لقيت كتب الدعم المدرسي بمعرض الكتاب الدولي «سيلا 2014»، إقبالا منقطع النظير، وتحديدا ما يخص الطور الابتدائي، غير أن الناشرين دعوا الأولياء بالمناسبة إلى عدم المبالغة في اقتناء مثل هذه الكتب، لأنها لا تحل مطلقا محل الأستاذ، يأتي هذا بعد وقوفهم على التوجه الذي تبناه الأولياء والمتمثل في السعي إلى شراء الكتب التدعيمية في جميع المواد، كونها تحوي حلولا لجميع المسائل التي تتطابق والبرنامج الدراسي بحثا عن راحة البال، ولتفادي أسئلة الأبناء وتحججهم بعدم الفهم. لم يأت معرض الكتاب هذه السنة بالجديد فيما يخص كتب الدعم المدرسي، فمعظم المعروضات عبارة عن شروح مقدمة في صيغ مختلفة للبرنامج الدراسي لمختلف المستويات، وتشابهت فيما بينها من حيث الطرق، وتقديم الحلول لكل المسائل المبرمجة، وفي الوقت الذي تبنى بعض المؤلفين طريقة الجمع بين كل المواد في كتاب واحد، اختار البعض الآخر تخصيص كتاب لكل مادة لتغطية أكبر قدر من الدروس، غير أن الطلب على هذه الكتب متفرقة أو مجتمعة كان كبيرا، وتحديدا الكتب الموجهة للطور الابتدائي، وكذا المخصصة لطلبة الباكالوريا، وهو ما أكده ل«المساء»، السيد اسماعيل مسؤول دار النشر والتوزيع «الهدى»، حيث قال: «خصصنا جناحا كاملا لكتب الدعم المدرسي بالنظر طبعا إلى الطلب الكبير عليها من قبل الأولياء، ونعمل في نفس الإطار على تشجيع المؤلفين في هذا الباب لتغطية الطلب». ويرجع محدثنا السر في الإقبال عليها إلى صعوبة فهم بعض الدروس، وتحديدا بالنسبة للأطوار الابتدائية، نظرا إلى كثافتها من جهة، ولأن هذه الكتب تحتوي على دروس ومسائل محلولة تسهل على التلميذ فهمها، خاصة أنها تتطابق والمنهاج التربوي، غير أنها لا تحل محل الأستاذ، «وهو المفهوم الخاطئ الذي اعتمده بعض الأولياء من الذين يقتنون الكتب ويقدمونها لأبنائهم كي لا يتم سؤالهم، أو كما نقول «باش ما يكسرليش راسي»، ويعلق محدثنا قائلا: «بدار الهدى تبنينا استراتيجية لا تعتمد تقديم معلومات سريعة الاستهلاك حتى نمكن الطفل دائما من طرح السؤال، ومحاولة فهم بعض الأمور بنفسه، وإن تعذر عليه الأمر، يهتدي إلى الحلول المقدمة، وتظل كتب الدعم بمثابة الإضافة التي تقدم للتلميذ، فتلك التي تقدمها دور النشر اليوم، في نظري، تغطي احتياجات التلاميذ في جميع الأطوار، ويجتهد المؤلفون في تطويرها من خلال تبسيط المعلومات التي تحويها، لكن في اعتقادي، يجب عدم الاعتماد عليها كليا لأنها تعلم المتمدرسين «الاتكالية»، وتحول دون تطوير قدراتهم الفكرية، لهذا نتجنب كدار نشر إدراجها في أقراص مضغوطة لأن النسخة الورقية تظل أفضل بكثير، كونها تنمي القدرة على القراءة والبحث». من جهته، يرى ممثل دار المسيرة أن من بين الكتب التي تلقى رواجا كبيرا في مختلف طبعات «سيلا» للكتاب؛ كتب الدعم المدرسي، ولعل السبب يرجع إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه الأولياء بكل ما يخص تمدرس الأبناء، يقول: «في رأيي رغبتهم في نجاح أبنائهم تجعلهم يندفعون نحو اقتناء كل ما يخص الدعم المدرسي وفي جميع المواد». ويقول عبد الرحيم من دار «اقرأ»، بأنها تخصصت في كل ما يتعلق بالدعم المدرسي بدءا من الطور التحضيري، وصولا إلى البكالوريا، وبالنظر إلى الطلب المسجل على هذا النوع من الكتب، يشير محدثنا إلى كون الأولياء يرون أن ما يقدم لأبنائهم من دروس في المؤسسات التربوية غير كاف، كونهم يواجهون مشكلة في درجة الاستيعاب، وأن بعض الدروس تأتي معقدة وغير مفهومة يصعب عليهم إدراكها، لذا يكون من الأجدر مراجعتها بالاعتماد على محتويات كتب الدعم التي لا تتناول عرض المسائل فقط، بل تقدم ملخصات لبعض المواد، وحلولا للعديد من المسائل التي تتطابق والبرنامج الدراسي، بالتالي هذه الكتب تكون بمثابة إضافة، غير أنها لا تعوض الأستاذ، فهي مساعدة فقط . وحول كتب الدعم الأكثر طلبا، يقول بأن تلك الموجهة للطور الابتدائي في مواده الأساسية؛ رياضيات ولغة عربية وفرنسية، خاصة أن دور النشر تولي أهمية كبيرة للورق المستخدم، مع الاعتماد على الألوان لتحبيب الأطفال في التعلم وترسخ لديهم المعلومات من ناحية، ولأن الأسعار معقولة جدا تتراوح بين 200 و400 دج. وحمل من جهته، فؤاد عمروش ممثل دار «الضياء»، الأولياء مسؤولية اندفاع الأبناء إلى اقتناء كتب الدعم المدرسي وقال: «حقيقة الكتب تتطابق والمنهاج المدرسي، وتسهل على التلاميذ فهم واستيعاب الدروس، غير أن الأولياء ورغبة منهم في الاستقلالية وتجنب المراجعة لأبنائهم، يهتدون إلى اقتناء مثل هذه الكتب التي تقدم حلولا تتماشى وما يتم دراسته في المقررات، غير أن ما ينبغي أن يتم إدراكه، يضيف؛ «الغرض من طرح مثل هذه الكتب هو تشجيع التلاميذ على المراجعة والتأكد من الحلول بالعودة إلى الأجوبة المقترحة، لكن ما يحدث اليوم هو توجه التلاميذ مباشرة إلى الحلول، بالتالي تفقد الكتب أهميتها لأنها تتحول إلى مراجع تشجعه على الكسل، ومنه فالمطلوب اليوم من الأولياء تجنب التحايل على مثل هذه الكتب المعتمدة لتنمية القدرات، خاصة أنها معدة من قبل أساتذة ومديرين أفنوا حياتهم في المنظومة التربوية، كالأستاذ «بودربالة» الذي تعتبر كتبه في الدعم المدرسي مطلوبة بشكل كبير. وهو نفس الانطباع الذي سجلناه لدى لعمارة بلال ممثل دار «الأيام» من ولاية قسنطينة، الذي قال بأن أقدم مكتبة اهتمت بالكتب المدرسية هي مكتبتهم، «ولدينا أكثر من 20 عنوانا في مجال الكتاب شبه المدرسي»، ومن خلال التجربة الطويلة يرى بأن الأولياء اعتادوا على اقتناء الكتاب شبه المدرسي لوضع حد لتساؤلات أبنائهم الكثيرة التي تنم عن عدم الفهم في المدارس، بالتالي في اعتقادي، كتب الدعم تظل دائما محدودة، وعلى الأولياء الاعتماد عليها كمساعد من خلال مرافقة ومتابعة الأبناء لمساعدتهم على المراجعة».