تمر 60 سنة على اندلاع الثورة التحريرية، محطة تستحضر فيها تيزي وزو كباقي ولايات الوطن، ذاكرتها مع التاريخ والثورة، فلا يمكن أن يمر أول نوفمبر أو 5 جويلية دون أن يهز كيان كل جزائري وجزائرية ممن عايشوا أحداث هاتين المحطتين، ليسردوا وقائع التضحيات البطولية التي قدموها من أجل الوطن. وتخليدا لهذه الذكرى الهامة، لا يمكننا أن نفوت الفرصة دون أن نجمع تصريحات رجال ونساء صنعوا إلى جانب الشهداء، الحدث وجعلوا الثورة الجزائرية نبراسا لمن يسعى إلى التحرر من القيود والسياسات الجهنمية، حيث تجسدت إرادة الشعب الذي سئم الذل، الحرمان، الفقر والمعاناة، والتعذيب وفقدان الحرية، وقد تنقلنا إلى قرى عديدة وجمعنا شهادات مجاهدين من مفجري ثورة نوفمبر؛ ممرضين، محكوم عليهم بالإعدام وغيرهم. أوشعبان عيمر (أحد رفقاء عميروش): ضحينا بحياتنا من أجل نزع الأغلال عن وطننا على بعد 40 كلم جنوب شرق ولاية تيزي وزو، وتحديدا بقرية بوعدنان، ببلدية ابودرارن، مسقط رأس عدة أبطال صنعوا مجد الثورة، أمثال الشهيد عمارة رشيد الذي يشهد له التاريخ ببطولاته إبان حرب التحرير، وغيره من الإبطال الذين حرروا الوطن، حطت «المساء» الرحال في القرية التي قدمت 56 شهيدا، وبالتحديد في منزل المجاهد أوشعبان عيمر الذي وجدناه في محله، وبابتسامة عريضة، رحب بنا وفتح لنا قلبه، ليكشف عن أحداث ووقائع عن الحرب وجهاده إلى جانب اعميروش آيت حمودة وعدة أبطال آخرين للثورة. «الثورة صنعت منا رجالا، لكن قبل ذلك غرست فينا روح النضال»، فلقد ضحينا بحياتنا لننزع الأغلال التي كبلت وطننا وظلمت شعبنا، بهذه العبارة بدأ المجاهد بسرد وقائع وأحداث الحرب رفقة قادة الثورة المسلحة، منهم اعميروش آيت حمودة، عبد القادر البريكة، وغيرهم، معتبرا ذلك فخرا له. ليواصل الحديث؛ في سنة 1956، خرجت من التجنيد في صفوف القوات الفرنسية وعدت إلى بلديتي ابودرارن، لقد تألمت كثيرا لما كنت أسمع فرنسيين يتحدثون عن منازل لهم في أحياء جزائرية، إشارة إلى مواقعها، وأنا ابن هذا البلد ليس له بيت يأويه، فقررت الالتحاق بالجبل. بدأت هناك كحارس ليلي مع المجاهدين، وعرضت عليهم انضمامي إلى صفوفهم، لكنهم رفضوا بحجة أنه ليس لديهم السلاح الكافي، فقررت الذهاب مع المجاهد آيت شعبان لعمارة، حيث تنقلنا عبر وسائل النقل المختلفة من ولاية إلى أخرى دون الاختباء، لأننا لم نكن مسجلين في قائمة المبحوث عنهم، ولما بلغنا مدينة قسنطينة، تم توقيفنا من طرف القوات الفرنسية، وبعد تفتيش حقيبة لعمارة، وجدوا لباسا خاصا بالمسلحين، فاتهمونا بالإرهاب وأبلغوا قادتهم بأنهم ألقوا القبض على إرهابيين، ولما حضر قائدهم، أوضحت له أن هذا اللباس ليس خاصا بالمسلحين، ويمكن لأي كان أن يلبسه، واستفسر القائد الفرنسي كيف عرفت ذلك، فأظهرت له دفتر الخدمة العسكرية، وأطلقوا سراحنا وتوجهنا بعدها إلى فندق، حيث قضينا الليلة هناك، وبعدها توجهنا إلى ولاية سوق أهراس بغية الالتحاق بتونس، ولما بلغنا المكان المسمى ديفيفي، تم توقيفنا لأنه ليس لدينا رخصة سفر، واتهمونا بالإرهاب، فقمت كذلك بإظهار دفتر الخدمة العسكرية الذي كتب فيه حسن السيرة، إذ كان الدفتر بالنسبة لنا المنقذ، لذلك استعملته كلما لزم الأمر، حيث في كل مرة أظهره، يخلى سبيلنا. وواصل المجاهد؛ ولما وصلنا إلى سوق أهراس، وجدنا «حظر التجول» مطبقا، وكان ضروريا إحضار رخصة السفر للمرور، ومن حسن حظنا أنه خلال دقائق فقط انتهى الحظر وتابعنا الطريق، «لا أزال أتذكر ذلك اليوم، كان في شهر رمضان الموافق لأفريل 57»، يقول المجاهد. وأضاف؛ قضينا الليل بمحل تجاري، كما وجدت هناك المدعو مزيان الذي بقيت عنده 15 يوما، ثم أخبرته بأنني أريد الذهاب إلى تونس، فاستقليت سيارة نقل المسافرين، وفي الطريق، بدأ الركاب ينزلون الواحد تلو الآخر، وبقيت أنا، فسألني السائق؛ «إلى أين أنت ذاهب»؟، فقلت له؛ إلى تونس. فقام بإنزالي أمام محل تجاري وقال لي؛ احذر من القوات الفرنسية، فإن شاهدك أحدهم تصرف وكأنك زبون. ومشيت على بعد أمتار، فجأة رأيت شخصا من قريتي وسألته كيف لي أن ألتحق بتونس، فأخبرني بأنه علي قطع واد للوصول إلى المكان المسمى ساقية سيدي يوسف، وقمت بذلك، ولما بلغت الوادي، التقيت بشخص فوقفت جامدا بمكاني، لا أعرف من يكون؛ جنديا أو مواطنا تونسيا أو غيره، وسألني إلى أين أنا ذاهب، فقلت له؛ إلى بيت خالتي، فمررت دون مشاكل. التحقت بمنزل خالتي، وبعد أيام التقيت بالمجاهد محند شريف مساعدية الذي حرر لي وثيقة تسمح لي بالالتحاق بتونس، وأمرني أن أسلمها لكل مجاهد يسألني في الطريق، وواصل المجاهد الحديث؛ تنقلت على متن سيارة إلى منطقة «الكاف»، فأخبرت السائق بأنني لا أعرف المنطقة وأن ينزلني حيثما يرى رجلا من منطقة القبائل، ولما وصلنا إلى مدينة سوق الأربعاء بتونس، التي تدعى حاليا جندوبة، شاءت الصدف أن أرى ابن خالتي المجاهد شعبان شاوش عبد الله، فنزلت من السيارة وذهبت معه، حيث قضيت عنده الليلة، وفي الصباح توجهت إلى مركز إدارة الجزائريينبتونس، وهناك كانت الفرحة كبيرة، حيث التقيت بالبطل الشهيد اعميروش آيت حمودة وكان ذلك بتاريخ 10 ماي 1957، وهو يوم لن أنساه أبدا، حيث منح لي رخصة السفر التي لا أزال أحتفظ بها إلى حد الآن، وكان معي يومها المجاهدون عبد الله شعبان شاوش، آيت شعبان لعمارة، ولد سليمان محميش، حيث رحب بنا اعميروش وطلب منا بطاقات التعريف الوطنية، قام الجميع بتقديمها إلا أنا، لأنني لا أملكها، فلقد خرجت للتو من التجنيد، لكن أظهرت دفتر الخدمة العسكرية الفرنسية، ففرح اعميروش وقال للمجاهدين الذين رافقوني: «أبحث عن أمثال هذا الشخص، فبفضلهم سيكبر جيشنا»، وطلب مني التكفل بتدريب المجاهدين في حقول الزيتون، على كيفية حمل واستعمال السلاح وكل التقنيات التي تعلمتها أثناء «التجنيد»، وفي مساء ذلك اليوم، تنقلت مع مجموعة من المجاهدين إلى مركز المجاهدين، حيث بقينا 15 يوما، وبعدها طلب اعميروش من العقيد عمارة بوقلاس، قائد قاعدة الشرق، التكفل بنقل كمية من الأسلحة إلى منطقة القبائل، فقام بتوزيع السلاح على 210 مجاهد من قاعدة الشرق، إضافة إلى مجموعة أخرى أنا عنصر منها، حيث بلغ عددنا 230 شخص مدجج بالأسلحة، إلى جانب 30 حصانا محملا بأسلحة مختلفة، منها أسلحة أتوماتيكية من نوع «م، ج42» من صنع ألماني، سلاح «بران ولعشاري» من صنع إنجليزي، «مورتي 45، 60 و81»، حيث كان قائد الفرقة المكلفة بنقل السلاح من تونس إلى الجزائر وتحديدا إلى منطقة القبائل، المدعو «أحمد البسباسي». افترقنا مع اعميروش وأخذنا الطريق مشيا على الأقدام لمدة 60 يوما، وحمانا الله من كمائن العدو والوشاية إلى غاية وصولنا إلى قرية حروش الواقعة بضواحي ولاية سكيكدة، حيث وقعنا في كمين، أصيب فيهما مجاهدون، أخذناهم معنا رغم ذلك، وهربنا إلى جبل «حجر مفروش» بضواحي سكيكدة، ولما دخلنا إليه وجدنا النساء فقط، وسألنا عن مكان الرجال، فأخبرننا بأنهم غادروا المكان، لأننا علمنا بأن القوات الفرنسية ستحاصر المنطقة وستقوم بعملية تمشيط، فطلبنا منهن تحضير الأكل، لكن لم يجدن ما يقدمنه سوى دقيق تم خلطه بزيت الزيتون، فكل من تناول ملعقة أو اثنتين، توقف عن الأكل. كنا نعاني الجوع والعطش، وانسلخت أرجلنا من المشي والحذاء الذي لم ننزعه طيلة السفر، ثيابنا متسخة، لا أجد كلمات أعبر بها عن حالتنا، صراحة، لم أكن أعتقد أننا سننجو وننجح في المهمة. وأضاف؛ بالنسبة للجرحى، لم نستطع أخذهم معنا، فقمنا بوضع أغصان فوقهم ليتمكنوا من التنفس، ولا يعثر عليهم العدو. لم يكن في وسعنا فعل شيء، فمهمتنا كانت إتمام عملية نقل السلاح. ويواصل المجاهد قوله: «في المساء، بعثني البسباسي رفقة مجاهدين إلى قرية أخرى لإعداد الطعام والتأكّد من أن المكان لا يشكل أي خطر علينا، حيث وصلت إلى المنطقة المسماة «مشاط»، مركز المجاهدين، ولم يكن لديهم ما يقدمونه سوى عنزة قاموا بذبحها وإعدادها للطبخ، ليلتحق البسباسي والمجاهدون المحملون بالأسلحة في الصباح، وبقينا هناك إلى غاية المساء، ثم واصلنا الطريق وبلغ خبرنا القوات الفرنسية التي شرعت في البحث عنا لأن هناك من وشى بنا وكانوا يدركون عددنا وأننا محملون بالأسلحة، سكت المجاهد قليلا، ثم قال؛ «لا أنسى وقفة مجاهدي منطقة الشرق، خاصة منطقة طاهير بولاية جيجل، حيث قاموا بإخفائنا، كما سهّل المكلفون بالعلاقات والاتصال، عملية مغادرتنا للمنطقة، إلى أن وصلنا إلى غابة لا أتذكر اسمها، حيث قمنا بإخفاء الأسلحة هناك وأطلقنا سراح الأحصنة لكي لا نلفت الانتباه»، ويواصل المجاهد السرد قائلا: «لكن ما لم نكن نعلمه أن فرنسا حاصرت المكان»، حيث أضرمت النار وأسرعنا واختبأنا، وكنا نراقب من بعيد، لكن سبحان الله، أحاطت النيران الغابة كلها، وكلما بلغت موقع إخفاء الأسلحة، كأن شيئا ما ينفخها في الاتجاه المعاكس، لقد تملكنا الخوف من بلوغ النار الموقع، لأن لا أحد سينجو أمام العدد الكبير من المتفجرات والرصاص وغيرها، كما أنه قبل مغادرتنا تونس، أمرنا اعميروش بعدم استعمال الأسلحة إلا للضرورة، وبعد مغادرة فرنسا المكان وبمساعدة المجاهدين المكلفين بالعلاقات والاتصال، واصلنا الطريق محملين بالأسلحة نحو جبل «سيرجو الغول» بضواحي سطيف، ومن جبل آخر إلى أن بلغنا منطقة القبائل الصغرى، وفوجئنا لما وجدنا اعميروش وسي حميمي في انتظارنا، لأننا تركناه في تونس، وبعد أن تفقد الأسلحة والفرحة تغمره قال؛ «مرحبا بكم أيها الصحابة الذين سيحررون البلاد»، لأننا نجحنا في المهمة، ليتكفل اعميروش وسي حميمي بتوزيع السلاح على المجاهدين في عدة مناطق، ليعد البسباسي الرحال للعودة رفقة المجاهدين من مجموعة بوقلاس إلى تونس، غير أن المجاهدين طلبوا من اعميروش البقاء، لكنه رفض، لأنه ليس لديهم رخصة البقاء مثل مجموعته، وقال لهم؛ «كان الأجدر بكم إخباري بالأمر قبل مغادرتكم تونس وكنت سأخبر بوقلاس ببقائكم، لذلك لا يمكن، لأن نظام الثورة يقتضي أن كل قائد يحتفظ بمجموعته ولا يجب تخريب هذا النظام، فرجعوا بعدها إلى تونس رفقة البسباسي. ذاكرة المجاهد القوية جعلته يتذكر الأحداث حدثا بحدث، حيث يقول: وصلنا إلى الولاية الثالثة وتحديدا إلى قرية تيزيط بضواحي افرحونان، حيث وجدنا المدعو سي أرزقي الملقب ببازوك، وقال لي اعميروش؛ ستشم من هنا رائحة منزلك، يعني أنك لن تعود إليه الآن، فقلت له؛ لو أردت شم رائحة منزلي لما خرجت للحرب، فأنا هنا لتحرير وطني، يضيف دا عميرو، من ثمة قرر اعميروش إرسالي إلى المنطقة الثالثة للانخراط في «فرقة الصدمة»، حيث بدأت نشاطاتنا باشتباك مع الجنود الفرنسيين على مستوى المكان المسمى «أسيف لخميس»، حيث قضينا على 23 جنديا فرنسيا، من بينهم ملازما فرنسيا وأخذنا أسلحتهم، لكن ما لم نتوقع أنه كان بيننا، واشٍ قام بترك رسالة تحت جثة جندي فرنسي وكتب فيها؛ «نحن متواجدون في دوار الوناس» ولم نعلم بالأمر، ولما وصلنا إلى الدوار القريب من مدينة البراكة، بضواحي البويرة، كان عددنا 111 مجاهد موزعين على المنازل، فجأة شاهدنا طائرات حربية فرنسية تحوم حول المنطقة، حيث كانت فرنسا قد حاصرت المكان وشرعت الطائرات في القصف، فسقط يومها 43 شهيدا، من بينهم اآيت شعبان لعمارة، بن حمو بوسعد، بنواوفلى بلحاج، ولد سليمان محميش من أبناء منطقة بوعدنان. ويواصل المجاهد الحديث؛ هربنا كل واحد إلى وجهة مختلفة، بينما توجهت نحو الغابة واستعنت بنبتة تسمى «أذميم» لإخفاء لمعان السلاح الذي أحمله على كتفي، وتوجهت إلى الوادي، وبعد مرور موكب الجيش الفرنسي، واصلت الطريق، وبعد 8 أيام، التقيت مع المجموعة بقرية «تملحت»، لننتقل نحو منطقة أوزلاغن ببجاية، وتحديدا تيمليوين التي يحبها اعميروش لأنها آمنة، ثم انتقلت مع المجاهدين رفقة اعميروش إلى آث زيكي بضواحي أعزازقة، وبقينا ننتقل من منطقة إلى أخرى. وذكر دا عمر أنه في أحد الأيام، وهم في الطريق، وصلوا إلى قرية تسمى إفناين، بضواحي بجاية، حيث ادعى سكانها أنهم مع فرنسا، لكن هم في الأصل يدعمون ويمونون المجاهدين، حيث قال: وصلنا الأوائل أنا والمجاهد محمد أوربح، عبد القادر البريكة وحارسيه والمدعو أكلي إلى مركز المجاهدين بالقرية لتأمين المكان، قبل وصول البقية، وطلب رجال القرية من البريكة عبد القادر الانضمام إلى صفوف المجاهدين، ويضيف المجاهد؛ لا أنسى تاريخ 10 نوفمبر 1957، حين قصدنا القرية، لأننا نعرف أن اليوم الموالي عيد بالنسبة للقوات الفرنسية، وكانت قد برمجت استعراضا انتظرنا نهايته وعودة الجنود إلى مراكزهم، هاجمناهم وأخذنا معنا 14 من الحركى الذين لم نرد قتلهم، لكن أوضحنا لهم أننا أبناء هذا البلد وعدوّنا هو عدوهم، وتعاونوا معنا ليصبحوا جزءا من مجموعتنا التي تنقلت بعدها إلى تونس لإحضار السلاح، إذ في الطريق، وعندما وصلنا إلى بريكة بمنطقة الشاوية، أوشى بنا أحدهم وأخبر فرنسا بأننا ذاهبون لجلب السلاح، وأيدينا خاوية بدون أسلحة، ولما بلغنا جبل بوطالب، كنا في فصل الشتاء، حينها رأينا القوات الفرنسية بموكبها من الشاحنات والمركبات، محملة بالجنود والأسلحة ونحن لا نملك أي شيء، لكن وحدة المجاهدين كانت هي أساس الحرية، حيث جاء فجأة 11 مجاهدا من أبناء الشاوية الذين تقدمونا وأمرونا أن نبقى خلفهم، وفي حال سقوط أحدنا، نحمل السلاح عنه لنواصل الدفاع، وخلال ذلك، سمعنا الجيش الفرنسي يقول؛ «لقد أخبرونا بأنهم لا يحملون أسلحة»، كما لا أنسى يضيف المجاهد فرقة ال18 التي هزت كيان فرنسا، حيث عملنا معا إلى أن قضينا على اسم حركي أوشى بنا، ولما أدركت فرنسا بالأمر، حاولت القضاء علينا، لكنها لم تفلح، لأن فرنسا لم تترك شيئا إلا وقامت به، لكنها انهزمت في الأخير بفضل قوة، عزيمة واتحاد الشعب والمجاهدين الذين قهروها بحبهم للوطن والتضحية من أجله، مهما كلفهم ذلك من ثمن، وكانت آخر مرة التقيت خلالها باعميروش في قرية سلوم، في منزل لإيواء المجاهدين يدعى «منزل تمغرث»، إلى أن سمعت بسقوطه شهيدا وأنا في تونس، حيث بقيت إلى غاية الاستقلال.