وقف كتاب ومثقفون وشخصيات حزبية وسياسية، أول أمس، بمقر جمعية الجاحظية، وقفة ترحم على روح الروائي الطاهر وطار بمناسبة أربعينية الكاتب الذي فقدته الساحة الثقافية مؤخرا إثر مرض عضال، وكانت هذه الوقفة مناسبة للتذكير بمناقب الروائي الطاهر وطار والإشادة بدوره الكبير في خدمة الفعل الثقافي عبر جمعية الجاحظية. تحدث الكاتب محمد تين في تدخله عن مسار الفقيد الذي استغرق نصف قرن كإنسان ومناضل ومثقف مبدع، كما تناول أهم منجزات جمعية الجاحظية التي نشطت الساحة الثقافية الجزائرية في سنوات الإرهاب، حيث أقامت الجمعية أمسيات أدبية وندوات فكرية واستضافت شخصيات ثقافية لامعة من مختلف الدول العربية، بالإضافة إلى تأسيسها لأهم جائزتين في الجزائر ويتعلق الأمر بجائزة مفدي زكريا للشعر وجائزة الهاشمي سعيداني للرواية. ومن جهته ذكر الدكتور بوزيدة عبد الله، من جامعة الجزائر، بأهم أعمال المرحوم وتوقف عند رواية ''اللاز'' التي تتحدث عن الثورة بكل أبعادها ورواية ''الزلزال'' التي تتحدث هي الأخرى عن الثورة الزراعية والصراعات آنذاك وبعد ذلك رواية ''العشق والموت في زمن الحراشي''. فأعماله، كما قال السيد بوزيدة، واكبت كل ما يجري داخل المجتمع الجزائري والتحولات داخل السلطة مثل رواية ''عرس بغل''. كما دعا الأستاذ احمد منور، وهو أحد مؤسسي الجاحظية ورفيق درب عمي الطاهر، إلى الحفاظ على جمعية الجاحظية من اجل أن تبقى كما كانت في عهد الطاهر وطار لأن الحفاظ عليها هو الوفاء الحقيقي لهذا الرجل العظيم الذي قدم الكثير إلى الساحة الثقافية الجزائرية والعربية. أما الدكتور عمار طالبي ممثل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فتحدث عن انضمام الطاهر وطار إلى جمعية العلماء والمدرسة الباديسية ثم جامع الزيتونة، مضيفا أن الساحة الثقافية فقدت بفقدانه رجلا عظيما وقلما روائيا كبيرا طالما أثارت كتاباته الإعجاب وحظيت بالترجمة إلى اللغات الأخرى وبقت تراثا تتدارسه الأجيال اللاحقة. واعتبر الدكتور علي ملاحي الطاهر وطار رؤية إبداعية قادرة على تجاوز الزمان والمكان، وأن أعماله رصيد إبداعي لا ينضب، وروحه الإبداعية لا تزال ترخي ظلالها على الجاحظية وعلى الحياة الثقافية الجزائرية. من جهته ذكر مدير التراث التاريخي والثقافي بوزارة المجاهدين الدكتور إبراهيم عباس باليوم الذي رافقه فيه عمي الطاهر إلى القاهرة حيث قدم تحليلا شاملا عن قصته التي تحمل عنوان ''الزنجية والظابط''، حيث تنبأ عمي الطاهر بما سيحدث في 05 أكتوبر 1988 فوصل تحليل الأستاذ ابراهيم عباس إلى أنه لا توافقية للحكم في الجزائر. وكان ممثل وزارة الثقافة السيد ياسر عرفات قد رثا هذا الرجل الكبير الذي ''رحل تاركا فراغا رهيبا في المنظومة الثقافية والأدبية''. وقد ضرب ممثل الوزارة موعدا لتكريم الفقيد يليق بمقامه، كما قال، بمناسبة تنظيم الصالون الدولي للكتاب في نهاية شهر أكتوبر القادم بالجزائر، مذكرا بان الوزراة كانت قد بادرت وجمعت كل أعمال الراحل الطاهر وطار وطبعتها كاملة في حلة جميلة ستصدرها قريبا.