ق. حنان تحصي الجزائر حوالي 1.7 مليون مصاب بداء السكري، وهو مع ذلك يبقى – حسب السيد "اوحدّة فيصل" رئيس جمعية مرضى السكري بالجزائر، رقما بعيدا عن الواقع، في ظل وجود عدد كبير من المصابين لا يعلمون حقيقة إصابتهم، في تصريح له ل"أخبار اليوم" على هامش اليوم التحسيسي والتوعوي إلي نظمته الجمعية بمناسبة اليوم الوطني لمرضى السكري المصادف ل23 مارس من كل سنة، فيما تشير بعض الإحصائيات إلى أن حوالي نصف مليون شخص في الجزائر يجهلون إصابتهم بهذا الداء الذي طال 80 ألف طفل، كما يمس آلاف الشباب تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة، وهو ما يعزوه أطباء إلى عدم ممارسة هؤلاء للرياضة، بجانب انتشار البدانة وتغير نمط المعيشة والاعتماد على الوجبات السريعة الغنية بالدهون. وابرز السيد اوحدة أن هذا اليوم التحسيسي جاء لتوعية المصابين من المواطنين بشكل عام حول مرض السكري، وكذا توعية غير المصابين، ومساعدة الطرفين على التكيف مع هذا الداء، والتعامل معه بشكل صحي، لتفادي الوصول إلى جملة من المضاعفات والتداعيات الخطيرة، التي تتهدد المصابين بالسكري عادة، وقد قامت الجمعية بتخصيص ورشات مختلفة من بينها جناح لأجل فحص وقياس مستوى السكري والضغط الدموي، وغيرها من الفحوص الأخرى، وكذا اكتشاف الحالات الجديدة، وتوجبيها إلى الجهات المعنية وكيفية التكفل بها، وكذا تحسيس المواطنين بمدى أهمية ممارسة الرياضية وتحسين نمطهم ونظامهم الغذائي وغيرها، إضافة إلى ورشة أخرى تتضمن أخصائيي تغذية، لتوجيه المواطنين الذين اقبلوا بكثرة للاستفسار حول طبيعة النظام الغذائي الذي عليهم إتباعه، سواء المصابين أم لا، عن مدى الأغذية التي عليهم تناولها، والأغذية التي عليهم تجنبها، إضافة إلى ضرورة ممارسة الرياضة بشكل يومي ومتواصل، حتى وان تعلق الأمر برياضة المشي فحسب، لأنها مفيدة جدا في حالتهم. هذا بالإضافة إلى ورشات أخرى، حول طبيعة التعامل مع مناطق حساسة في جسم المصاب بالسكري كالرِّجل، التي شرح المختصون المتواجدون بها للمواطنين كيفية العناية بها، باعتبارها أكثر مناطق الجسم المهددة لدى المصاب بالسكري. وكشف نفس المتحدث دائما عن وجود مشكلة حقيقية تتعلق بالمرضى المصابين بالسكري غير المؤمَّنين اجتماعيا، حيث قال رئيس الجمعية، أنهم الفئة التي تعاني الكثير من العراقيل والصعوبات، وقد دعت الجمعية والعديد من الجهات الفاعلة في هذا الإطار في العديد من المرات إلى ضرورة النظر إلى هذه الفئة، والتكفل بانشغالاتها وعلى رأسها تأمينها اجتماعيا لتسهيل عملية التكفل بها، وكذا التخفيف من تكاليف الأدوية التي يقتينها مرضى السكري، مؤكدا أن المطالب التي رفعتها عدة جمعيات ناشطة في هذا المجال، هي ضرورة ضمان تعويض الإبر والحقن وأجهزة قياس الدم وغيرها من الأجهزة التي يستعملها مرضى السكري في العادة. وقد منح هذا اليوم التحسيسي الفرصة للمواطنين المصابين بداء السكري وغير المصابين به من الأشخاص الراغبين لمعرفة كل ما يتعلق بهذا المرض المتفشي بكثرة في مجتمعنا، للقاء عدد من الأطباء والمختصين، إضافة إلى قياس مستويات السكر لديهم، والضغط، وكذا الإجابة عن عديد من الأسئلة التي ظلت تشغل بالهم، سواء تعلق الأمر بحالاتهم نفسها، أو حالات بعض من أقاربهم ومعارفهم، واستحسن المواطنون مثل هذه المبادرات، داعين إلى تعميمها ومواصلتها وعدم اقتصارها على مناسبات معينة فقط. تجدر الإشارة إلى انه وحسب إحصائيات ودراسات تعلق بداء السكري في الجزائر فان حوالي 25 بالمائة من المصابين شباب، إضافة إلى 10 بالمائة من الأطفال، بينما تتوزع ال65 بالمائة المتبقية على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 30 سنة، فضلا عن الكهول والمسنين.