عادات الزواج عند الأسر الجزائرية التي وإن اختلفت في ما بينها في بعض العادات والطقوس، إلا أنها تشترك في بعض الأساسيات التي لا يمكن الخروج عنها، ولكن ما يحدث لدى المجتمع الصحراوي وحتى التيندوفي بحكم التقارب والاحتاكك بتواجد مخيمات اللاجئين يجعل هذه المنطقة تتميز بتقاليد قد يطغى عليها جانب التبذير في مصاريف الزواج إلى جانب طقوس تقترب إلى الطرفة منها إلى شيء آخر. فاطمة حاكمي جواز السفر إلى الخطبة يكون بجملة واحدة الخطبة لدى العائلات الصحراوية تتميز بنوع من الانفتاح وإعطاء المرأة الحرية الكاملة في التعبير عن رأيها في الخاطب حيث يقصد هذا الأخير بيت المرأة المراد خطبتها وبحضور العائلتين أمام جلسة شاي حميمية تكون قد قدمتها العروس، إذ أنها لا تغادر المكان بل تنظم إلى الجماعة وتوجه للخاطب عبارة متداولة لدى سكان بوليساريو تقول فيها »إذا كنت باغي الخيمة مرحبا بك وإذا كنت باغي الطريق، الباب يمرّڤ جمل« وهي جملة الغرض منها وضع النقاط على الحروف وعدم تمكين الخاطب من التقاعس في إكمال مراسم الزواج ودعوة قبل كل شيء إلى الخاطب لتقدير المرأة وإغلاق كل الأبواب حسبهم نحو للتلاعب بها خارج إطار الروابط الشرعية. بعد إتمام مراسم الخطبة يبقى الخاطب يتردد على منزل الخطيبة لتبادل الحديث حول مستقبلهما، وللخاطب الحق في معرفة تحركات خطيبته ولو تعلق ذلك بخروجها إلى منزل الجيران. تكاليف الجهاز والعرس كلها على عاتق الزوج من التقاليد الغريبة والمتميزة فعلا في هذ المنطقة أن العريس يتكلف بكل ما يتعلق بجهاز العروس بداية من أبسط شيء إلى التأثيث ومصاريف العرس فيما لا تتحمل المرأة ولو القليل من هذه المصاريف ولو لشراء أدوات للتجميل أو حذاء. وتصل تكاليف الزواج إلى ما يقارب 60 مليون سنتيم تشمل كل الأمور من لباس ومواد غذائية وأجهزة كهرومنزلية التي حسب ما قيل لنا أن بعضها يشتري بكميات كبيرة من موريطانيا وبعضها من الجزائر. وعلى سبيل المثال فإن الأغطية تصل إلى 100 لحاف و 100 قارورة عطر و 100 غطاء شتوي واثنين من الأفرشة الأرضية ناهيك عن شراء اثنين من الإبل أحدهما ينحر نهار العرس والثاني في الليل. البحث عن العروس ليلة زفافها الطريف في عادات الأعراس الصحراوية وبالتحديد ليلة الدخلة هو ذهاب العروس إلى إحدى صديقاتها ليتم البحث عنها في تلك الليلة من طرف أصدقاء العريس، وبعد العثور عليها تؤخذ برفقة صديقاتها إلى خيمة العريس تحت الأنغام الحسانية والهول والتي تقوم بأدائها فرق موسيقية معروفة يتم دعوتها بمبلغ 3 ملايين سنتيم لتنشيط ليالي العرس الثلاث.