أشرف رئيس المجلس الشعبي الوطني أول أمس الخميس بالجزائر العاصمة، على حفل تكريم 38 برلمانيّا وموظفا صحراويا أنهوا تكوينهم بالمجلس الشعبي الوطني، مجددا بالمناسبة التذكير بموقف الجزائر التاريخي والثابت في مساندة القضية الصحراوية، ودعم تقرير مصير الشعب الصحراوي في نضاله المشروع من أجل الاستقلال. وأكد ولد خليفة في كلمة له في إطار فعاليات هذا التكريم الذي جرى بالمجلس الشعبي الوطني، أن الجزائر شعبا وحكومة، لاتزال متمسكة بمواقفها الراسخة في الوقوف إلى جانب الصحراويين في كفاحهم المرير ضد النظام المغربي إلى غاية تحقيق النصر، موضحا أن هذا الموقف لن يتزعزع أو يتغير مهما كانت الظروف والأحوال. وأضاف بالمناسبة أن العالم كله يقر مشروعية الشعب الصحراوي في مطالبه المطروحة من أجل استرجاع حريته وسيادته المسلوبة من قبل المملكة المغربية، وهو ما تؤيّده الجزائر بكل قوة ووضوح، مجددا تذكيره بأن جوهر النزاع لا يعني الجزائر لا من قريب ولا من بعيد، بل هو محصور بين المغرب من جهة وجبهة البوليزاريو؛ باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي من جهة أخرى، يقول ولد خليفة. وانتقد المتحدث في هذا الإطار، كل المساعي الرامية، في كل مرة، إلى إقحام الجزائر في هذه القضية، التي تمثّل آخر مستعمرة في القارة السمراء، معربا عن أمله في تعجيل الهيئات الأممية وعلى رأسها الأممالمتحدة، إنهاء معاناة شعب لازال يعاني لما يقارب ال 40 سنة من الاضطهاد والاستعمار والهيمنة أمام مرأى ومسمع العالم. كما نوّه بالانتصارات التي حققتها القضية الصحراوية على الصعيدين الإقليمي والدولي والأممي، لاسيما من خلال تزايد عدد المعترفين بالقضية، وارتفاع الأصوات المنادية بالإسراع في توسيع مهام بعثة المينورصو في الأراضي المحتلة، وتمكين الصحراويين من الاستقلال والحرية. ومن جهة أخرى، أبرز رئيس المجلس الوطني الصحراوي خاطري أدوه، في تدخّل له، المساعي الجبارة التي تبذلها الجزائر في سبيل إنهاء احتلال الصحراء الغربية من قبل المستعمر المغربي، مثمّنا دعمها ومساندتها الدائمين لمسيرة النضال من أجل التحرر والانعتاق. وأشار أدوه في هذا الإطار، إلى أهمية الدورة التكوينية التي اجتازها الوفد البرلماني الصحراوي بالجزائر، موضحا أنّها ستعود بالنفع العام على دور ونشاط المجلس الوطني الصحراوي، الذي يثمّن، بدوره، مثل هذه المبادرات، التي تعكس عمق ومتانة العلاقات بين برلمانيّي البلدين. وتطرّق المتحدث إلى النضالات المتواصلة للشعب الصحراوي بالمناطق المحتلة في سبيل تحقيق النصر المنشود، مؤكدا أن الصحراويين سينتصرون لا محالة مهما طال الزمن، لعدالة ومشروعية قضيتهم، كما قال. وتُعد الدورة التكوينية التي كُرّم على ضوئها 38 برلمانيا صحراويا أول أمس الخميس، الثالثة من نوعها على مدار أربع سنوات، يشرف عليها المجلس الشعبي الوطني. واتفق رئيسا المجلسين على ضرورة تكثيف مثل هذه الدورات، لتعزيز قدرات ومعارف النواب والبرلمانيين في العمل التشريعي، وتمكينهم من أداء مهامهم البرلمانية.