الجزائر وطهران توقعان اتفاقات تعاون في المجال التكنولوجي والبناء اختتم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس الثلاثاء، زيارة الدولة التي قام بها إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودامت يومين، توجت بالاتفاق على تكثيف العمل من اجل الرفع من مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وسمحت بالتباحث في العديد من القضايا الإقليمية والدولية. ووقع في حفل رسمي حضره الرئيسان على عدة اتفاقات تعاون ثنائية تخص التكنولوجيا والبناء وصناعة السيارات والطاقة. وأجرى الرئيس بوتفليقة، خلال زيارته سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين إيرانيين، وتحادث مع نظيره محمود احمدي نجاد مرتين على انفراد والتقى مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامينائي ورئيس البرلمان السيد علي لاريجاني. كما استقبل لدى إقامته بإيران عدة وزراء معنيين بملف التعاون مع الجزائر من بينهم وزير الدفاع السيد مصطفى محمد نجار ووزير الخارجية السيد منوشهر متقي، ووزير السكن والعمران السيد محمد سعيدي كيا، وكذا الدكتور سعيد الجليلي أمين المجلس الأعلى الوطني للأمن الإيراني. وتنقل الرئيس بوتفليقة في اليوم الثاني والأخير من زيارته الى إيران الى ضريح الإمام آية الله الخميني، وترحم على روحه قبل ان يعبر في السجل الذهبي للضريح عن عميق احترامه لشخصية هذا الرجل الذي قاد الثورة الإيرانية. وكتب رئيس الجمهورية في السجل الذهبي "إنه لمن الحظوة واليمن والبركة أن أترحم على فقيد الإسلام والثورة الإيرانية الإسلامية المغفور له بإذن الله الإمام آية الله الخميني طيب الله ثراه". وأضاف "لا عجب أن تظل مسيرة هذا الرجل الفذ وسيرته العطرة ودوره الرائد في قيادة الثورة الإيرانية الإسلامية وانتصارها، خالدة في قلوب كافة المسلمين ووجدانهم". وأن "أفعاله وأقواله السديدة النيرة الخيرة كانت وستبقى نبراسا لجميع العاملين من أجل إفاضة العدل والإحسان بين بني الإنسان، فما أحوج أمتنا الإسلامية إلى استلهام فكره النير الذي خدم ولا زال يخدم ديننا الحنيف وإشعاعه بين العالمين". وأكد الرئيس بوتفليقة بأن "الشعب الجزائري الذي خاض ثورته التحريرية المجيدة باسم الجهاد في سبيل الله وتحرير الأرض الجزائرية الإسلامية من دنس الاحتلال الأجنبي يدرك جيدا ويعي غاية الوعي رسالة فقيد الإسلام هذا الرامية إلى تخليص الشريعة الإسلامية من مظاهر الزيغ والانحراف التي شابتها طيلة عهود الانحطاط والعدوان الصليبي" . وجاءت زيارة الرئيس بوتفليقة الى إيران في سياق بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي ومكنت وفدا البلدين من استعراض جميع الفرص المتاحة والمرشحة للعب دور هام في رفع سقف المبادلات الثنائية الى أكثر من حجمها الحالي المقدر ب25 مليون دولار. وكان للوفد الذي رافق الرئيس في هذه الزيارة والمتكون من وزراء الشؤون الخارجية مراد مدلسي والطاقة والمناجم شكيب خليل والتعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات سعيد بركات والسكن والعمران نور الدين موسى عدة لقاءات مع نظرائهم الإيرانيين مكنت الجانبين من تحديد العديد من مجالات التعاون الثنائي على النحو الذي يساهم في دفع الوتيرة الحالية التي لم ترق الى مستوى العلاقات السياسية القائمة بين البلدين. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، اكد في كلمة ألقاها خلال مأدبة غذاء أقامها على شرفه الرئيس الإيراني أول أمس، حق الدول في امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية وفقا لما تنص عليه اللوائح ذات الصلة، وأوضح أن الجزائر تساند جميع الدول التي تسعى الى امتلاك هذه الطاقة لاستخدامها لتحقيق الأهداف الإنمائية. وقال أن مسألة امتلاك الدول للطاقة النووية لأغراض سلمية وإنمائية تعد "حقا مشروعا" للدول الأعضاء في معاهدة عدم الانتشار النووي، وأشار إلى ان هذه الاتفاقية تعترف للدول الأعضاء فيها بهذا الحق. وعلى صعيد العلاقات الثنائية ابرز قدرة مؤسسات ومتعاملي البلدين في المساهمة أكثر في رفع مستوى التعاون الثنائي، وأشار إلى قدرات المؤسسات الإيرانية كذلك في فتح آفاق تعاون مع نظرائها في الجزائر في مجالات عدة منها تركيب السيارات وتصنيع قطع الغيار وبناء السكنات والمنشآت القاعدية وصناعة الإسمنت والصناعة الصيدلانية. ودعا في هذا السياق المتعاملين الإيرانيين الى المشاركة في إنجاز المشاريع المدرجة في برنامجنا الوطني لإنعاش النمو الاقتصادي.