عبارة تضمنتها رسالة رئيس الجمهورية، بمناسبة إحياء الذكرى الستين لاندلاع ثورة أول نوفمبر 54، تقول: "إن ثورة نوفمبر كانت بمثابة تقاطع بين الممكن والمستحيل"، ومن يتمعن جيدا في الظروف التي انطلقت فيها ثورة التحرير آنذاك، يتأكد من معادلة الممكن والمستحيل التي كانت فيها الغلبة للممكن. "المستيحل" تمثل في قوة الاستعمار الفرنسي العسكرية، أحد أقوى جيوش الحلف الأطلسي، وتمثل أيضا هذا الاختلال وعدم التكافؤ في ميزان القوى، في عدم توفر المجاهدين على الأسلحة الكافية لمواجهة الترسانة العسكرية للاستعمار. إلا أن الذي لم يحسب له الاستعمار الفرنسي حسابا، هو "الممكن" المتمثل في إرادة أجدادنا وآبائنا في التحرر والانعتاق والإيمان الكبير بالله، وبأن النصر آت ما دام كل عمل مسلح كان ينطلق بهتافات "الله أكبر"، فكانت الغلبة ل"الممكن" وانتصر الجزائريون بفضل الإرادة والعزيمة. ونحن نحيي اليوم، ستينية ثورة التحرير، يجب أن نعتبر من هذه الثورة التي تجاوز صداها حدود الوطن لتصبح أنموذجا للتحرر في العالم. ثورة نوفمبر، بقدر ما كانت مدرسة للجهاد والبطولة والتضحيات من أجل الوطن، بقدر ما ستبقى ذلك النبراس الذي ينير الطريق أمام الأجيال الحالية والمستقبلية لمواصلة الكفاح، ويزرع فيهم الأمل والغيرة على الوطن، من أجل بناء جزائر آمنة مستقرة ومزدهرة كما أرادها أسلافنا من الشهداء الأبرار والمجاهدين الأشاوس.