عرف الصالون الجهوي للباس التقليدي في طبعته الأولى بعنابة، والذي يمتد إلى ال 5 من الشهر الجاري بمشاركة 10 ولايات شرقية، إقبالا واسعا من طرف الجمهور العنابي، خاصة الجمعيات والحرفيين، للتعرف على المنتوجات المعروضة فيه. تنوعت المعروضات بين اللباس القبائلي و"قندورة الفرقاني" المرصعة بخيوط الفتلة، وألبسة مشغولة بالرسم على القماش بالألوان المائية والطرز بالآلات، إلى جانب الطرز باليد، إضافة إلى الألبسة الجاهزة والأفرشة بمختلف أنواعها، خاصة منها المطرزة باليد التي جمعت بين الرسومات التقليدية والعصرية، بتنوع ثري صنعته أنامل حرفيات قادمات من بجاية وقالمة، تبسة، جيجل، سكيكدة، قسنطينة، سطيف، بسكرة وغرداية ومناطق أخرى، شاركت بأنواع مختلفة من المواد الفنية من الوطن. أكد رئيس غرفة الصناعات التقليدية، السيد عمار بليلي، أن هذا المعرض حلقة وصل بين الحرفيين والمنتجين للحصول على أفكار مغايرة بهدف تطوير مهاراتهم في حرفة الصناعات التقليدية والفنية، وحتى الخدمات الأخرى، كما أنه فرصة للحرفيين لتسويق منتوجاتهم ومعرفة متطلبات السوق الوطنية، مما يفتح مجالات أخرى لاكتشاف المواهب والمنافسة الإبداعية للحرفيين، مع توجيههم وتدريبهم حول طرق استغلال المواد الأولية، خاصة في الألبسة التقليدية التي لاتزال حاضرة في الأعراس الجزائرية في مناطق الشرق الجزائري، على غرار "قندورة الفتلة" و"المجبود"، المرصعة بالمجوهرات و"السخاب"، بالإضافة إلى اللواحق الأخرى، منها "الذراية" المصنوعة من الحرير، التي ترمز للحشمة والحياء. وفي سياق متصل، أكد مدير غرفة الصناعات التقليدية، السيد عمار بليلي، أن هؤلاء الحرفيين بحاجة إلى دعم من طرف الدولة، منها "دار الحرفي"، إلى جانب استحداث محلات لتسويق منتوجاتهم والحفاظ على التراث التقليدي لكل منطقة. وعلى صعيد آخر، قال بليلي أن هناك 8064 حرفي منخرطين في غرفة الصناعات التقليدية بعنابة، منهم 2400 في شعبة القطاع الفني و1500 في القطاع الحرفي و440 في شعبة الخدمات، أغلبهم في البناء والحدادة، واستفاد مؤخرا نحو 41 حرفيا من دعم الدولة لتطوير نشاطاته في مختلف الميادين، خاصة منها اللباس والأكلات الشعبية، إلى جانب صناعة الخزف والمواد الأخرى.