أكد العديد من المختصين والمهندسين المعماريين ومختلف المسيرين على مستوى المديرية الجهوية للقياسات التقنية بوهران أن البنايات المشيدة حديثا والتي يتم انجازها حاليا غير آمنة خاصة تلك التي يتم بناؤها على مستوى العديد من الولاياتالغربية. هذا الوضع كشفه المدير الجهوي وأحد مستشاريه من خلال القول بأن أمن هذه البنايات والعمارات نسبي جدا وأن أمر سقوطها غير مستبعد في حالة حدوث زلزال متوسط القوة أو حدوث أي كارثة عمرانية، كما أن حجم الخطر سيكون مضاعفا أكثر بالنسبة لجملة المشاريع الجاري انجازها بداية من هذه السنة. ويحمل عدد من المعماريين المختصين في مجال الهندسة المعمارية المسؤولية الى هيئة المراقبة للبناء والمشرفين عليها كونها تتحاشى العمل مع ديوان القياسات القانونية لمراقبة اجهزتها التقنية ومعاينتها وحتى تفتيشها ليعتمد في نهاية الأمر على اجتهادات خاصة بمضاعفة معاملات الأمان للتقليل من إمكانية حدوث أي خطر. وحسب أحد المهندسين المعماريين العاملين بمديرية القياسات التقنية بوهران فإن هذه الحسابات التي يلجأ إليها مسؤولو المراقبة التقنية للبناء هي نسبة وغير دقيقة أي أن الاعتماد عليها بشكل دائم ومطلق في ضبط وتحديد سلامات بناء الأعمدة والإسمنت المسلح أمر خاطئ وخطير بإمكانه تهديد سلامة المواطن والتسبب مستقبلا في عواقب وخيمة. كون الاعتماد على المعطيات التي تقدمها معدات مراقبة ضغط البنايات وحجم مقاومتها وقدرتها على التحمل أمور غير سليمة وليست دقيقة ومن ثم فإن الواقع كشف العديد من التجاوزات الخطيرة كالاعتماد على خلاطات الاسمنت مختلة وغير سليمة وهو ما من شأنه اعطاء نتائج عكسية تؤثر على إنجاز البرامج السكنية وما ينجر عن ذلك في التأخر في استلامها وغير ذلك من المشاكل الأخرى التي تنجم عن عمليات الإنجاز، كما حدث على سبيل المثال لا الحصر لأعمدة وخراسانات احدى البنايات غير السليمة التي تم تهديمها كلية وإعادة انجازها بعد أكثر من عامين من اكتشاف أمرها الأمر الذي كلف الخزينة أموالا طائلة والمقاول عقوبة صارمة والمواطن تأخرا في استلام سكنه وحل مشاكله الاجتماعية.. ورغم هذا مازالت العديد من المقاولات ومؤسسات البناء تستعمل بشكل عادي هذه الخلاطات المركزية للاسمنت المسلح رغم رفع نتائج العمل المنجز من طرف تقنيي ومهندسي ديوان القياسات القانونية للبناء الذي يجري تحاليل على عينات من الأعمدة والركائز والخرسانات بواسطة أجهزة تقنية متطورة لتبقى العديد من البرامج والمشاريع السكنية في طور الإنجاز حاليا عرضة لأي خطر قد يهددها ولعل ما كشفته الأمطار الأخيرة التي تهاطلت على وهران طيلة ثلاثة أيام فقط خير دليل على هشاشة مختلف أشغال البناء سواء في العمارات التي كانت اسقفها تتقاطر أو الطرقات التي كانت بالوعاتها غير سليمة.