أعلنت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي إبان زيارتها التفقدية بحر هذا الأسبوع لعاصمة الثقافة العربية 2015، قسنطينة، عن ترسيم صالون دولي للكتاب لولاية قسنطينة بهذه المناسبة الثقافية الكبرى. وأفادت السيدة الوزيرة أن الصالون سيكون موعدا سنويا متميزا لمدينة العلوم والجسور المعلقة، ليشع بأنوار المعرفة على كل المنطقة. وجاءت زيارة وزيرة الثقافة لتفقّد مدى تسارع إنجازات المرافق التي يتم إنشاؤها، لتكون بجِد قسنطينة حاضنة للثقافة العربية؛ لما لهذه المدينة من تاريخ حضاري عريق، ساهمت به في بناء وإثراء رصيد الحضارة والثقافة العربيتين. ومن جملة هذه المشاريع التي تم تسطيرها وأعلنت عنها السيدة الوزيرة، 75 مشروعا تابعا للتراث المادي واللامادي، ستكون محل عملية التأهيل والتثمين في ظل قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015. كما أكدت الوزيرة أنها تتابع إجراءات الإنجاز والتحضير لهذه التظاهرة الثقافية، من خلال زيارة ميدانية تمت برمجتها خلال شهر نوفمبر المقبل، إلى قسنطينة مع مسؤولي الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، لإعادة تأهيل المواقع الأثرية والثقافية للمدينة؛ باعتبار أن التأهيل في حدّ ذاته ممارسة فنية يجب التحكم فيها. ورأت الوزيرة من باب قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، فرصة ذهبية لتكوين المتخصصين في الترميم، واستشهدت بعملية ترميم قصر أحمد باي بقسنطينة، على أنها دليل على وجود قدرات جزائرية متخصصة. كما ستتم بمقتضى هذه العملية عمليات شراكة مع مكاتب دراسات أجنبية متخصصة في ميدان الترميم؛ من أجل بعث عمليات إعادة التأهيل. وألحت الوزيرة على الدور الذي يجب أن تقوم به القدرات المحلية في ميدان تكوين المتخصصين في مجال التأهيل والترميم حتى وإن كان عددها محدودا. وفي إطار هذه الزيارة الميدانية، أكدت الوزيرة أن 50 بالمائة من المنشآت المبرمجة لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، تكون جاهزة يوم انطلاق هذا الحدث الثقافي. وأضافت أن الهدف الرئيس من تنظيم هذه التظاهرات الثقافية الكبيرة، يرمي أساسا إلى تدارك التأخيرات المسجلة في مجال المنشآت، وأن ما تبقّى منها سيتم استلامه على امتداد التظاهرة. وفي تطرقها للجانب الثقافي لهذه التظاهرة، أكدت الوزيرة أنه سيتم ضبطه رسميا يوم 30 نوفمبر القادم، مشيرة بهذا الخصوص إلى أن لجان العمل المختلفة المشكَّلة لهذا الغرض، تواصل استقبال المقترحات التي يتشكل من خلالها البرنامج الثقافي العام للحدث. كما أشارت في إطار الندوة الصحفية التي عقدتها بهذه المناسبة، إلى أن عملية إنجاز الوسم المميز للتظاهرة، ستكون محل إعلان ترشح في غضون جانفي المقبل، وأن موقع “واب” الخاص بالحدث قد تم إنجازه من طرف شبان قسنطينيين في أتم الروعة. ومن المشاريع الكبرى في إطار عاصمة الثقافة العربية 2015 إنجاز قصر للثقافة ومكتبة حضرية ومتحف وأروقة للعرض ومتحف للفنون والتاريخ، وقاعة للعروض تستوعب 3 آلاف مقعد وقصر للمعارض. وسيسيّر قاعة العروض الجاري إنجازها 10 شبان، سيتابعون تربصا تكوينيا بأوبرا ببكين في الصين الشعبية، كما صرحت بذلك الوزيرة خلال زيارتها التفقدية للمشاريع المنتظر إنجازها؛ تحضيرا لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، والتي أبانت فيها عن عدم رضاها عن بعض الهياكل، كتلك التي لم يتم فيها حسبها اختيار الأرضية الخاصة بتشييد الصرح الثقافي بمحاذاة جامعة قسنطينة 01، هذا الصرح الذي رصدت له الوزارة غلافا ماليا مقداره 440 مليار سنتيم، واعتبرته من حيث المكان بعيدا عن الأطفال والطلبة، الذين من المفترض أن يستفيدوا من مرافقه. كما أشرفت الوزيرة على وضع حجر الأساس لمتحف الفن والتاريخ بمنطقة باب القنطرة، وعاينت عدة مشاريع ستنطلق قريبا، في الوقت الذي أعطت الإشارة لانطلاق مشروع قاعة العرض “الزنيت” بحي زواغي سليمان ومشروع أروقة المعارض، اللذين تم تخصيص لهما مبلغ مالي قدره 25 مليار سنتيم، أوكلت مهمة إنجازهما لشركة صينية. كما ألحت الوزيرة خلال تفقّدها لهذه المشاريع، على ضرورة استلامها في بداية مارس 2015 من أجل استدراك النقص في المنشآت بولاية قسنطينة. وأشارت الوزيرة إلى أنه تم استرجاع 06 قاعات سينما، ثلاث منها تكون جاهزة مع بداية التظاهرة، بالإضافة إلى إنشاء مركز إعلام دولي، يكون في مستوى عاصمة الثقافة العربية، وأن زيارتها في شهر نوفمبر القادم لقسنطينة، ستكون مركَّزة على المشاريع الخاصة بالتراث، والتي يزيد عددها عن 75 مشروعا، والزيارة التي تقودها إلى قسنطينة في شهر ديسمبر ستكون خاصة بغلق الدوائر الثقافية التي فُتحت خلال الاجتماع التشاوري السابق.