بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل أب الرواية الجزائرية، الروائي والمجاهد الطاهر وطار، المصادف ل 12 أوت من كل سنة، نظمت الجمعية الثقافية «نوافذ ثقافية» بالتنسيق مع جمعية «الكلمة للثقافة والإعلام»، أول أمس، وقفة ترحمية على قبر الراحل المتواجد بمربع الشهداء بمقبرة العالية. حضر هذه الوقفة الترحمية مجموعة من الإعلاميين والمثقفين، من بينهم الأستاذ الجامعي المتقاعد ورفيق درب الفقيد ورئيس الجمعية الثقافية «الجاحظية»، محمد تين وكذا الأستاذ الجامعي لزهر ماروك. وفي سياق متصل، أشاد رفيق الفقيد الأستاذ الجامعي المتقاعد محمد تين، في كلمة ألقاها بالمناسبة بعد أن تم وضع باقة ورد على قبر الفقيد من قبل ابن أخيه رياض وطار بخصال ومناقب الفقيد، مستذكرا إسهاماته إبان الثورة التحريرية الجزائرية من خلال كتاباته في مختلف المنابر الإعلامية حينما كان يدرس في جامع الزيتونة بتونس. كما أفاد المتحدث أن الفقيد كان يتسم بسلوك متواضع قريب من المواطن البسيط ومدافعا عن اللغة العربية، مما سبب له مشاكل من قبل اللوبي الفرنكوفوني، ومن جهته استذكر رئيس جمعية «الكلمة للثقافة والإعلام»، عبد العالي مزغيش، اللحظات الأولى لتعرفه بالروائي الراحل والمجاهد الطاهر وطار، مستدلا بحفاوة الاستقبال التي كان يتلقاها من قبله حينما كان يزوره بمقر جمعية «الجاحظية». واغتنم رئيس الجمعية الثقافية «نوافذ ثقافية» الروائي والإعلامي وابن شقيق المرحوم رياض وطار، فرصة تنظيم الوقفة الترحمية ليعلن عن تأسيس جائزة الطاهر وطار للرواية مخصصة لفئة الشباب بمناسبة مرور الذكرى الرابعة لرحيله، مضيفا أنها ستعمل على تكريس اسم الفقيد من خلال إبراز المواهب الشابة ذات القلم الجاد، بالتالي تكون خير سفير للأدب الشبابي عبر مختلف أقطار العالم العربي والعالم. ولم يخف المتحدث أن اختيار منح الجائزة لفئة الشباب جاء كخيار منطقي، مرجعه أن الروائي الطاهر وطار عمل طيلة حياته على تقديم يد العون للشباب المبدع الذي كان يجد صعوبة في إصدار أولى أعماله. فيما استرجع الأستاذ الجامعي لزهر ماروك الفترة التي كان يدرس فيها بالجامعة وكان يقصد فيها جمعية الجاحظية باعتبارها الملجأ الوحيد للمثقفين والإعلاميين. للإشارة، الطاهر وطار (15 أوت 1936 في سوق أهراس، 12 أوت 2010)، كاتب جزائري ولد في بيئة ريفية وأسرة أمازيغية تنتمي إلى عرش الحراكتة الذي يتمركز في إقليم يمتدّ من باتنة غربا (حركتة المعذر) إلى خنشلة جنوبا، إلى ما وراء سدراتة شمالا، وتتوسّطه مدينة الحراكتة: عين البيضاء، ولد الطاهر وطار بعد أن فقدت أمه ثلاثة بطون قبله، فكان الابن المدلل للأسرة الكبيرة التي يشرف عليها الجد المتزوج بأربع نساء. أنجبت كل واحدة منهن عدة رجال. لهم نساء وأولاد أيضا، للطاهر وطار العديد من الأعمال الأدبية من بينها: «الشهداء يعودون هذا الأسبوع»، «اللاز»، «الزلزال»، «عرس بغل»، «الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي»و»الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء».