هدد الاتحاد الافريقي بتجميد عضوية موريتانيا على إثر الانقلاب العسكري الأخير الذي أطاح بنظام الرئيس المنتخب الشيخ ولد سيدي عبد الله، إذا لم يعد هذا الأخير إلى السلطة. وينطلق موقف الاتحاد الافريقي من أحد مبادئه الأساسية المقدسة، وهي رفض وإدانة أي تغيير غير دستوري للحكومات في القارة، ومن التجاوب الدولي مع هذا الموقف حيث يزداد الضغط على منفذي الانقلاب للتراجع عما قاموا به. ويسعى الاتحاد الإفريقي من خلال السهر على التزام الدول الأعضاء بالمبادئ التي تنص عليها المادة الرابعة من القانون التأسيسي للاتحاد، الذي صادقت عليه، إلى عدم الإنحراف بمبادئ السلم وضمان تعزيز السلم والأمن والاستقرار في القارة الإفريقية. فالتحديات التي تواجهها دول القارة هي تحديات خارجية وتتمثل في محاولات المساس بسيادتها واستقلالها السياسي والاقتصادي، وتحديات داخلية تتمثل في رهانات التنمية وتوطيد النظام الديمقراطي ومؤسساته الدستورية. ولا يمكن مواجهة هذه التحديات دون استقرار بلدان القارة وبناء الديمقراطية وتعزيز المشاركة الشعبية في الحكم عن طريق الانتخابات، ومن هذا المنطلق تبرز أهمية حرص الاتحاد الإفريقي على احترام المؤسسات الدستورية وعدم تغيير الحكومات بأساليب غير دستورية حفاظا على الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي للبلد نفسه، ومنه استقرار القارة بأكملها، وما ينطبق على موريتانيا ينطبق على أي بلد افريقي عضو في الاتحاد، ذلك أن الاستقرار هو مفتاح حل كل المشاكل التي تعانيها شعوب القارة.