كشف السيد بولنوار حاج الطاهر، الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، عن أن أسعار الأضاحي عرفت انخفاضا مقارنة بالسنة الماضية، وأوضح أن بعض الأسواق تعرضها بأسعار "أقل مما سجلناها في السنوات الماضية، خاصة في الأسواق الكبيرة بولايات تبسة والجلفة وتيارت والبيّض وغيرها". قال بولنوار في حديث مع "المساء"؛ إن متوسط أسعار الأضاحي يتراوح في الأسواق الكبيرة والمنظمة بين 30 و40 ألف دينار، ويقصد بالأسواق المنظمة تلك التي تم اعتمادها هذه السنة رسميا لبيع الأضاحي على خلفية الحمى القلاعية التي أصابت رؤوس البقر مؤخرا. واعتبر المتحدث أن غياب الأسواق المنظمة في المدن الشمالية وراء رفع أسعار الكباش، قائلا بأن الأسواق العشوائية تفتح الباب على مصراعيه للمضاربة التي تعتبر سببا آخر قويا لارتفاع سعر الكباش في الوقت الذي عرفت هذه السنة انخفاضا ملحوظا بالأسواق المنظمة أو الرسمية. وإلى جانب المضاربة، يذكر المتحدث عوامل أخرى لارتفاع سعر كبش العيد هذه الأيام، ومن بينها ارتفاع أسعار العلف والغذاء الحيواني، مستبعدا أن يكون للحمى القلاعية أي دخل في المعادلة، يقول: "وزارة الفلاحة وممثلي البياطرة يؤكدون أن هذا المرض لم يمسس الكباش، لذلك أستبعد أن يكون له صلة بتحديد الأسعار، بينما أعتقد أن شراء الكباش لم يعد مقتصرا على العائلات من أجل أداء سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام يوم العيد، وإنما فيه ضغط كبير على سوق اللحوم الحمراء من طرف الجزارين وأصحاب المناسبات المختلفة من أعراس وغيرها، وهو ما يعتبر عاملا آخر وراء ارتفاع الطلب مقابل العرض". في هذا السياق، أكد بولنوار أن عدد الرؤوس المخصصة للأضاحي هذه السنة يفوق 3 ملايين رأس، واعتبره كافيا موضحا أن "الطلب انخفض هذه السنة مقارنة بعام2013، والسبب في اعتقادي يعود كما قلت، إلى كثرة المناسبات التي تعرفها الأسرة الجزائرية والتي تقتضي التضحية بكبش أو أكثر، ناهيك عن المناسبات الاجتماعية الأخرى، مثل شهر رمضان وعيد الفطر والدخول المدرسي والمصاريف المنجرة عنها كلية"، مبديا تأسفه من بعض التصرفات لمواطنين يترفعون عن شراء أضحية بثلاثين ألف دينار وتفضيل تلك التي تباع بسعر في حدود ال60 ألف دينار، مرجعا السبب إلى المفاخرة والمباهاة بين الناس والجيران. كما لم ينس ممثل اتحاد التجار الحديث عن سبب آخر وهو "التعامل المباشر بالسيولة النقدية في الأسواق، ليس فقط سوق الأضاحي، إنما في أغلب التعاملات، وهذا يفتح المجال للمصاريف الكبيرة، ونحن في هذا الإطار، نقترح أن يتم مستقبلا بحوالي شهر قبل استقبال عيد الأضحى، فتح أسواق منظمة ومؤقتة في المدن الكبرى، خاصة الشمالية، وتزويدها برؤوس تخضع للرقابة البيطرية، وهو ما نقصد به منظمة، كما تكون مؤقتة أي بأسابيع قبل العيد بما يسمح للمواطنين باقتناء الأضاحي في أريحية من حيث الوقت والسعر كذلك"، يقول بولنوار حاج الطاهر.