لا ينوي مدرب المنتخب الوطني كريستيان غوركوف إحداث تغييرات كبيرة على التشكيلة التي فازت في أول مباراة من تصفيات كأس أمم إفريقيا ضد منتخب إثيوبيا يوم السبت الماضي، فقد أبدى الفرنسي رضاه عما قدّمه رفقاء فيغولي في تلك المباراة، في أول خرجة له على رأس العارضة الفنية للفريق الوطني، إلا أن طبيعة لقاء غد ضد مالي في الجولة الثانية من هذه التصفيات، تتطلب وضع بعض اللمسات على التشكيلة الأساسية من أجل تحقيق الفوز. سيحافظ غوركوف على نفس الخطة التي اعتمدها في اللقاء الماضي، والتي أتت بثمارها حين لعب ب 4-4-2، التي حررت بعض اللاعبين، وسمحت بإظهار البعض إمكانات كبيرة، على غرار اللاعب ماندي الظهير الأيمن؛ إذ سمحت له هذه الخطة بالصعود أكثر، مثله مثل مصباح؛ فلا يتوقع أن يُجري المدرب الوطني تعديلات على دفاع "الخضر" ضد منتخب مالي، خاصة أن كلا من ماندي ومصباح ومدافعي المحور مجاني وبلكالام، كانوا في المستوى، فاللاعبان الأخيران اللذان يلعبان سويا في نادي طرابزون سبور تحت إشراف مدربهم السابق في الفريق الوطني الجزائري وحيد حليلوزيتش، أكدا إمكانية الاعتماد عليهما في مباراة غد ضد مالي، خاصة أنهما يملكان بنية مرفولوجية كبيرة وقامة طويلة تسمح لهما بإحباط كل محاولات الماليين. ويعلم الجميع وخاصة مدرب الفريق الوطني، أن المهمة لن تكون سهلة ضد مالي غدا، وأن الأمور لن تكون نفسها مثلما حدث مع إثيوبيا؛ لهذا أكد للاعبيه قبل بداية الحصة التدريبية أمس، ضرورة التركيز وعدم الاستخفاف بالمنتخب المالي، الذي يملك إمكانات كبيرة. والمعروف على الصعيد الإفريقي أن هذه المباراة ستكون بمثابة تحد جديد للمدرب غوركوف، بعد أن نجح في أولى خرجاته مع الخضر إلى إثيوبيا؛ فالفوز على مالي أمام الجمهور الجزائري، سيرفع من قيمة هذا المدرب كثيرا في أعين الجمهور والمتتبعين؛ لأنه استطاع أن يقوم بما عجز عنه سابقوه على رأس الفريق الوطني؛ حيث لم يسبق لأي مدرب من الذين تداولوا مؤخرا على تدريب الخضر، وأن فاز خارج الديار في أول لقاءاته الرسمية. وقد زاد منتخب مالي من الضغط على الفريق الوطني، بعد أن فاز في أولى مبارياته أيضا ضد مالاوي، ليحتل بذلك المرتبة الأولى في المجموعة (ب)، التي كانت بحوزة الجزائر يوم السبت الماضي بعد فوزها على إثيوبيا، إلا أن فارق الأهداف في صالح الماليين، الذين لم يتلقوا أي هدف، في حين هزت شباك الخضر بهدف جاء على إثر ضربة جزاء في نهاية المباراة، وهذا ما يلزم ضرورة فوز المنتخب الوطني على مالي غدا من أجل استرجاع ريادة ترتيب المجموعة، التي تجعله يلعب اللقاءات الأخرى في ظروف جيدة. ومن أجل هذا فإنه من المرتقب أن يُجري الناخب الوطني بعض التغييرات الخفيفة على التشكيلة، تمس أساسا وسط الميدان والهجوم؛ فمن المتوقَّع أن يُقحم غوركوف بن طالب مكان لحسن أو تايدر، اللذين بذلا مجهودات كبيرة في اللقاء الماضي في إثيوبيا، مثلما صرح به المدرب الوطني. ولإعطاء انتعاش أكثر لهذه المنطقة فإن نبيل بن طالب مرشح للدخول أساسيا، خاصة في الوقت الذي يملك المدرب الوطني خيارات كثيرة ولاعبين كلهم جاهزون للّعب متى اقتضت الضرورة ذلك. أما في الهجوم فإن اللاعب سليماني، الذي لم يكمل المباراة الماضية بسبب تلقّيه إصابة لحسن الحظ لم تكن خطيرة، فمن الممكن أن يترك مكانه في مباراة غد لصالح، ربما، بلفوضيل، الذي تكلم عنه غوركوف كثيرا، وأكد أنه سيعتمد عليه مستقبلا. وسيكون هذا اليوم يوما فاصلا بالنسبة للمدرب الوطني لاختيار التشكيلة الأساسية، التي سيخوض بها مباراة غد ضد مالي؛ فهذا الأخير أظهر في اللقاء الماضي أنه يميل كثيرا إلى النزعة الهجومية مثل حليلوزيتش، وهذا ما سيجعله يختار اللاعبين الذين بإمكانهم جلب المزيد للفريق الوطني.