جمع بين الحكمة والشجاعة، انفرد بذكاء كبير في التخطيط والتنفيذ، كانت له إستراتيجية خاصة به لم تكن عند نظرائه ممن قادوا الثورة التحريرية، هذا الوصف الدقيق قدمه أمس محمد لحسن زغيدي، أستاذ بجامعة الجزائر مختص في تاريخ الثورة الجزائرية، عن الشهيد زيغود يوسف، في الندوة التاريخية التي نظمتها يومية «المجاهد» بالتعاون مع جمعية مشعل الشهيد. من الحركة الوطنية إلى المجموعة ال 22 التاريخية، فالقيادة الولائية الثانية، هي المراحل التي مر بها الشهيد زيغود يوسف الذي دوخ المستعمر، بذكائه الخارق وبعد نظره، وتمتعه بالحكمة والدقة في تقدير نسبة نجاح العمليات التي كان يخطط لها وينفذها مع رفقاء النضال، أبرزها هجوم الشمال القسنطيني الذي أخلط حسابات العدو، وشتت انتباهه وتركيزه الذي كان منصبا على منطقة الأوراس، التي كان يحاصرها من كل جانب، ظنا منه أنه سيقضي على الثورة، بعد أن فقدت بعد سنة من اندلاعها 3 من أهم قادتها من بينهم ديدوش مراد. كل مرحلة من هذه المراحل توقف عندها الأستاذ زغيدي، مع بعض التفاصيل التي ميزت كل واحدة منها، لكنه ركز على الخصوصيات التي تميزت بها شخصية هذا الشهيد، انظم إلى حزب الشعب، ولم يمض فترة طويلة حتى أصبح مسؤولا على خلية ب«سمندو»، وفي سنة 47 بعد أن تحول اسم حزب الشعب إلى حزب «انتصار الحريات الديمقراطية»، كان زيغود يوسف من الأوائل الذين شكلوا خلايا المنظمة السرية «لوس». وذكر الأستاذ زغيدي أن الشهيد كان هاجسه الوحيد كيف يفجر الثورة بالأسلحة البسيطة التي كانت بحوزة المجاهدين آنذاك، خاصة وأن منطقة الشمال القسنطيني لم تعرف نفس الحزم كالذي عرفته منطقة الأوراس، واهتدى لفكرة جعل منها استراتيجة، وهو نقل الثورة إلى الشعب أو «الثورة الجماهيرية»، فأعطى أوامر للقيادات أن يندسوا في الشعب، وجندوه لتحقيق هذا الهدف، وقد نجح في ذلك، من خلال الضربة التي وجهها للعدو الفرنسي في الهجوم الذي شنه الثوار في الشمال القسنطيني. قال زغيدي وهو يستذكر مآثر الشهيد انطلاقا من شهادات حية لرفقاء الدرب أمثال المجاهد فنتازي، وبورقعة، الذين شاركوا في هذه الندوة التاريخية، أن زيغود يوسف أعطى لجبهة التحرير مفهوما حقيقيا، وكان عضوا فعالا في المجموعة ال 22 التاريخية التي هندست للثورة، ومن بين الوصايا التي تركها للأجيال المتعاقبة «العلم وحده هو الذي يضمن لنا مكانا في عالم متطور»، طالب بإيلاء الاهتمام بالمعرفة، الصحة والعدالة الاجتماعية .