عندما نحيي ذكرى ثورة نوفمبر المجيدة، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن تلك البطولة والبسالة لشهدائنا الأبرار ومجاهدينا الأشاوس، فالثورة انطلقت من أجل تحرير الوطن وكسر قيود الاستعمار، والمحافظة على الهوية الوطنية الجزائرية. لكن الشيء المبهر أن الشهداء تجردوا من الأنانية وحب النفس والمصلحة الضيقة، فقدموا أنفسهم قربانا من أجل حرية الجزائر، وهذا درس، وما أعظمه من درس، لنا ولجيل ما بعد الاستقلال. إن روح نوفمبر يجب أن تبقى تسري فينا وتحفزنا على التمسك بوطنيتنا وهويتنا ووحدتنا وعلى أن نفضل المصلحة العليا للوطن على مصالحنا الضيقة التي قد تتعارض مع مصلحة الوطن. فما أحوجنا إلى هذه الروح لنتخلص من أنانيتنا ونخلص في أعمالنا لوطننا، مستلهمين ذلك من صدق ووفاء شهدائنا الأبرار للوطن، وما أحوجنا إلى أن تحف روح نوفمبر خطانا في مسار البناء الوطني، لنعزز وحدتنا ونكرس هويتنا ويساهم كل من منصبه وموقعه في بناء الجزائر بإخلاص وبصدق. إن ثورة نوفمبر 54 كانت نبراسا لتحرير الشعوب المضطهدة في العالم، ويجب أن تكون لنا اليوم المحفز على المحافظة على مكاسبها والدفاع عن استقلال ووحدة الوطن.