كشف عاملون في مجال عصر الزيتون أن سعر زيت الزيتون لهذه السنة سيعرف استقرارا في حدود 700دينار، موضحين أن الكيلوغرام الواحد من الزيتون كان في مواسم ماضية في حدود 40 دينارا ليقفز هذه السنة إلى حدود 110 دنانير، وهو ما يؤثر بشكل كبير على غلاء اللتر الواحد من زيت الزيتون، إضافة إلى عوامل كثيرة منها تراجع الإنتاج من سنة إلى أخرى ونقص اليد العاملة وعوامل الطبيعة مثل الحرائق التي التهمت الهكتارات من أشجار الزيتون. وأوضح محدثونا من أصحاب المعاصر التقليدية والعصرية ببلدتي عمال وبني عمران بولاية بومرداس، أن سعر زيت الزيتون يتأثر هو الآخر بموجة ارتفاع أسعار المواد الواسعة الاستهلاك، ضف إلى ذلك ارتفاع سعر الكيلوغرام الواحد من الزيتون لدى الفلاحين، ففي الوقت الذي كان في مواسم فارطة بين 40 و70 دج للكيلوغرام الواحد، ارتفع هذه السنة ليصل 110 دج للكيلوغرام، وهو ما انعكس على مادة زيت الزيتون التي ارتفع سعرها إلى 700 دينار للتر الواحد، بل ويرجح أحد محدثينا احتمال وصول سعرها الموسم الجاري إلى حدود 1000 دينار على حد قوله. وكشف المتحدثون في مقام آخر عن صعوبات كثيرة يرون أنها عوامل أخرى تتسبب في ارتفاع سعر مادة زيت الزيتون، من ذلك نقص اليد العاملة سواء في مجال جني الزيتون وحتى عصره، موضحين أن موسم جني الزيتون ينطلق نهاية شهر نوفمبر من كل سنة ويستمر إلى نهاية شهر مارس وبالموازاة، ينطلق موسم عصر الزيت، يكشف كريم حيدوس صاحب معصرة بمنطقة بوعيدل ببلدية عمال، مشيرا إلى أن غرس أشجار الزيتون والعناية بها وحتى جمع الغلة من الزيتون بقيت في مناطق كثيرة في نطاق العائلة الواحدة، إلا أن عدد هؤلاء يتقلص السنة تلو الأخرى لأسباب كثيرة، منها صعوبة العناية بأشجار الزيتون كونها مزروعة في شعاب وجبال تبعد عن أماكن سكنهم، ضف إلى ذلك اختيار عدد كبير من الشباب لمهن أخرى أقل صعوبة، وحتى التوجه نحو الاستفادة من أجهزة دعم الدولة، ولكن في مجالات أخرى غير شعبة إنتاج زيت الزيتون، عكس ما فعله هو، حيث جعله تعلقه بالأرض يفكر في استغلال دعم الدولة في مجال يعرف خباياه، فكان أن استفاد من دعم «أونساج» في 2012 مما مكنّه من فتح معصرة حديثة للزيتون،»إلا أن نقص الغلة ونقص اليد العاملة يقفان في وجه تحقيق مردود جيد بالرغم من الطلب المرتفع على زيت الزيتون»، يقول كريم حيدوس. من جهته، يقول الشاب ماسينيسا بوبرنوس، العامل بمعصرة بوعيدل، إنه اختار العمل في مجال عصر الزيتون ليبقى قريبا من الشجرة المباركة التي لطالما كانت مصدر رزق لعائلته. ويعمل الشاب في تنقية حبات الزيتون بعد جمع الغلة ووضعها في الآلات الخاصة بغسلها وضغطها واستخراج الزيت بعدها. كما يوضح أنه سبق له العمل في معصرة تقليدية واستفاد بذلك من تكوين جيد مكنه من التعامل مع عصر الزيتون، وبالتالي العمل لدى الخواص، إلا أنه هو الآخر يبدي أسفه من هجر الشباب لمثل هذه الشعبة الفلاحية، قائلا إنه كثيرا ما لا يتمكن هو ورب عمله من الاستجابة لطلبات الزبائن بسبب نقص اليد العاملة المساعدة.