كعادتها، وبمناسبة عيد الأضحى المبارك، نظمت جمعية «مرضى السكري» لولاية الجزائر مؤخرا بساحة أحمد بودة «محمد بلوزداد»، بالتنسيق مع بلدية بلوزداد، أبوابا مفتوحة تمثلت في ورشات أطّرها أطباء مختصون في التغذية ونفسانيون بغرض تقديم مجموعة من النصائح والإرشادات للمواطنين حول داء السكري والضغط الدموي لحثهم على التشخيص المبكر وتجنيبهم التعرض لبعض التعقيدات الصحية بالعيد. توافد جمع غفير من المواطنين، وتحديدا من فئة المسنين، على ساحة أحمد بودة من أجل القيام بفحص داء السكري والضغط الدموي وطلب الاستشارة الطبية تزامنا وعيد الأضحى، وما شد انتباه «المساء»، أن جمعية «مرضى السكري» من خلال هذه الأبواب استحدثت ورشة جديدة تتعلق بقياس الوزن والطول ومحيط الخصر لمعرفة ما إذا كان المواطن مصابا بالبدانة، على اعتبار أن البدانة واحدة من الأسباب المباشرة التي تؤدي إلى الإصابة بداء السكري والتي يغفل عنها الكثيرون. وحول أهمية ورشة القياس، قال فيصل أوحدة رئيس جمعية «مرضى السكري»: «ارتأينا من خلال هذه الأبواب المفتوحة التي تعتبر استمرارية للقافلة التحسيسية التي سبق للجمعية أن أطلقتها في شهر جانفي المنصرم للتوعية ضد داء السكري، البحث عن إصابات جديدة والاحتكاك بالمواطنين وحثهم على التقدم من الورشات للتشخيص من جهة وتمكينهم من بعض المعلومات الصحية والغذائية، خاصة أن عيد الأضحى على الأبواب، حيث يطلق بعض المرضى العنان لشهيتهم والنتيجة هي التعرض لبعض المضاعفات الصحية، وأردف قائلا: «قمنا بتنظيم ورشات حول قياس معدل السكري في الدم والضغط الدموي على اعتبار وجود علاقة وطيدة بينهما، فمن يصاب بالسكري يحتمل أن يصاب بالضغط الدموي، والمصاب بالضغط الدموي بعد بضع سنوات يصاب بالسكري كتحصيل حاصل، لأن البدانة واحدة من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بداء السكري وبعض الأمراض الأخرى، استحدثنا هذه المرة ورشة خاصة بقياس الطول والوزن ودائرة الخصر، حيث يقبل المواطن أولا لتؤخذ بعض المعلومات الشخصية منه، ليتم أخذ قياساته وإجراء عملية بسيطة لمعرفة إن كان يعاني من البدانة، بعدها يتم توجيهه إلى ورشتي السكري والضغط الدموي لقياس المعدلات، وإذا لاحظنا أنه يشكو من بعض الأعراض المرضية، يجري توجيهه إلى المصلحة المختصة بعد تمكينه من بعض المعلومات حول التغذية الصحية بالورشة الأخيرة». وبلغة الأرقام، يقول أوحدة أن 80 بالمائة من المصابين بالبدانة يتعرضون للإصابة بالضغط الدموي والسكري، لذا رغبنا في تسليط الضوء على موضوع البدانة لمزيد من التوعية، خاصة إذا علمنا أن الجزائر تحصي سنويا 15 ألف إصابة جديدة بداء السكري. وأرجع أوحدة ارتفاع عدد المصابين بداء السكري إلى النظام الغذائي غير الصحي المعتمد، إذ يقول: «ولأننا على موعد مع عيد الأضحى، أنبه بالمناسبة المواطنين المرضى وغير المرضى إلى تجنب المشروبات الغازية التي تحوي نسبة عالية من السكريات وتعتبر واحدة من المواد الاستهلاكية التي يكثر عليها الطلب في العيد بحجة التخلص من دهون اللحوم بعد الأكل». اقتربت «المساء» من بعض المشرفين على تنشيط الورشات، فحدثتنا سهام المكلفة بقياس معدل السكري في الدم قائلة: «أعتقد أن المجتمع الجزائري بدأ يعي أهمية مثل هذه الأبواب المفتوحة بدليل الإقبال الكبير على الورشات، بمجرد أن شرعنا في وضع العدة، وأعتقد أن المثير للانتباه هو أن المقبلين على الورشات لا يكتفون بمجرد الفحص، بل يغتنمون الفرصة لطرح الأسئلة حول بعض الأمور التي تبدو لهم غير مفهومة، وتحديدا في طريقة قياس السكري بمفردهم، أو الحمية الغذائية التي تحول دون ارتفاع معدلات السكري في الدم». حذار الجو العائلي يفتح الشهية رغم أن لحم أضحية العيد يقول رابح، طبيب عام لا يشكل أي خطر على المرضى سواء المصابين بداء السكري أو الضغط الدموي، غير أن الإشكال يطرح في الكمية التي يتم تناولها من اللحوم، ويضيف؛ «ما تعودنا عليه في المجتمع الجزائري في مثل هذه المناسبات الدينية؛ اجتماع العائلة حول المائدة التي تزين بالأطباق الشعبية المشبعة بالدهون مثل؛ البوزلوف.. الدوارة ..الكسكسي والمشاوي، الأمر الذي ينعكس إيجابا على الشهية التي تجعل الأشخاص يؤكلون دون رقيب، ويبالغون في تناول بعض الأطعمة التي قد تتسبب لهم في بعض المضاعفات الصحية وقد تدخلهم إلى المستشفى، لذا وبمناسبة عيد الأضحى، ندعو المصابين ببعض الأمراض وتحديدا السكري وضغط الدم إلى أخذ الحيطة والحذر من الإكثار من تناول الخضار أولا، مع التقليل من أكل الأطباق المعدة من اللحوم وتجنب المرق، وحبذا لو أنهم يأكلون منفردين ليحسنوا مراقبة أنفسهم، إذ يفترض ألا تزيد الكمية التي يتم تناولها من اللحوم عن 400 غرام، لأن الإشكال الذي يطرح هو في نسبة السعرات الحرارية التي تتسبب في حدوث التعقيدات الصحية، طبعا، للمرضى».