أبدت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، نهار أمس، ارتياحها لسير مشاريع قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، حيث وقفت رفقة السلطات المحلية وعلى رأسها المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بعاصمة الشرق، على أهم المشاريع المبرمجة في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015. واستهلت الوزيرة نادية لعبيدي زيارتها إلى قسنطينة، بتفقّد أشغال قاعة الحفلات الكبرى (الزنيت) بسطح عين الباي مقابل المطار الدولي محمد بوضياف، إذ فاقت نسبة الإنجاز بها ال60 بالمائة، والتي أوكلت أشغال إنجازها إلى شركة صينية؛ حيث وعد القائمون على هذا المشروع بتسليمه قبل شهر ديسمبر من السنة الجارية. كما عرّجت الوزيرة على مشروع قصر المعارض، الذي أوكلت مهمة إنجازه إلى شركة إسبانية بعدما تم سحبه من المؤسسة الجزائرية التي أخلت بشرط احترام الوقت. وزارت الوزيرة أيضا مشروعي ترميم قصر الثقافة مالك حداد ودار الثقافة محمد العيد آل خليفة بوسط المدينة، وكذا مقر الولاية القديم بنهج سويداني بوجمعة، الذي تم تحويله إلى مركز للفنون المعاصرة، والذي سيحتضن مقر المدرسة الجهوية للموسيقى، التي ستكون بمثابة مدرسة عليا في الموسقى الكلاسيكية والأندلسية، حسب تأكيد الوزيرة، التي حرصت على وضع القانون الأساسي لكل الهياكل الجديدة المنجزة، مع تعيين مسيّريها قبل تدشينها لربح المزيد من الوقت، وإعطاء الأولوية في التسيير للشبان من أبناء المدينة، مضيفة أن برنامج الوزارة يتابع كل برامج الإنجازات التي تضم 5 هياكل جديدة وأيضا كل برامج الترميمات. وفتحت وزيرة الثقافة نقاشا مع الأسرة الفنية والثقافية بقسنطينة بمقر الولاية الجديد بدقسي عبد السلام، تطرقت فيه لأهم النقاط المدرجة في البرنامج اللامادي لتحضير تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015؛ حيث تم عرض البرنامج الأولي في انتظار الإثراء من طرف الفنانين، المثقفين وجمعيات المجتمع المدني. وقالت الوزيرة إن فتح نقاش مع فناني قسنطينة هو مد لجسور التواصل بين عمل الحكومة وأهل الاختصاص لإنجاح التظاهرة. كما تطرقت الوزيرة خلال مداخلتها، لقضية وضع قسنطينة في قلب الحركة الثقافية العربية، معتبرة أن مدينة ابن باديس ستكون لها مسؤولية كبيرة؛ لأنها ستكون مرآة الذاكرة العربية الإسلامية، ومنارا يضيئ كامل أرجاء الوطن العربي. وأكدت نادية لعبيدي أن الباب مفتوح لكل أهل قسنطينة؛ من أجل اقتراح أفكار جديدة، خاصة فيما تعلّق بالمشاريع التي يتم إنجازها أو مشاريع جديدة. وقالت إن وزارتها تريد مساهمة الجميع بعيدا عن الإقصاء والتهميش، معتبرة أنه لازال هناك وقت لاقتراح مشاريع جديدة، وأن الولاية لاتزال تملك وعاءات عقارية من أجل مشاريع جديدة بسطح عين الباي، وعبر البلديات الاثنتي عشرة، وعلى رأسها بلدية الخروب، التي تُعد ثاني تجمع سكاني بعد البلدية الأم. وركزت الوزيرة على موضوع المحتوى والنشاطات التي ستميز التظاهرة، مؤكدة أن وزارتها تريد أن تؤسس لفعل ثقافي بقسنطينة، يمتد إلى ما بعد التظاهرة. وشارك في إثراء الحوار الثقافي ثلة من الفنانين المعروفين، على غرار المايسترو أمين قويدر، الذي تحدّث عن تطوير الجانب الموسيقي في برنامج التظاهرة، وكذا عميد أغنية المالوف الحاج محمد الطاهر الفرقاني، الذي طالب بإنشاء أوركيسترا وطنية خاصة بالموسيقى الأندلسية.