دعا رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، إلى ضرورة إيلاء الأهمية اللازمة للتاريخ الوطني ضمن النشاطات الثقافية والفكرية التي ينظمها مجلس الأمة. مضيفا أنه لابد أن يحظى هذا الجانب بالأولوية لدى النواب الذين يسهرون على تسطير برنامج النشاطات، على أن تأخذ المواضيع ذات الصلة بالتاريخ نصيبها في مجمل النشاطات ولا تبقى محصورة في المناسبات. وشدد المتحدث في هذا السياق على ضرورة ترقية الوعي بضرورة صون ذاكرة الأمة، والحفاظ على إرثها التاريخي المشرف وتحقيق التواصل وتبليغ الأجيال، مدى حجم التضحيات التي دفعها الشعب الجزائري من أجل أن تكون الجزائر كما هي اليوم آمنة مستقرة ومتطلعة بثبات لغد أفضل. وأكد بن صالح، خلال ندوة تاريخية نظمت أمس، بمجلس الأمة حول المسيرة النضالية للشهيد زيغود يوسف، على أهمية الاعتزاز برموز ثورة الشعب، ثورة شهداء أول نوفمبر 1954، الذين انبثقوا من عمقه وأوقدوا الشعلة التي أضاءت الطريق. "أو لم تكن قرية سمندو (زيغود يوسف حاليا) مرتعا تشبّع فيه الشاب اليافع وفي وقت مبكر بروح وطنية وقّادة" يقول رئيس مجلس الأمة، وهو يتحدث عن المسيرة البطولية للشهيد زيغود الذي انخرط وعمره 17 سنة في حزب الشعب الجزائري، مدشنا سيرة المناضل والثوري بكل الزخم الذي ميز حياته، يضيف بن صالح، الذي أضاف من جهة أخرى أنه إذا كانت الشعوب التوّاقة إلى المستقبل تبني انبعاثها وتقيم نهضتها على إنجازاتها التاريخية، فإن الجزائر أولى وأجدر بالاستثمار في هذا البعد الوطني الذي أسس عبر نضالات مريرة وطويلة، وعبر مراحل وحقب استمرت أزيد من قرن تحت الاستعمار الاستيطاني البغيض. وأوضح بن صالح، بالمناسبة أن الندوة التي حضرها نواب وأساتذة في التاريخ، بالإضافة إلى مجاهدين تعد فرصة تأمل لمشاهد ومواقع من سجل الثورة المجيدة، مؤكدا بأن الأمر يتعلق بتناول سيرة شخصية تاريخية بقامة زيغود يوسف، وهي تهدف إلى جانب تكريم الشهيد البطل، إلى توفير الفرصة للإضاءات والإضافات التي سيقدمها المشاركون فيها والتي من شأنها إثراء الرصيد التوثيقي لجوانب من الوقائع التاريخية التي كان زيغود في صميم فصولها. واستعاد بن صالح، بالمناسبة، بطولات الشهيدين والرفيقين ديدوش وزيغود بوادي بو كركر وسيدي مزغيش، التي قال إنها مازالت الصخور ناطقة بها، مشيرا إلى أن"سي احمد" -وهو اسم التخفي الثوري للشهيد- كان واحدا من ال22 الذين ما أن انتهى اجتماعهم التاريخي حتى عاد مع بعض من رفقائه إلى الشمال القسنطيني تمهيدا لليوم الموعود الذي قررته لجنة ال6، وقد أعطى ببسالة الضوء الأخضر للهجوم على مركز الدرك في"سمندو". من جهته استذكر الدبلوماسي والمجاهد العربي دماغ العتروس، ذكريات النضال مع رفيقه الشهيد زيغود يوسف، وهو يذرف دموعا في بداية تدخله، مشيرا إلى بسالته وبساطته وشعبيته وهي الخصال التي مكّنته من الاندماج بكل سهولة في الأوساط الشعبية، كما أشاد بقدرته على إقناع القاعدة الشعبية والتجنيد في صفوف جبهة التحرير من أجل مكافحة المستعمر. وبالموازاة مع الندوة التاريخية نظم المتحف الوطني للمجاهد، معرضا خاصا بالشهيد زيغود سمح بالاطلاع على عدد من الصور الفوتوغرافية للبطل رفقة مجموعة من المجاهدين والشهداء.