتميز بخصوصيات تحكمها تقاليد المناطق والبلدان، وعن عادات وتقاليد الأعراس في الصحراء الغربية، نقلت "المساء" صورة من خلال جلسة تحت خيمة الوفد الصحراوي المنصبة بساحة البريد المركزي في هذه الآونة... تفاصيل عن خصوصيات الأعراس بالصحراء الغربية، جاءت على لسان السيدة دويدة بلة أمبارك، التي حضرت رفقة الوفد في إطار تظاهرة صيفيات الجزائر الوسطى، وفي إطار التوأمة بين هذه الأخيرة ومدينة العيون. منذ القدم توافق الناس في الصحراء الغربية على أن تتم الخطبة بالتوجه نحو أهل الفتاة المراد خطبتها، وإذا قبل الوالدان بعد التشاور مع الأقارب، تزف البنت دون أن ترى العريس الذي سيشاركها حياتها! ولحسن الحظ تلاشت حاليا هذه العادة، التي تجبر الفتاة على الارتباط دون أن يكون لها رأي في الموضوع، حيث أصبحت الخطوبة مرهونة برضى الطرفين... بعد الخطوبة تحضر الفتاة المخطوبة جهازها الذي صار يحتوي على 12 ملحفة مختلفة (الفستان التقليدي الصحراوي) وماكياج طبيعي، بعد أن كان جهازها في الماضي يقتصر على ملحفة واحدة سوداء مصحوبة بإزار أبيض، أما مهر العروس فيكلف الرجل 40 رأسا من الإبل، اذ يتم نحر جمل او اثنين أو أكثر حسب عدد المدعوين عندما يعقد الرجل قرانه على المرأة رسميا، كما يتم النحر في اليوم الموالي الذي تزف فيه العروس الى بيت الزوجية. وتظهر علامات العرس من خلال خيمة بنية مصنوعة من الوبر، حيث تنصب في يوم الزفاف الذي يتميز فيه الرجال بالركوب على الجمال، وهي عادة تسمى "الرحلة"، فضلا عن ارتداء الزي التقليدي الذي يتكون من قميص يسمى "الدراع" وسروال جلدي يعرف ب"الكشاط"، كما يضعون اللثام، ونفس الزي يظهر به العريس يوم زواجه، إلا أن اللثام الذي يعلو رأسه ويغطي جزءا من وجهه، يتميز بكونه جديدا ومصنوعا من "النيلة". أما العروس فتتميز في ليلة اللقاء السعيد، بتسريحة الضفائر و"الخرز" الذي يثبت في شعرها، وكذا بالحناء التي تخضب بها يديها وقدميها، في حين يتمثل ثوب الفرح في الملحفة السوداء المصحوبة بإزار أبيض، وتتجمل العروس يوم عرسها بالخلاخل وأسوار تسمى تسابيح الفضة. وتستمر أجواء الفرح لمدة سبعة أيام، حيث يتميز اليوم الثالث بتوجه العروس نحو أهلها لتمكث معهم الى غاية اليوم السابع، وخلال تلك الفترة يتولى العريس تزويدها بالذبائح، لكن الاستثناء يفرض على العروس أن تسكن مع زوجها في بيت أهلها في حالة اذا ما كانت وحيدة أمها. وبخصوص مأدبة الطعام التي يقيمها العروسان على شرف المدعوين، والتي تعبر عن نية تكريمهم، فتشمل لحم الإبل، التمر، "الزرع"، وهو حساء مصنوع من دقيق الشعير والكسكس، أما حفل الزفاف فتحييه فرقة فنية تتكون من مجموعة من الرجال والنساء يتولون أداء أغان شعبية وأناشيد وطنية.. لكن الأعراس في الوضع الراهن تغيرت كثيرا في الصحراء الغربية، بسبب ظروف الاحتلال التي جعلت حفلات الزفاف تتخذ طابعا احتفاليا بسيطا، اختزل ليالي العرس السبع في يوم واحد، كما خفضت قيممة المهر الى عشرين ألف دينار، بعد أن كان يتمثل في 40 رأسا من الإبل، ذلك أن الظروف المعيشية الصعبة للاجئين الصحراويين غيبت العديد من العادات والتقاليد.